تحديث ويندوز 11 الأخير يسبب مشاكل تقنية في الصوت والصورة للمستخدمين

واجه مستخدمو نظام التشغيل ويندوز 11، خاصة الذين قاموا بتثبيت التحديث الأخير (24H2) الذي تم إطلاقه في أكتوبر 2024، مشكلات تقنية تؤثر على أداء الأجهزة. 

وقد أكدت شركة مايكروسوفت تلك الشكاوى وأوضحت أن التحديث يتسبب في خلل في الصوت والصورة، ما أدى إلى انزعاج العديد من المستخدمين.

مشكلات في الصوت والصورة

أفاد العديد من مستخدمي ويندوز 11 بعد التحديث الأخير أنهم يواجهون مشكلات تؤثر بشكل كبير على تجربة الاستخدام. المشكلة الأولى تتعلق بالصوت، حيث أظهرت التقارير أن الأجهزة التي تستخدم تقنية Dirac Audio، والتي تشمل ملف cridspapo.dll المسؤول عن معالجة الصوت، قد تأثرت بشكل ملحوظ. 

هذه الأجهزة تتعرض لانقطاع تام للصوت سواء عبر مكبرات الصوت المدمجة أو مكبرات الصوت التي تعمل عبر البلوتوث أو حتى سماعات الرأس.

أشارت مايكروسوفت إلى أن هذه المشكلة تقتصر على أجهزة معينة لم تكشف عنها الشركة بشكل دقيق، لكنها أكدت أن انقطاع الصوت يؤثر على عدة أجهزة تابعة لشركة واحدة. 

حتى الآن، لم تقدم مايكروسوفت حلولًا مؤقتة للمستخدمين المتأثرين بهذه المشكلة، مما يضاعف من صعوبة التعامل مع الموقف للمستخدمين الذين يعتمدون على هذه الأجهزة في أعمالهم اليومية أو الترفيه.

أما المشكلة الثانية، فمتعلقة بميزة Auto HDR، وهي تقنية تعمل على تحسين جودة العرض من خلال تحويل الصور من النطاق الديناميكي العادي (SDR) إلى النطاق الديناميكي العالي (HDR)، ما يوفر ألوانًا أكثر إشراقًا ودقة. 

ومع ذلك، فإن التحديث الأخير تسبب في ظهور ألوان غير صحيحة في بعض التطبيقات والألعاب، وقد يؤدي إلى توقف الألعاب عن الاستجابة بشكل كامل في بعض الأحيان. 

الحل المؤقت الذي قدمته مايكروسوفت لهذه المشكلة هو تعطيل ميزة Auto HDR بشكل كامل، وهو ما يعد خطوة غير مرضية للكثير من المستخدمين الذين يفضلون الاستفادة من تلك الميزة لتحسين تجربتهم البصرية.

مايكروسوفت توقف التحديث مؤقتًا

ردًا على هذه المشكلات المتزايدة، قررت مايكروسوفت إيقاف توفير تحديث ويندوز 11 (24H2) للأجهزة التي تأثرت بتلك الأعطال، وأكدت الشركة أن هذا الإيقاف سيستمر حتى يتم التوصل إلى حلول مناسبة للمشكلات التقنية التي تم الإبلاغ عنها، وقد دعت مايكروسوفت مستخدمي الأجهزة المتضررة إلى الانتظار لحين إصدار تصحيح جديد عبر التحديثات المستقبلية.

هذا التراجع في طرح التحديث ليس الأول من نوعه، فقد واجه مستخدمو ويندوز 11 في وقت سابق مشكلات تقنية مشابهة بعد تثبيت نفس التحديث، ما دفع مايكروسوفت إلى اتخاذ خطوة مشابهة بإيقاف التحديث مؤقتًا قبل أن تقوم بإعادته بعد التأكد من معالجة المشكلات.

المشاكل التي تسببها التحديثات الأخيرة لويندوز 11 تثير قلق العديد من المستخدمين الذين يعتمدون على النظام في أعمالهم وأوقات فراغهم، فبجانب التأثير على الصوت والصورة، يشكو العديد من اللاعبين والمطورين من مشاكل في الأداء، فعلى سبيل المثال، تعطيل ميزة Auto HDR يؤثر على تجربة الألعاب التي تعتمد بشكل كبير على تحسينات الصورة، ما يضع المستخدمين في موقف محبط.

التحركات الأخيرة من مايكروسوفت توضح التحديات التي تواجهها في طرح التحديثات التي قد تؤثر على ملايين المستخدمين حول العالم، ورغم أن الشركة قامت بتصحيح بعض الأخطاء في التحديثات السابقة، فإن هذا التحديث الأخير قد أعاد تسليط الضوء على الحاجة الماسة إلى اختبار التحديثات بشكل أكثر دقة قبل طرحها على جميع الأجهزة.

من جهة أخرى، يُظهر موقف مايكروسوفت في وقف التحديثات لأجهزة معينة حرصها على حماية تجربة المستخدمين، وهو أمر يمكن أن يطمئنهم رغم المشكلات التي ظهرت في الوقت الحالي، ومع ذلك، فإن التأخير في حل المشكلات قد يسبب الإحباط للمستخدمين الذين كانوا يتطلعون إلى الاستفادة من المزايا الجديدة للتحديث.

بينما تعمل مايكروسوفت على إصلاح المشكلات الحالية، من المتوقع أن تكشف عن تحديث جديد قريبًا لمعالجة هذه الأعطال، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيكون التحديث الجديد متاحًا للمستخدمين المتضررين. 

وفي حال استمرت المشاكل لفترة طويلة، قد يؤثر ذلك على سمعة الشركة في تقديم تحديثات مستقرة لنظام التشغيل الأكثر استخدامًا في العالم.