ميتا تعزز استثماراتها في الطاقة الشمسية لدعم توسع مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي

تواصل شركة ميتا، عملاقة التكنولوجيا المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، حيث أعلنت مؤخرًا عن توقيع اتفاقيتين جديدتين للطاقة الشمسية في ولاية تكساس الأمريكية، مما يعزز التزامها بتبني حلول طاقة نظيفة ومستدامة لدعم النمو المتزايد لمراكز بياناتها الضخمة.

اتفاقيات جديدة ترفع قدرة ميتا من الطاقة المتجددة

بموجب الاتفاقية الأولى، ستتعاون ميتا مع شركة الطاقة الإسبانية Zelestra لإنشاء مشروع طاقة شمسية بقدرة 595 ميغاوات، مما يساهم في زيادة إجمالي قدرة الطاقة المتجددة للشركة بنسبة 5%. 

جاءت هذه الصفقة بعد أسابيع قليلة من توقيع ميتا اتفاقية أخرى مع شركة الطاقة العالمية Engie، لتزويدها بـ 200 ميغاوات إضافية من الطاقة الشمسية، والتي من المقرر أن تبدأ عملياتها في وقت لاحق من هذا العام.

حاليًا، تمتلك ميتا أكثر من 12 جيجاوات من الطاقة المتجددة، مما يجعلها واحدة من أكبر الشركات استثمارًا في هذا المجال، هذه الخطوة تعكس رؤية الشركة نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تسعى إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري ودعم جهودها المتزايدة في قطاع الذكاء الاصطناعي، والذي يتطلب كميات هائلة من الطاقة لمعالجة البيانات الضخمة وتشغيل نماذج التعلم العميق.

60 مليار دولار لاستثمارات مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي

مع ازدياد الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية، أعلنت ميتا عن تخصيص ميزانية ضخمة تصل إلى 60 مليار دولار هذا العام لتطوير بنيتها التحتية الرقمية، مع تركيز كبير على توسيع مراكز البيانات وتعزيز قدراتها في الحوسبة الفائقة.

تعتبر هذه المراكز جزءًا أساسيًا من استراتيجية مارك زوكربيرغ الطموحة لجعل ميتا رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعتمد الشركة على أنظمة متقدمة لمعالجة وتحليل البيانات بكفاءة عالية. 

ومع ذلك، فإن هذا التوسع يتطلب كميات هائلة من الطاقة، مما دفع الشركة إلى البحث عن حلول مستدامة، مثل الطاقة الشمسية والطاقة النووية، لضمان استقرار إمدادات الكهرباء لمراكز البيانات الخاصة بها.

بين الطاقة المتجددة والطاقة النووية: ميتا تبحث عن حلول طويلة الأمد

بينما تعتمد ميتا حاليًا بشكل أساسي على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، فإنها تدرس أيضًا إمكانية الاستثمار في الطاقة النووية كحل مستدام لتلبية احتياجاتها المستقبلية، حيث تسعى الشركة إلى الحصول على سعة طاقية تتراوح بين 1 و 4 جيجاوات من المفاعلات النووية بحلول أوائل الثلاثينيات، وهي خطوة يمكن أن توفر استقرارًا طاقيًا طويل الأمد لمراكز بياناتها.

لكن، على الرغم من الفوائد الكبيرة للطاقة النووية، فإن تطوير محطات جديدة يتطلب سنوات من التخطيط والتنفيذ، في حين أن مشاريع الطاقة الشمسية يمكن أن تبدأ في توليد الكهرباء خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 18 شهرًا، لذا، تُفضل ميتا حاليًا الطاقة الشمسية كحل سريع وفعال لتلبية احتياجاتها الطاقية المتزايدة.

شركات التكنولوجيا الكبرى تتنافس في سباق الطاقة المتجددة

لم تكن ميتا الشركة الوحيدة التي تستثمر بكثافة في الطاقة المتجددة، بل دخلت العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت في سباق نحو تأمين مصادر طاقة نظيفة لتشغيل بنيتها التحتية المتطورة.

أعلنت مايكروسوفت عن شراكة مع Acadia Infrastructure Capital لإنشاء مشاريع طاقة متجددة بقيمة 9 مليارات دولار.

خصصت جوجل صندوقًا بقيمة 20 مليار دولار لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، بالتعاون مع Intersect Power و TPG Rise.

هذه الاستثمارات الضخمة تعكس التحول الكبير نحو الطاقة النظيفة في قطاع التكنولوجيا، حيث تدرك الشركات الكبرى أن الاعتماد على الطاقة المتجددة ليس فقط خطوة بيئية مسؤولة، ولكنه أيضًا ضرورة اقتصادية وتقنية لضمان استمرار عملياتها بكفاءة عالية، خاصة مع تصاعد الطلب على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

هل تصبح الطاقة الشمسية العمود الفقري لمراكز البيانات؟

مع استمرار نمو قطاع الذكاء الاصطناعي وزيادة الطلب على حلول الحوسبة المتقدمة، يبدو أن الطاقة الشمسية ستلعب دورًا رئيسيًا في مستقبل مراكز البيانات. 

سرعتها في التنفيذ، وتكاليفها التنافسية، والتطورات المستمرة في تقنياتها، تجعلها خيارًا جذابًا للشركات التي تسعى لتحقيق استدامة بيئية واقتصادية في آن واحد.

في النهاية، تبرز ميتا كإحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، مع التزامها القوي بتوسيع قدراتها في الطاقة المتجددة والاستثمار في بنية تحتية تدعم مستقبلها في الذكاء الاصطناعي. 

وبينما تستمر المنافسة في قطاع التكنولوجيا، سيكون للابتكار في مصادر الطاقة دور حاسم في تحديد الشركات التي ستتمكن من قيادة الثورة الرقمية في العقود القادمة.