تحديات جديدة للمعلنين.. كيف يمكن للشركات الصغيرة التكيف مع تحديث ميتا؟

تواجه الشركات الصغيرة تحديًا كبيرًا في أعقاب التغييرات الأخيرة التي أعلنت عنها شركة ميتا، والتي من شأنها أن تعيد صياغة مستقبل الإعلانات الرقمية. 

ابتداءً من 31 يناير 2025، ستتوقف ميتا عن تقديم إعلانات تعتمد على استثناءات الاستهداف التفصيلية، وهي خطوة قد تؤدي إلى زيادة التحديات للمعلنين، خاصة أولئك الذين يعتمدون على استراتيجيات استهداف دقيقة.

تحديات جديدة للمعلنين

التغيير الذي تعتزم ميتا تطبيقه جاء بعد سلسلة من التعديلات التي بدأت في يوليو 2024، حيث تم منع إضافة استثناءات جديدة لاستهداف الفئات المحددة، وبذلك، لن تتمكن الإعلانات من استبعاد شرائح من الجمهور التي قد لا تكون مهتمة بالمنتج أو الخدمة المعلن عنها. 

على سبيل المثال، قد يكون لدى شركة تبيع التمور المحشوة باللوز فقط رغبة في استهداف فقط الأشخاص الذين يحبون التمور المحشوة، وتجنب أولئك الذين يفضلون التمور غير المحشوة، مع هذا التغيير، يصبح من الصعب تحقيق هذا النوع من الاستهداف الدقيق، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة الحصول على العملاء.

تعود جذور هذه التغييرات إلى تداعيات تحديث iOS 14 من آبل، الذي أُطلق في سبتمبر 2020، هذا التحديث قدم ميزة "شفافية تتبع التطبيقات" التي حدت من قدرة ميتا على تتبع سلوك المستخدمين عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية، مما أثر بشكل كبير على فعالية استهداف الإعلانات وزاد من تكلفة اكتساب العملاء. 

واستجابة لهذه التحديات، بدأ فريق ميتا بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، مما حول الإعلانات إلى ما يشبه "الصندوق الأسود" الذي يقلل من قدرة المعلنين على التحكم الكامل في حملاتهم الإعلانية، ما أثار استياء العديد من الشركات.

رغم هذه التحديات، هناك خطوات يمكن أن تتخذها الشركات الصغيرة للتكيف مع هذه التغييرات، أولاً، يجب على الشركات الاستفادة من بياناتها الخاصة لبناء قوائم جمهور مستهدف باستخدام الأدوات المتاحة على منصة ميتا، والعمل على استثناءات جديدة ترتكز على البيانات المتوفرة. 

ثانيًا، يمكن للمعلنين تحسين استهداف الإعلانات عبر جماهير مشابهة (Lookalike Audiences) لاستهداف الفئات الأكثر قربًا من جمهورهم المثالي،كما يمكن أن يستفيدوا من تحسين المحتوى الإعلاني ليكون أكثر تخصيصًا، مثل إنشاء حملات ترويجية لعشاق التمور المحشوة.

خارج منصة ميتا، يجب على الشركات تعزيز قنواتها التسويقية المملوكة مثل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، واستكشاف استراتيجيات تسويقية متعددة القنوات للوصول إلى العملاء عبر منصات مختلفة. 

هذا التنوع في القنوات يساعد الشركات على تقليل الاعتماد على المنصات الكبرى مثل ميتا، مما يعزز من فرص الوصول إلى العملاء بشكل أكثر استدامة.

في النهاية، رغم التحديات التي تطرحها التغييرات في سياسات ميتا، فإنها تمثل أيضًا فرصة لإعادة النظر في استراتيجيات التسويق وتعزيز التواصل المباشر مع العملاء. 

من خلال إنشاء محتوى قيم وبناء علاقات مستقرة عبر قنوات مملوكة، يمكن للشركات الصغيرة تقليل اعتمادها على المنصات الكبرى وتعزيز ثقة وولاء العملاء.