هواتف مستعملة بسعر خيالي بسبب تيك توك.. ظاهرة جديدة تهز الأسواق

في ظاهرة غير مسبوقة، شهد موقع التجارة الإلكترونية "إيباي" عرض هواتف ذكية مستعملة بأسعار خيالية تتجاوز 10 آلاف دولار، وذلك بسبب احتوائها على تطبيق “تيك توك”، هذه الظاهرة أثارت اهتمامًا كبيرًا في الأسواق، حيث تزامنت مع المخاوف المتزايدة من إمكانية حظر التطبيق الشهير في الولايات المتحدة، ما جعل بعض المستخدمين يعتقدون أن وجود "تيك توك" على هواتفهم يعزز من قيمتها السوقية.

ظاهرة جديدة تهز الأسواق

تم رصد العديد من الإعلانات على "إيباي" لبيع هواتف قديمة نسبيًا بأسعار باهظة، حيث تميزت هذه الهواتف بوجود تطبيق "تيك توك" المثبت عليها. 

يرى البعض أن التطبيق أصبح عامل جذب رئيسي، حيث يعتقد البائعون أن هذه الهواتف ستكون أكثر قيمة بسبب الحظر المحتمل للتطبيق في المستقبل، ومع أن هذه الهواتف لا تميزها أي ميزات حديثة، إلا أن وجود "تيك توك" على جهازها جعلها سلعة مرغوبة، حيث زادت الأسعار بشكل غير منطقي.

تعود جذور هذه الظاهرة إلى القلق المتزايد بشأن مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة، تواجه "تيك توك"، المملوكة لشركة "بايت دانس" الصينية، اتهامات مستمرة من قبل الحكومة الأمريكية بشأن جمع بيانات المواطنين الأمريكيين وإرسالها إلى الصين. 

ورغم أن هذه الاتهامات لم يتم إثباتها بعد، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت قد أبدت قلقًا حادًا تجاه هذا التطبيق، ما دفعها إلى التهديد بحظر التطبيق، ورغم أن هذا الحظر لم يتم تنفيذه بعد، إلا أن الإشاعات والمخاوف حوله أثرت بشكل ملحوظ على سلوك المستهلكين.

خبراء السوق يرون أن هذه الظاهرة تذكرنا بممارسات مشابهة حدثت في الماضي، مثل زيادة أسعار المستلزمات الأساسية بشكل غير مبرر خلال جائحة كورونا، أو حتى ارتفاع أسعار أجهزة "بلايستيشن 4" عندما تم سحب لعبة "P.T." من المتجر في عام 2014، في كلتا الحالتين، استغل البائعون حالة الندرة أو التغيرات المفاجئة في السوق لرفع الأسعار، مستفيدين من حالة القلق العام.

وفي ظل هذه المخاوف، يحرص المستخدمون على البحث عن طرق بديلة للوصول إلى “تيك توك”، ومن هذه الخيارات التحميل الجانبي للتطبيق من متاجر تطبيقات غير رسمية، وهي طريقة متاحة على أجهزة أندرويد ولكنها غير متوفرة على أجهزة آيفون. 

كما يمكن للمستخدمين الوصول إلى "تيك توك" عبر نسخ احتياطية للتطبيق أو من خلال متصفحات الإنترنت، ومع ذلك، فإن هذه البدائل ليست دائمًا آمنة، وقد تتسبب في مشكلات تتعلق بالأمان والخصوصية.

الخبراء والمحللون في قطاع التكنولوجيا يشيرون إلى أن مستقبل "تيك توك" في السوق الأمريكية لا يزال غامضًا، ويستشهدون بتاريخ شركات تكنولوجية كبرى فقدت هيمنتها بسبب تحديات سياسية وتجارية، مثل نوكيا في سوق الهواتف المحمولة، وياهو في مجال محركات البحث، وماي سبيس في مجال الشبكات الاجتماعية، هذه الأمثلة تدفع البعض للاعتقاد بأن "تيك توك" قد يواجه مصيرًا مشابهًا في حال استمرت الضغوط السياسية عليه.

على الرغم من المخاوف، يوصي المحللون بتجنب شراء الهواتف الذكية المستعملة بأسعار مبالغ فيها، خصوصًا في ظل الوضع غير الواضح الذي يحيط بمستقبل "تيك توك". 

في الوقت ذاته، يفضل البحث عن بدائل قانونية وآمنة للوصول إلى التطبيق، وتوخي الحذر من عمليات الاحتيال التي قد تحدث نتيجة لهذه الأزمة، كما ينصح المنتظرون لقرار الحكومة الأمريكية بأن يتريثوا لحين وضوح المشهد القانوني والتنظيمي بشكل أكبر.

إن قضية "تيك توك" تعد مثالاً واضحًا على العلاقة المعقدة بين السياسة والتكنولوجيا، وكيف أن قرارات حكومية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على سلوك المستهلكين وأسعار السوق. 

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا