الابتكار في التصنيع.. الانتقال من الروبوتات التقليدية إلى الذكاء الاصطناعي الديناميكي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 03 يناير 2025 04:36 م

الذكاء الاصطناعي الديناميكي

الذكاء الاصطناعي الديناميكي

يشهد مجال التصنيع تحولًا غير مسبوق، حيث كانت الروبوتات حتى وقت قريب مرتبطة بأداء حركات جامدة ومحدودة، مما يجعل استخدامها يقتصر على مهام بسيطة، لكن مع التطور التكنولوجي المستمر، أصبح لهذه الآلات القدرة على محاكاة حركات الإنسان بشكل أكثر دقة ومرونة، هذا التحول يعكس الانتقال من الروبوتات التقليدية إلى الأنظمة الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

الابتكار في التصنيع

تمتلك الروبوتات الصناعية اليوم دورًا متزايدًا في المصانع حول العالم، وفقًا للإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولي للروبوتات، تجاوز عدد الروبوتات العاملة في المصانع 4 ملايين روبوت، يُظهر هذا الرقم الاعتماد المتزايد على هذه الآلات في مجموعة متنوعة من العمليات الصناعية. 

وفي هذا السياق، تُعد صناعة السيارات من أبرز القطاعات التي تعتمد على الروبوتات، حيث يعمل فيها أكثر من مليون روبوت، وهو ما يمثل ربع العدد الإجمالي للروبوتات الصناعية.

لفترة طويلة، اعتمدت المصانع على الروبوتات لتنفيذ مهام متكررة مثل اللحام والتجميع والنقل، ومع ذلك، كانت هذه الروبوتات تواجه بعض القيود، لم يكن بإمكانها التكيف مع الظروف المتغيرة، مما جعلها غير فعالة في مهام تتطلب مستويات عالية من المهارة البشرية، كما كانت تكلفة إعادة برمجة الروبوتات لتغيير المهام تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف.

لكن مع ظهور الذكاء الاصطناعي، تغيرت هذه المعادلة، أصبح بالإمكان تحويل الروبوتات التقليدية إلى أنظمة ذكية قادرة على التعلم والتكيف مع البيئات المتغيرة، يعد الذكاء الاصطناعي بمثابة النقلة النوعية التي تُمكن الروبوتات من تحسين قدراتها.

يعزز الذكاء الاصطناعي إدراك الروبوتات الحسي، من خلال تقنيات مثل الرؤية الحاسوبية التي تسمح للروبوتات بتحليل الصور وفهم بيئتها، هذا يمكّنها من التعامل مع الأجسام بدقة، حتى في ظل ظروف متغيرة. 

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الذكاء الاصطناعي استشعارًا متقدمًا يمكن الروبوتات من دمج بيانات من مستشعرات مختلفة، مما يساعدها على التفاعل مع بيئتها بطريقة آمنة.

تساعد تقنيات التعلم الآلي الروبوتات على التعلم من التجارب السابقة وتحسين أدائها بشكل مستمر، على سبيل المثال، يمكن للروبوت تعلم كيفية التعامل مع أنواع جديدة من الأجسام، يساعد التعلم العميق الروبوتات في معالجة كميات ضخمة من البيانات واستخلاص الأنماط والعلاقات الدقيقة، مما يسمح لها بأداء مهام أكثر تعقيدًا.

تسعى بعض الشركات الرائدة مثل Micropsi Industries وFANUC إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتطوير الروبوتات الصناعية، تعمل شركة Micropsi على تطوير نظام تحكم يُسمى MIRAI، يعتمد على تقنيات الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، مما يمكن الروبوتات من أداء مهام معقدة. 

وفي عرض عملي، تمكن النظام من توجيه ذراع الروبوت لالتقاط كابل حاسوب رفيع وتوصيله بدقة، وهي مهمة صعبة على الروبوتات التقليدية.

من جهة أخرى، تستخدم شركة FANUC الذكاء الاصطناعي بطرق متعددة لتعزيز كفاءة الروبوتات في مختلف الصناعات، طورت الشركة نظام FIELD، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات من الروبوتات والآلات الأخرى، مما يسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.

يمثل إدماج الذكاء الاصطناعي في الروبوتات الصناعية تحولًا حقيقيًا في قطاع التصنيع، يتيح هذا التطور للروبوتات أداء مهام أكثر تعقيدًا ودقة، مما يسهم في تحسين كفاءة الإنتاج وفتح آفاق جديدة للأتمتة، مع استمرار هذه التطورات، يمكننا توقع المزيد من الابتكارات في مجال الروبوتات الذكية في المستقبل القريب.

هذا التحول لن يُغير فقط الطريقة التي تعمل بها المصانع، بل سيعيد تشكيل مستقبل الصناعة بشكل كامل، مما يتطلب من الشركات الاستعداد للتكيف مع هذه التغييرات السريعة.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top