استخدام دماء رواد الفضاء في بناء مستوطنات على المريخ

في ابتكار غير تقليدي، اقترح فريق من العلماء استخدام السوائل البشرية، بما في ذلك الدم، مع تربة المريخ لإنتاج مواد بناء تستخدم في تشييد مستوطنات بشرية على الكوكب الأحمر. 

الدراسة التي قدمها فريق من جامعة خوارزمي في طهران، والمقرر نشرها في مجلة Acta Astronautica، تقدم حلاً فنيًا يعالج مشكلة كبيرة قد تواجهها البشرية في المستقبل عند محاولة بناء مستوطنات على المريخ.

مادة "أستروكريت" لبناء مستوطنات المريخ

اقترح العلماء في دراستهم استخدام AstroCrete، وهي مادة بناء تعتمد على مزيج من تربة المريخ وسوائل جسم الإنسان، بروتين الألبومين الموجود في دم الإنسان يعمل كمادة رابطة قوية لدمج التربة ببعضها البعض، مما يخلق نوعًا من الخرسانة المتينة، كما يمكن استخدام اليوريا الموجودة في البول لتعزيز قوة المادة، ما يجعلها أكثر قدرة على تحمل التحديات البيئية على سطح المريخ.

رائد فضاء واحد يكفي لبناء موئل صغير

ووفقًا للبحث، يمكن لرائد فضاء واحد أن ينتج كمية كافية من البروتين اللازم لبناء موئل صغير، والذي سيكفي لاستيعاب رائد فضاء آخر. حسب الحسابات، يمكن إنجاز ذلك في فترة زمنية تقدر بـ 72 أسبوعًا، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية بناء مستوطنات صغيرة على المريخ باستخدام الموارد المتوفرة هناك فقط، دون الحاجة إلى إرسال كميات ضخمة من مواد البناء من الأرض.

التقنيات الحديثة تسهل عملية البناء

من أجل تسريع عملية البناء على المريخ، اقترح العلماء استخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تصنيع هياكل مستوطنات المريخ. 

بفضل هذه التقنية، يمكن للطابعات ثلاثية الأبعاد استخدام AstroCrete للطباعة بشكل مباشر على سطح المريخ، مما يقلل الحاجة إلى المعدات الثقيلة والتكاليف المرتفعة.

حلول مبتكرة أخرى باستخدام موارد المريخ

لم يقتصر العلماء على "AstroCrete" فقط، بل اقترحوا أيضًا مجموعة من الحلول البديلة باستخدام موارد المريخ المتاحة، من بينها، استخدام كربونات الكالسيوم لإنتاج ملاط الجير، وهو مادة بناء أخرى قد تكون مفيدة في بناء المستوطنات. 

كما اقترحوا استغلال رواسب الكبريت المتوفرة على سطح المريخ في إنتاج خرسانة مقاومة للتآكل، مما يزيد من متانة المواد المستخدمة في البناء.

التحديات البيئية وحلول المواد المستدامة

يشير العلماء إلى أن واحدًا من أكبر التحديات التي ستواجه بناء المستوطنات على المريخ هو الظروف البيئية القاسية، مثل درجات الحرارة المنخفضة والرياح العاتية والجو الرفيع، لكن المواد مثل AstroCrete، التي تعتمد على تربة المريخ والبروتينات البشرية، قد تكون قادرة على تحمل هذه الظروف بشكل أفضل من المواد التقليدية.

من خلال هذه الابتكارات، يقدم العلماء حلاً عمليًا للتحدي الأكبر في استكشاف المريخ: كيف يمكن للإنسان أن يعيش على هذا الكوكب بعيدًا عن الأرض؟ الحلول المطروحة ليست مجرد أفكار نظرية، بل تقدم مزيجًا من الابتكار العلمي والاستفادة من الموارد المحلية، مما يفتح الطريق أمام مستقبل جديد للبشرية في استكشاف الفضاء.