مايكروسوفت تُعلن عن تشكيل قسم داخلي جديد للذكاء الاصطناعي

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تسريع تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت مايكروسوفت عن إنشاء قسم هندسي داخلي جديد سيركز على تطوير البنية التحتية والبرمجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي نموًا متسارعًا وتوسعًا في تطبيقاته عبر الصناعات المختلفة، مما يتيح للشركات الفرصة للاستفادة من هذه التقنيات لتحسين عملياتها وتطوير منتجاتها.

تعزيز البنية التحتية والتطور التقني

القسم الجديد الذي أطلقته مايكروسوفت يحمل اسم "CoreAI – Platform and Tools"، ويهدف إلى دمج فرق تطوير البرمجيات ومنصات الذكاء الاصطناعي الموجودة حاليًا ضمن هيكل واحد لضمان تسريع الابتكار وتحقيق التنسيق الأفضل بين مختلف الفرق. 

من خلال هذا التوجه، تأمل مايكروسوفت في تحسين الكفاءة وتقديم حلول وتقنيات مبتكرة ستكون جزءًا من تطور سوق الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.

القيادة الجديدة لهذا القسم ستتولاها جاي باريخ، الذي شغل سابقًا منصب نائب الرئيس ورئيس الهندسة العالمي في ميتا، وهو أحد الخبراء البارزين في مجالات البنية التحتية التقنية ومراكز البيانات. 

باريخ الذي انضم إلى مايكروسوفت في أكتوبر 2024 بعد فترة قاد فيها شركة Lacework، سيقوم بتوجيه الفريق الجديد لتحقيق أهداف مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي. 

كما أنه سيرفع تقاريره مباشرة إلى الرئيس التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، الذي أكد في مذكرة داخلية أن التركيز خلال العام المقبل سيكمن في التطبيقات المدعومة بالنماذج الذكية والتي "ستعيد تشكيل جميع فئات التطبيقات".

إنّ مايكروسوفت تأخذ خطوة جريئة نحو تعزيز ريادتها في الذكاء الاصطناعي من خلال هذا القسم الذي يهدف إلى المساهمة في تغيير أسس كيفية تطوير وتشغيل التطبيقات الحديثة. 

ويُتوقع أن يشكل هذا التطور نقلة نوعية في مشهد البرمجيات، بحيث تُدمج قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق ضمن البنية التحتية للشركات، مما يمكّنها من تحسين الأداء وتقديم حلول مبتكرة.

من خلال إنشاء هذا القسم، تسعى مايكروسوفت إلى تحسين قدرتها على الابتكار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تُحدث تغييرات كبيرة في العديد من الصناعات. 

وقد كان لالتزام مايكروسوفت طويل الأمد بالذكاء الاصطناعي دور كبير في دفعها إلى هذا المجال، حيث تتسارع المنافسة بين الشركات التكنولوجية الكبرى مثل جوجل، وأبل، وأمازون، فيما يتعلق بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

إلى جانب بناء هذه البنية التحتية الجديدة، ستكون الخطوة القادمة لمايكروسوفت هي تسريع وتيرة تطبيق هذه التقنيات في مختلف منتجاتها، حيث ستُستغل قدرات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم وزيادة فعالية الخدمات عبر الأجهزة والبرمجيات المختلفة.

وفي سياق متصل، سيتعين على الشركات الأخرى في قطاع التكنولوجيا الاستجابة لهذا التوجه الجديد من خلال تعزيز استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الابتكار وتوفير حلول أسرع وأكثر ذكاءً في المستقبل القريب.

باختصار، يُعد تشكيل قسم "CoreAI – Platform and Tools" خطوة مهمة لمايكروسوفت في رحلتها نحو تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق وأكثر تكاملًا مع البنية التحتية للشركة، إنّ القيادة الجديدة التي يتمتع بها جاي باريخ ستسهم بلا شك في تحقيق تطلعات مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تعزيز قدرتها على المنافسة في هذا القطاع المتطور بسرعة.