DeepSeek تُحدث صدمة في سوق الذكاء الاصطناعي وتؤدي لتراجع أسهم إنفيديا

حققت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" (DeepSeek) إنجازًا غير مسبوق في مجال الذكاء الاصطناعي، مما ألحق خسائر كبيرة بشركة إنفيديا الأمريكية العملاقة، فقد استطاع تطبيق الدردشة الذكي الذي طوّرته DeepSeek أن يتصدر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا في متجر آبل "آب ستور"، متفوقًا على تطبيق ChatGPT الذي تنتجه OpenAI.

DeepSeek

الشركة الصينية الناشئة تعتمد على تقنيات منخفضة التكلفة مقارنة بمنافسيها، حيث يقوم المساعد الذكي بتشغيل نماذج مفتوحة المصدر تم تطويرها داخليًا، هذه النماذج، حسب تصريحات الشركة، يمكن تدريبها باستخدام موارد أقل بكثير من تلك التي تتطلبها النماذج التقليدية، مما يضع DeepSeek في موقع تنافسي قوي. 

تؤكد الشركة أن تكاليف التدريب لنماذجها منخفضة جدًا، حيث يمكنها استخدام عدد أقل من الشرائح المتخصصة مقارنة بالشركات الكبرى في هذا المجال.

هذه الادعاءات أثارت قلق المستثمرين في أسواق المال، حيث شهدت أسهم شركة إنفيديا تراجعًا حادًا بنسبة تجاوزت 17% في يوم واحد، وهو أكبر انخفاض تشهده الشركة في تاريخها، هذا التراجع أتى عقب التقارير التي أكدت تفوق DeepSeek على منافسيها من حيث الكفاءة مقابل التكلفة، مما أدى إلى فقدان إنفيديا 589 مليار دولار من قيمتها السوقية.

تسارعت وتيرة التحميلات لتطبيق DeepSeek بعد إطلاق الشركة لنموذج التفكير الجديد "R1" في يناير 2025، ويقال إن هذا النموذج يستطيع حل المشكلات المعقدة بشكل أفضل من النماذج الأخرى مثل "o1" من OpenAI، وهو ما يعزز مزاعم الشركة بقدرتها على تقديم أداء مميز بتكاليف أقل. 

النموذج الجديد بني على إصدار "V3" الذي أطلقته الشركة في ديسمبر الماضي، وهو يشير إلى أن DeepSeek قد تكون قد تمكنت من تقليص تكلفة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق، حيث قالت الشركة إن تكلفة تدريب نموذج "V3" لم تتجاوز 6 ملايين دولار، وهو مبلغ ضئيل بالمقارنة بتصريح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، الذي أكد أن تكلفة تدريب نموذج "GPT-4" تخطت 100 مليون دولار.

أحد العناصر المثيرة للجدل في نجاح DeepSeek هو استخدامها نحو 2000 شريحة متخصصة فقط من إنفيديا لتدريب نموذج "V3"، بينما النماذج الرائدة الأخرى مثل "GPT-4" تتطلب ما يزيد عن 16,000 شريحة، إذا كانت هذه الأرقام صحيحة، فإنها تشير إلى أن مهندسي DeepSeek قد توصلوا إلى ابتكارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، على الرغم من القيود التجارية المفروضة على الصين في مجال التكنولوجيا، والتي تحظر تصدير التقنيات المتقدمة إليها.

هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه شركات كبرى مثل إنفيديا وميتا ومايكروسوفت وOpenAI استثمارات ضخمة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، خصصت إنفيديا حوالي 100 مليار دولار لمشروع "Stargate" الخاص بها، الذي يعد جزءًا من مشروع أكبر تبلغ قيمته 500 مليار دولار. 

ومع ظهور DeepSeek كمنافس قوي يقدم ابتكارات جديدة وفعالة، بدأ العديد من المحللين والمستثمرين في التشكيك في جدوى هذه الاستثمارات الضخمة.

التوترات الجديدة التي أثارتها DeepSeek بدأت تؤثر بشكل واضح في سوق الأسهم، حيث تراجعت أسهم إنفيديا وعدد من الشركات الأخرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، هذا التحول قد يعيد تشكيل موازين القوى بين الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب لمنافسة قوية قد تقلب موازين السوق العالمية.

في النهاية، تشير هذه التحولات إلى أن DeepSeek قد تكون أحد اللاعبين الرئيسيين الذين قد يعيدون تحديد المستقبل التكنولوجي في عالم الذكاء الاصطناعي، قد يتغير من خلالها شكل المنافسة بشكل جذري، مما يخلق تحديات جديدة لكل من الشركات الكبرى مثل إنفيديا وOpenAI.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا