بلوسكاي يهدد عرش إكس في أوروبا بعد موجة انسحابات واسعة

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 25 يناير 2025 02:19 م

إكس

إكس

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت عدة شخصيات بارزة في الحكومة الإسبانية، إضافة إلى عدد من وسائل الإعلام الأوروبية، عن إغلاق حساباتهم على منصة "إكس"، وذلك اعتراضًا على سياسات المنصة وتوجهاتها، هذه الخطوات تزامنت مع تزايد الضغوط في أوروبا على "إكس" وسط دعوات متزايدة للانتقال إلى منصات أخرى مثل "بلوسكاي"، التي أصبحت تُعد البديل الجديد الأكثر شفافية في وسائل التواصل الاجتماعي.

بلوسكاي يهدد عرش إكس

في إسبانيا، أعلن ثلاثة وزراء عن مغادرتهم لمنصة "إكس"، واصفين إياها بأنها أصبحت مجرد وسيلة دعاية لا أكثر، وزيرة العمل الإسبانية، يولاندا دياز، قالت في تصريح لها إن "إكس" لم تعد تلبي وظيفة التواصل الاجتماعي الفعلي، بل تحولت إلى أداة للتحكم في الرأي العام باستخدام خوارزميات تخدم مصالح معينة على حساب أخرى. 

دياز دعت متابعيها على المنصة إلى متابعتها عبر منصات أخرى، مثل "بلوسكاي" و"تيك توك"، وهو ما يسلط الضوء على التحول الكبير في اهتمامات بعض المسؤولين الأوروبيين.

وتبعًا لذلك، قرر وزير الثقافة أرنست أرتاسوم ووزيرة الشباب سيرا ريخو أيضًا مغادرة منصة "إكس"، ما يعكس تزايد الانتقادات الموجهة لهذه المنصة، هذه الخطوات تأتي في وقت حساس، حيث تواصل "إكس" مواجهة مشاكل مرتبطة بسياساتها الجديدة التي أثارت جدلاً واسعًا في أوروبا حول تأثيرها على حرية التعبير والمحتوى السياسي.

في فرنسا، انضمت صحيفة "ليبراسيون" إلى مجموعة من وسائل الإعلام التي قررت التوقف عن نشر محتواها على "إكس". هذه المجموعة تشمل أيضًا صحف ومواقع إخبارية بارزة مثل "أويست فرانس" و"ميديابارت" و"لوموند". 

قرار هذه المؤسسات يعكس القلق المتزايد من تحول "إكس" إلى منصة تستغل فيها الآراء السياسية والمحتوى الإعلامي لأغراض تجارية أو ترويجية.

أما في ألمانيا، فقد عبّر المستشار أولاف شولتس عن رفضه الشديد لاستخدام "إكس" كأداة لنشر الأفكار المتطرفة، خاصة بعد الإشارة التي قام بها إيلون ماسك، مالك "إكس"، خلال احتفالات تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. 

شولتس انتقد السماح بحرية التعبير في منصة "إكس" عندما يتم استخدامها لدعم آراء يمينية متطرفة، ما يثير مخاوف كبيرة بشأن استغلال هذه المنصات في تعزيز الأيديولوجيات الضارة.

بلوسكاي: بديل يربح الأرض في ظل انسحابات إكس

في قلب هذه التحولات، يبدو أن "بلوسكاي" قد بدأت في الاستفادة من هذه الموجة المتزايدة من الانسحابات، تم تطوير هذه المنصة بواسطة جاك دورسي، أحد مؤسسي "تويتر"، كبديل يركز على الشفافية والحرية في التعبير. 

"بلوسكاي" تميزت عن منصات التواصل التقليدية باستخدامها بروتوكول مفتوح المصدر، وهو ما يسمح بوجود شبكة لا مركزية تعمل بدون الاعتماد على سيرفرات مركزية. هذه التقنية تجعل المنصة أكثر شفافية، وتقلل من تأثير أي سياسات تفرضها جهة معينة.

بلوسكاي توفر للمستخدمين بيئة أكثر انفتاحًا، حيث يمكنهم التعبير عن آرائهم بحرية أكبر دون القلق من مراقبة أو تلاعب في المحتوى. هذه السياسات تجعلها أكثر جذبًا للمستخدمين الذين يشعرون بأن منصات مثل "إكس" قد لا تعكس اهتماماتهم أو تكون تحت تأثير قوي من قبل مالكي المنصات.

في ظل هذه التغييرات، قد تكون "بلوسكاي" في طريقها ليصبح الخيار المفضل للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة تواصل اجتماعي أكثر انفتاحًا وحرية، في وقت يشهد فيه قطاع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تغيرات كبيرة تتعلق بالتحكم في المحتوى وحريته.

مستقبل منصات التواصل الاجتماعي في أوروبا

هذه التطورات تشير إلى أن منصات التواصل الاجتماعي في أوروبا قد تشهد تحولًا في الأنماط التي يتم من خلالها استهلاك المحتوى والتفاعل الاجتماعي. 

مع ازدياد القلق بشأن تأثير الشركات المالكة للمنصات على حرية التعبير وتوجيه المحتوى، تزداد احتمالات تزايد شعبية منصات مثل "بلوسكاي" التي تقدم بديلاً أكثر شفافية وديمقراطية.

ومع استمرار هذه الديناميكيات، سيكون من المثير للاهتمام متابعة ما إذا كانت هذه التحولات ستنتقل إلى أسواق أخرى خارج أوروبا، وكيف ستؤثر على الشركات الكبرى مثل "إكس" و"فيسبوك" في المستقبل القريب.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top