“DeepSeek”.. صدمة في وادي السيليكون وسابقة جديدة بالذكاء الاصطناعي

في ظل التنافس المستمر بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا المتقدمة، أثارت شركة "DeepSeek" الصينية الناشئة في الذكاء الاصطناعي ضجة كبيرة بعدما أعلنت عن إطلاق نموذجها اللغوي الكبير "R1"، هذا النموذج أثبت قدراته التنافسية المبهرة، ما جعله يشبه، بل ويتفوق على نماذج مثل "o1" التي أطلقتها شركة OpenAI في ديسمبر 2024.

نموذج "R1".. قفزة في مجال الذكاء الاصطناعي

في 27 يناير 2025، قدمت "DeepSeek" نموذجها "R1" الذي يُعتبر إنجازًا تقنيًا حقيقيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ورغم قلة الموارد المتاحة لشركة ناشئة، أثبتت الورقة البحثية المصاحبة للنموذج أن "R1" قادر على التطور والتعلم الذاتي بدون تدخل بشري مستمر، وهو ما يمثل خطوة كبيرة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. 

كما كشفت الشركة عن التحديات التي واجهتها في عملية تطوير هذا النموذج، والتي تم التغلب عليها بفضل استخدام تقنيات متقدمة وابتكار غير تقليدي.

الابتكار والقدرة على التطور دون رقابة خارجية

تُعد "DeepSeek" واحدة من الشركات الرائدة التي تسعى لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تستطيع محاكاة القدرات البشرية المعقدة، وفي وقت سابق، قامت شركات مثل OpenAI وGoogle DeepMind بإطلاق نماذج مثل "o1" و"Gemini 2.0"، إلا أن إطلاق "DeepSeek" لهذا النموذج كشف عن قدرة استثنائية على التعلّم والتكيف دون الحاجة إلى تدخل خارجي أو إشراف مباشر، ما جعلها تشكل تحديًا مباشرًا للشركات الأمريكية التي كانت تحتفظ بسرية طرقها التقنية.

التحدي الكبير في وادي السيليكون

أدى الإعلان عن نموذج "R1" إلى إثارة الجدل في وادي السيليكون، حيث طرح تساؤلات حول مدى قدرة الشركات الأمريكية مثل ميتا وAnthropic على الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في وجه هذا التحدي الجديد. 

في الصين، تحول ليانج ونفينج، مؤسس "DeepSeek"، إلى رمز وطني من خلال إنجازات شركته التي أثبتت قدرتها على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث بدأ حديثًا في حضور اجتماعات رسمية مع كبار المسؤولين في الصين، مؤكدًا على أهمية هذه التقنية في دعم الطموحات الوطنية.

مسار مؤسس "DeepSeek" نحو النجاح

منذ عام 2021، بدأ ليانج ونفينج، الذي كان يدير صندوقًا للتداول الكمي، في شراء آلاف وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا بهدف تأسيس مشروعه في مجال الذكاء الاصطناعي. 

في البداية، لم يُأخذ هذا المشروع على محمل الجد، لكنه سرعان ما تحول إلى واقع ملموس بعد أن نجح ليانج في استخدام هذه المعدات لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بفضل خبرة فريقه في استخدام هذه المعدات، استطاع أن يطور نموذج "R1" الذي ينافس كبرى الشركات العالمية.

إصرار على الإبداع المحلي والموارد المحدودة

على الرغم من الحظر الأمريكي على تصدير أحدث تقنيات إنفيديا إلى الصين، لم تقتصر "DeepSeek" على استخدام تقنيات متقدمة، بل اعتمدت على حلول مبتكرة للاستفادة القصوى من قدرات المعدات المتوفرة، وأشار أحد المهندسين في الشركة إلى قدرة الفريق على تحسين أداء وحدات معالجة الرسومات القديمة لتحقيق نتائج تتفوق على ما يُتوقع.

الهوية الصينية للمشروع

تتميز شركة "DeepSeek" بهويتها الصينية الصرف، إذ تعتمد على خريجي الجامعات الصينية البارزة في تطوير التقنيات، ليانج ونفينج، في أحد تصريحاته، أشار إلى أن جميع موظفيه في الفريق الأساسي حصلوا على تعليمهم داخل الصين، وهذا يعكس رؤية الشركة لتعزيز القدرات المحلية بدلاً من الاعتماد على خبرات الخارج.

على الرغم من النجاح الذي حققته "DeepSeek" حتى الآن، فإن التحديات التي قد تواجهها في المستقبل ما زالت قائمة، فالمنافسة القوية من الشركات الأمريكية العملاقة في هذا المجال، مثل OpenAI وGoogle، قد تخلق فجوة كبيرة يصعب على الشركة الصينية اللحاق بها، كما أن الاستثمارات الضخمة في تقنيات الحوسبة السحابية المتقدمة قد تشكل تحديًا إضافيًا على المدى الطويل.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا