إنستجرام تستهدف جذب صناع محتوى تيك توك بعروض مالية مغرية

في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها في سوق منصات المحتوى الرقمي، تكثف إنستجرام من جهودها لاستقطاب صناع محتوى تيك توك عبر تقديم عروض مالية جذابة. 

وفقًا لتقرير نشره موقع "ذا إنفورميشن" التقني، تخطط المنصة لتقديم مكافآت مالية تتراوح بين 10 آلاف إلى 50 ألف دولار شهريًا للمبدعين الذين يوافقون على نشر مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) على إنستجرام حصريًا قبل أي منصة أخرى، بما في ذلك تيك توك.

جذب صناع محتوى تيك توك

هذه المبادرة تعد جزءًا من استراتيجية ميتا لتعزيز تواجد إنستجرام في ظل المنافسة المحتدمة مع تيك توك، الذي أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا لأداء منصات الوسائط الاجتماعية التقليدية. 

وتعود هذه المساعي إلى برنامج مكافآت كان قد أطلقه إنستجرام في 2021 بهدف جذب صناع المحتوى، لكن البرنامج أُوقف في 2023 بعد تقليص المكافآت المالية تدريجيًا. 

والآن، يبدو أن المنصة تركز على تقديم مكافآت مالية مغرية لاستعادة قوتها في مجال الفيديو القصير، الذي أصبح محط اهتمام المستخدمين على نطاق واسع.

تزامن الإعلان عن هذه المكافآت مع الأزمات التي يواجهها تيك توك، خاصةً بعد أن اختفت المنصة مؤقتًا من متاجر التطبيقات الأمريكية بسبب قانون "البيع أو الحظر" الفيدرالي الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، ورغم عودة التطبيق للعمل بعد توقف قصير، إلا أن غيابه عن متاجر التطبيقات الأمريكية كان له تأثير واضح على سمعته وانتشاره.

بالإضافة إلى المكافآت المالية، أعلنت إنستجرام عن تحديثات جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم وزيادة جاذبية منصتها، من أبرز هذه التحديثات تعديل تصميم شبكات الملف الشخصي ليصبح مستطيلًا بدلاً من الشكل التقليدي. 

كما تم زيادة الحد الأقصى لطول مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) إلى ثلاث دقائق، مما يمنح صناع المحتوى مزيدًا من الحرية في التعبير وتقديم محتوى أكثر تنوعًا.

وفي خطوة أخرى تهدف إلى منافسة تطبيق CapCut، المنافس الشهير الذي تم تطويره من قبل بايت دانس، مالكة تيك توك، كشفت إنستجرام عن تطبيق جديد باسم "Edits" لتحرير مقاطع الفيديو. 

يشير هذا التطوير إلى أن إنستجرام تسعى إلى التوسع في أدوات التحرير والإنتاج داخل منصتها، مما يجعلها أكثر جاذبية للمبدعين الذين يبحثون عن مزيد من الخيارات لتحسين جودة مقاطعهم.

ورغم هذه الخطوات، لا يزال أمام إنستجرام تحديات كبيرة في إقناع صناع المحتوى بالانتقال من تيك توك إلى منصتها، يواجه العديد من صناع المحتوى انتقادات للسياسات التي تتبعها ميتا فيما يتعلق بحذف بعض أنواع المحتوى، خصوصًا تلك المتعلقة بالقضايا السياسية أو الجدلية، مما قد يحد من حرية التعبير على منصتها. 

ويضاف إلى ذلك الجدل حول أسلوب إدارة المحتوى عبر ميتا، الذي قد يكون له تأثير سلبي على رغبة المبدعين في الالتزام بنشر المحتوى حصريًا على إنستجرام.

من الواضح أن إنستجرام تحاول استخدام هذه العروض المالية والتحديثات التقنية لتوسيع حصتها في سوق الفيديوهات القصيرة، وهو القطاع الذي شهد نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة. 

ومع ذلك، سيظل من الصعب على المنصة استقطاب صناع المحتوى الذين حققوا نجاحًا كبيرًا على تيك توك، خاصةً في ظل سياسات الحذف والمراقبة التي تثير الجدل.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا