جيفري هينتون يدعم دعوى إيلون ماسك ضد تحول OpenAI للربحية

أعرب جيفري هينتون، الحائز على جائزة نوبل 2024 في الفيزياء، عن دعمه الكامل لدعوى إيلون ماسك القانونية ضد قرار OpenAI بالتحول إلى شركة ربحية. 

 تحول OpenAI إلى نموذج ربح تقليدي

يشير هينتون، الذي يعتبر من أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم، إلى أن تحول OpenAI إلى نموذج ربح تقليدي يتناقض مع المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الشركة، التي كانت تهدف في البداية إلى خدمة الإنسانية وتحقيق السلامة العامة عبر تطوير الذكاء الاصطناعي.

تأسست OpenAI عام 2015 كمختبر بحثي غير ربحي على يد عدد من الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا، من بينهم إيلون ماسك وسام ألتمان، وكان الهدف الرئيسي من هذه المؤسسة هو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يعود بالنفع على البشرية ويعزز قدرات الإنسان بدلاً من استبدالها. 

ومع مرور الوقت، وبالتحديد في عام 2019، أعلنت الشركة عن تبني نموذج "الربح المحدود"، الذي ظل فيه التركيز على السلامة العامة، مع وجود المؤسسة غير الربحية التي تسيطر على الشؤون الأساسية.

لكن الآن، وبينما تسعى OpenAI للتحول إلى نموذج ربحي تقليدي لجذب الاستثمارات ورأس المال، يثير هذا التحول قلقًا كبيرًا في الأوساط العلمية والصناعية. 

يعتقد هينتون أن هذا التغيير يعارض الميثاق الذي تم الاتفاق عليه عند تأسيس الشركة، والذي كان يتضمن وعودًا بعدم تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة تهدد الأمان العام. 

وأكد هينتون أن هذا التغيير يعرض للخطر التزامات الشركة تجاه السلامة، مشيرًا إلى أن تخليها عن وضعها غير الربحي يقوض هذه الالتزامات بشكل كبير.

من جهته، أعلن إيلون ماسك عن دعوى قضائية ضد القرار، متهمًا المسؤولين في OpenAI بالخيانة لمبادئ المؤسسة، وكان ماسك، الذي كان في البداية أحد أبرز الداعمين لOpenAI، قد صرح في وقت سابق أنه شعر بأن أهداف الشركة قد تحولت من تحسين الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية إلى تحقيق مكاسب مالية، كما أن ماسك يعتقد أن التحول نحو الربحية سيؤدي إلى تقليل الاهتمام بالسلامة العامة وتزيد من المخاطر المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

في أكتوبر الماضي، انتقد هينتون علنًا سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، متهمًا إياه بإعطاء الأولوية للربح على حساب السلامة العامة. 

كما عبر هينتون عن ندمه على دوره في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، محذرًا من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استغلال هذه التقنيات بطرق قد تضر بالبشرية.

تتمثل مخاوف ماسك بشكل أساسي في أن التحول إلى الربحية يتعارض مع رؤية OpenAI الأصلية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تجاهل المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي كانت أساسًا لتأسيس المؤسسة. 

بينما تدعي OpenAI أن ماسك كان يخطط لتحويل الشركة إلى منظمة ربحية منذ عام 2017، إلا أن مواقف ماسك العلنية والاتهامات التي وجهها تجاه المديرين التنفيذيين في الشركة توضح مدى انزعاجه من هذا التغيير المفاجئ.

إضافة إلى ذلك، تدعم مجموعة Encode، التي تضم عددًا من خبراء التكنولوجيا والعلماء، دعوى ماسك القضائية، محذرة من أن إعادة هيكلة OpenAI إلى شركة ربحية قد يقوض التزامها بالسلامة العامة. 

كما أشارت إلى أن هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى فقدان الضمانات الأساسية التي كانت مرتبطة بوضع الشركة غير الربحي، والتي كانت تضمن تحقيق المصالح العامة قبل المصالح المالية.

تستمر قضية التحول إلى الربحية في جذب الاهتمام الدولي، حيث يتابع العديد من الخبراء والمسؤولين تطورات هذه القضية التي قد يكون لها تأثير كبير على مستقبل الذكاء الاصطناعي. 

في ظل هذه النزاعات القانونية، تزداد أهمية التركيز على مسؤولية الشركات في تطوير هذه التقنيات مع الحفاظ على الأمان والرفاهية العامة.