سامسونج تكشف عن تلفاز microLED الذكي بتقنية الإضاءة الخلفية

خلال معرض CES 2025 في لاس فيغاس، كشفت سامسونج عن حل مبتكر في عالم أجهزة التلفاز الذكية يجمع بين الأداء العالي وتقنيات جديدة تهدف إلى خفض التكلفة. 

تعد شاشات microLED من أحدث التقنيات في صناعة التلفاز، حيث توفر تباينًا لا مثيل له ودقة ألوان مذهلة، لكنها كانت في الماضي خيارًا بعيد المنال بسبب الأسعار المرتفعة التي قد تتجاوز 100,000 دولار لبعض الطرازات.

يواجه عشاق المسرح المنزلي اليوم خيارين رئيسيين عند شراء أجهزة التلفاز: إما شاشات OLED أو شاشات LCD المزودة بإضاءة خلفية mini-LED. 

تقدم شاشات OLED مزايا ملحوظة مثل القدرة على تقديم اللون الأسود المثالي دون وجود تأثيرات هالة، بالإضافة إلى استجابة أسرع، ولكن في المقابل، تتمتع شاشات mini-LED بميزة السطوع العالي بشكل ملحوظ في عرض المحتوى بتقنية HDR.

ورغم ذلك، فإن تقنية microLED تجمع بين أبرز مزايا كلا التقنيتين، هذه التقنية توفر كل بكسل فرعي باستخدام صمامات ثنائية صغيرة باعثة للضوء، ما يتيح دقة ألوان عالية وتباينًا مثاليًا، لكن المشكلة الكبرى كانت دائمًا في التكلفة العالية لهذه الشاشات، وهو ما دفع سامسونج إلى ابتكار حل جديد يمكن أن يحدث ثورة في هذا المجال.

ابتكار سامسونج في تقنية microLED

بدلاً من استخدام microLED كوحدات بكسل، قررت سامسونج دمج هذه التقنية كإضاءة خلفية في شاشاتها الجديدة، هذا الابتكار يساهم في تقليل عدد مصابيح LED ومناطق التعتيم بشكل كبير، مع الحفاظ على قدرة أكبر في التحكم بالإضاءة مقارنة بشاشات mini-LED. 

وعلى الرغم من أن سامسونج لم تكشف عن العدد الدقيق لمصابيح LED أو مناطق التعتيم في جهازها الجديد، تشير التوقعات إلى أن التلفاز سيشمل عشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف من المناطق مقارنة بعدد محدود من المناطق في شاشات mini-LED.

تحسين كفاءة الإضاءة وتقليل استهلاك الطاقة

واحدة من الفوائد الرئيسية لهذه التقنية هي تقليل تأثيرات التفتح، وهي الظاهرة التي تحدث عندما ينعكس الضوء في مناطق سوداء على الشاشة. 

من خلال تحسين التحكم بالإضاءة الخلفية، تقدم سامسونج أداءً مذهلاً في عرض الألوان، حيث يمكن للمصابيح إصدار ضوء أبيض أو ألوان حمراء وخضراء وزرقاء تتناسب مع المحتوى المعروض، هذه القدرة تساعد في تحسين جودة الصورة بشكل ملحوظ، ما يعزز تجربة المشاهدة بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تلفاز microLED الذكي من سامسونج أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالتقنيات التقليدية، باستخدام تقنية الإضاءة الخلفية microLED، يستهلك التلفاز طاقة أقل بنسبة 30% مع الحفاظ على نفس مستوى السطوع، ما يعد تحسنًا كبيرًا في الأداء البيئي.

دقة ألوان لا مثيل لها

من بين المزايا الأخرى التي يقدمها تلفاز microLED الجديد من سامسونج هي تغطيته 90% من نطاق ألوان BT.2020، وهو معيار يعبر عن مجموعة واسعة جدًا من الألوان التي يمكن عرضها على الشاشة، هذا التحسن في دقة الألوان يرفع من جودة الصورة بشكل كبير، ويجعل من تلفاز microLED خيارًا مثاليًا للباحثين عن أفضل تجربة مشاهدة.

ورغم أن سامسونج لم تكشف بعد عن التفاصيل الخاصة بسعر هذا التلفاز أو تاريخ طرحه في الأسواق، فمن المتوقع أن يكون أغلى من تلفازات 8K Neo QLED التي توفرها الشركة حاليًا، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون خارج متناول عدد كبير من المستهلكين، بفضل تقديم سامسونج لهذه التقنية بطرق تجعلها أكثر قابلية للتحقيق من الناحية الاقتصادية.

آفاق المستقبل

تعتبر شاشات microLED من سامسونج خطوة هامة نحو تطوير صناعة التلفزيونات الذكية، حيث تجمع بين مزايا OLED وmini-LED مع تقليل التكلفة، إذا تم تطبيق هذه التقنية بنجاح في الأجهزة المنزلية، فقد تكون بداية لعصر جديد من أجهزة التلفاز الذكية التي توفر دقة ألوان وتباينًا استثنائيين دون التأثير الكبير على الميزانية.

ومع التطور المستمر في تقنيات العرض، قد تكون سامسونج قد وضعت حجر الأساس لتقنيات جديدة تقلب الموازين في صناعة الأجهزة الذكية، وتجعل من microLED الخيار الأمثل لعشاق المسرح المنزلي في المستقبل.