آبل تدفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى تجسس على مستخدمي Siri

في خطوة صادمة لشركة آبل، وافقت على دفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى جماعية تم رفعها ضدها بسبب انتهاك خصوصية المستخدمين عبر تسجيل محادثات Siri الخاصة. الاتهام الأساسي كان بأن المحادثات التي تتم عبر المساعد الصوتي Siri تم تسجيلها عن غير قصد، واستمع إليها أشخاص من جهات خارجية، مما أسفر عن خرق للخصوصية.

 محكمة أوكلاند الفيدرالية بكاليفورنيا

تم تقديم هذه التسوية في محكمة أوكلاند الفيدرالية بكاليفورنيا، وتحتاج الآن إلى موافقة القاضي جيفري وايت لكي تصبح نافذة، وفي حال الموافقة، سيتم تعويض المستخدمين المتأثرين بمبالغ تصل إلى 20 دولارًا لكل جهاز آبل يحتوي على Siri، مثل أجهزة iPhone وساعات آبل "Apple Watch". 

يأتي هذا القرار بعد سلسلة من التحقيقات والتقارير التي كشفت عن عمليات تسجيل غير مصرح بها لمحادثات المستخدمين عبر Siri، ما أثار قلقًا عالميًا بشأن مدى التزام آبل بحماية بيانات مستخدميها.

تعود القصة إلى عام 2019، عندما كشفت تقارير صحفية عن أن شركة آبل كانت تسمح لموظفين ومقاولين خارجيين بالاستماع إلى تسجيلات محادثات Siri، وهي عملية قوبلت بانتقادات واسعة من مستخدمي التكنولوجيا حول العالم. 

في البداية، كانت آبل تدافع عن نفسها وتؤكد أنها كانت تقوم بتسجيل المحادثات لتحسين الخدمة، لكن بعد تداعيات القضية وتزايد الضغوط، اضطرت الشركة إلى التوقف عن هذه الممارسات.

التسوية التي تم التوصل إليها تشمل تعويض المستخدمين المتأثرين والذين كان لديهم أجهزة مزودة بـ Siri بين 2015 و 2020، حيث سيتم منحهم 20 دولارًا لكل جهاز تمت استجابته في الدعوى. 

بالإضافة إلى التعويضات المالية، تضمنت التسوية التزامات من شركة آبل بتحسين إجراءات حماية الخصوصية والتعامل مع البيانات بشكل أكثر شفافية.

المحاكمة الأصلية جاءت بعد أن تم رفع دعوى جماعية ضد آبل في أعقاب تقارير تفيد بأن الشركة كانت تسجل المحادثات التي تتم عبر Siri من دون علم المستخدمين أو موافقتهم. 

في هذه الحالات، كانت المساعدات الصوتية مثل Siri تستجيب إلى طلبات المستخدمين عبر الأجهزة الذكية، لكن يبدو أن بعض المحادثات كانت تسجل بشكل عشوائي، ما دفع البعض إلى التساؤل عن مدى أمان هذه التكنولوجيا في الحفاظ على خصوصية المستخدمين.

وأشارت التقارير إلى أن بعض هذه التسجيلات كان يتم الاستماع إليها من قبل أفراد خارجيين، وهو ما جعل القضية أكثر إثارة للجدل، على الرغم من أن آبل أكدت في البداية أنها كانت تقوم بذلك فقط لتحسين أداء Siri، إلا أن هذا لم يكن مقبولًا لدى العديد من المستخدمين، الذين شعروا أن هذه الممارسات كانت تتجاوز حدود الخصوصية.

من جانبها، أوضحت آبل في بيان أنها ستعمل على تحسين إجراءات خصوصية المستخدمين بشكل أكبر، وذكرت أن هذه التسوية لا تعني بالضرورة اعترافًا بالمسؤولية من قبل الشركة، لكنها تسعى لحل القضية بشكل ودي وتقديم تعويض مناسب للمستخدمين المتأثرين.

وبالرغم من أن هذه التسوية تمثل نهاية لمرحلة من الجدل، إلا أن الأمر يثير تساؤلات أكبر حول ممارسات شركات التكنولوجيا الكبرى في جمع البيانات الشخصية. 

تشكل هذه القضية تذكيرًا مهمًا للمستهلكين حول ضرورة الوعي بكيفية جمع واستخدام بياناتهم، وكذلك الحاجة إلى وضع قواعد أكثر صرامة في ما يتعلق بحماية الخصوصية.

في النهاية، تظل هذه القضية بمثابة تحذير لشركات التكنولوجيا حول أهمية احترام خصوصية المستخدمين وتطبيق معايير أعلى من الشفافية في جمع البيانات، خاصة مع ازدياد الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل المساعدات الصوتية.