TCL تتفوق على سامسونج في سوق أجهزة التلفاز الكبيرة

شهد سوق أجهزة التلفاز الكبيرة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت العلامات التجارية الصينية تقدمًا كبيرًا على حساب الشركات الكورية، وفي الربع الثالث من عام 2024، تمكنت شركة TCL من تجاوز سامسونج في قطاع التلفزيونات التي يبلغ حجمها 80 بوصة أو أكثر. 

وفقًا للتقرير الصادر عن Omdia، فقد سيطرت TCL على 23% من الحصة السوقية، بينما انخفضت حصة سامسونج من 26% إلى 19% مقارنة بالعام الماضي.

صعود TCL ومنافستها لشركات عالمية

تُعد هذه النتيجة بمثابة تحول رئيسي في سوق أجهزة التلفاز الكبيرة، حيث تمكنت TCL من تعزيز مكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في هذا القطاع، لكن هذا التفوق لا يقتصر على TCL فقط، إذ تأتي هايسنس الصينية أيضًا في الطليعة وتحقق تقدمًا سريعًا، فقد تقلص الفارق بينها وبين سامسونج إلى حوالي 1.65% فقط بعد أن كان 11% في العام السابق، هذا التحسن الكبير في حصة هايسنس جعلها تُزيح LG من المركز الثالث في السوق العالمي.

دور الشركات الصينية في سوق الأجهزة الكبيرة

تمكنت الشركات الصينية مثل TCL وهايسنس من تعزيز مكانتها في السوق بفضل هيمنتها على سلسلة توريد لوحات LCD، مما مكنها من تقليل التكاليف دون التأثير على جودة المنتجات، هذه الاستراتيجية سمحت بتقديم أجهزة تلفاز كبيرة جدًا بأسعار تنافسية للغاية، على سبيل المثال، خلال موسم الجمعة البيضاء في نوفمبر 2024، كان سعر تلفاز TCL LED مقاس 98 بوصة حوالي 2900 دولار، بينما كان سعر تلفاز Hisense مقاس 100 بوصة حوالي 1599 دولارًا، في المقابل، كان سعر تلفاز Samsung mini-LED مقاس 98 بوصة يقارب 8997 دولارًا، مما يعكس الفارق الكبير في الأسعار.

الابتكار التقني والتقدم الكبير في مجال LCD

لا تقتصر المنافسة على الأسعار فحسب، بل تشمل أيضًا التقدم التقني، فقد شهدت أجهزة التلفاز LCD الصينية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما ساعد في تقليص الفارق التقني بين أجهزة LCD الصينية والكورية، فقد أضافت TCL وهايسنس معالجات متطورة تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى موديلاتها المتميزة، مما منح هذه الأجهزة أداءً قويًا وقدرة على تحسين جودة الصورة والتفاعل مع المحتوى بشكل ذكي.

انخفاض حصة سامسونج في سوق التلفاز الكبير

تشير التقارير إلى أن سامسونج شهدت انخفاضًا ملحوظًا في حصتها السوقية في فئة أجهزة التلفاز الكبيرة جدًا، فقد انخفضت حصتها من 40% إلى 31% على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2024، بينما شهدت TCL نموًا هائلًا حيث تضاعفت حصتها من 9% إلى 18%. 

ويرجع هذا التراجع في حصة سامسونج إلى عدة عوامل، أبرزها الدعم الحكومي للمصنعين الصينيين وانخفاض تكاليف الإنتاج، مما يجعل من الصعب على الشركات الكورية منافسة الأسعار التي تقدمها الشركات الصينية.

في الوقت الذي تسعى فيه الشركات الصينية لتوسيع نطاقها، يبحث المصنعون الكوريون عن حلول أخرى لتعويض هذا الانخفاض في الحصة السوقية. 

يعتقد بعض الخبراء أن البرمجيات وأنظمة التشغيل ستكون محور التركيز في المستقبل القريب، وليس فقط الأجهزة. لكن الشركات الصينية أيضًا لا تتباطأ في هذا الجانب، إذ تعمل على تعزيز قدراتها البرمجية، مما يزيد من التحديات التي تواجهها الشركات الرائدة في السوق التقليدية.

تستمر TCL وهايسنس في الابتكار وتطوير تقنيات جديدة تسهم في تقليص الفجوة بين أجهزة التلفاز الصينية والكورية، وهو ما يجعل السوق يشهد تغييرات جذرية، مع تزايد تطور التقنيات وتوسع الشركات الصينية في الحضور الدولي، قد نشهد تحولًا أكبر في هذا القطاع خلال السنوات القادمة.