متلازمة الاهتزاز الوهمي.. اضطراب نفسي جديد يعصف بمستخدمي الهواتف الذكية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الإثنين، 03 فبراير 2025 09:44 ص

الهواتف الذكية

الهواتف الذكية

في الآونة الأخيرة، تصاعدت الاضطرابات النفسية المرتبطة بالإفراط في استخدام الهواتف الذكية، وأصبحت هذه الأجهزة التي تحملها الأيدي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. 

ومن بين الظواهر الجديدة التي تثير القلق وتستقطب انتباه العلماء والباحثين، ظهرت "متلازمة الاهتزاز الوهمي"، وهي حالة يعتقد فيها الشخص أن هاتفه يهتز في جيبه أو في يده حتى وإن كان مغلقًا أو لا يصدر أي إشارات.

الاهتزاز الوهمي.. حالة منتشرة بكثرة

تشير الدراسات الحديثة إلى أن 89% من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم يعانون من هذه المتلازمة، وهي نسبة تكشف عن مدى تأثير التكنولوجيا في حياتنا اليومية. 

يعتقد المستخدمون بشكل خاطئ أن هواتفهم تهتز، خاصة في اللحظات التي يكونون فيها مشغولين أو مركزين على أمر آخر، ما يعكس العلاقة المفرطة مع هذه الأجهزة.

دكتور روبرت روزنبرغر، الفيلسوف والأستاذ المساعد في معهد جورجيا للتكنولوجيا، يوضح أن السبب يعود إلى "عادات جسدية مكتسبة"، حيث أن الدماغ يتفاعل مع الإشعارات والتنبيهات التي يتلقاها الهاتف طوال الوقت، ما يخلق رابطًا نفسيًا بين الجهاز والمستخدم، مع مرور الوقت، يعتاد الدماغ على هذه الإشارات ويبدأ في توقعها حتى وإن كانت غير موجودة.

الأسباب العلمية وراء الظاهرة

دراسات علمية متنوعة تشرح هذه الظاهرة من خلال ما يُعرف بـ "الهلوسة الحسية"، في دراسة أجرتها المجلة الطبية البريطانية عام 2010، توصل الباحثون إلى أن الدماغ قد يخطئ في تفسير بعض الإشارات الحسية، مما يدفعه لتوقع الإحساس بالاهتزاز حتى في غياب أي إشارة فعلية من الهاتف.

الأدمغة البشرية، وفقًا للخبراء، تواجه تدفقًا هائلًا من المعلومات الحسية على مدار اليوم بسبب التنبيهات المستمرة على الهواتف الذكية، ومن خلال هذه العملية المستمرة، يعتاد الدماغ على تلقي إشارات معينة ويبدأ في "سد الثغرات" وتوقع حدوثها في الأوقات التي لا يكون فيها الهاتف في وضع الاهتزاز.

تأثير التكنولوجيا على الجسم والعقل

من المثير للاهتمام أن هذه المتلازمة لا تقتصر فقط على الشعور الخاطئ بالاهتزاز، بل هي انعكاس لعلاقة نفسية عميقة بين الإنسان وهاتفه الذكي. 

يُشبه العلماء هذا التأثير بتجربة الأشخاص الذين يعتادون على ارتداء النظارات لفترات طويلة، ما يؤدي بهم إلى "نسيان" وجود النظارات على وجوههم، بالرغم من أنهم لم يخلعوها، في حالة الهاتف الذكي، يصبح الجهاز وكأنه جزءًا من الجسم، والدماغ يهيئ نفسه لتلقي إشارات الاهتزاز بشكل غير واعٍ.

متلازمة العصر الرقمي

أصبحت هذه المتلازمة جزءًا من معركة الإنسان ضد التبعات النفسية للتكنولوجيا الحديثة، بينما يواصل العديد من الأشخاص قضاء ساعات طويلة أمام شاشات هواتفهم، فإن الآثار الجانبية مثل متلازمة الاهتزاز الوهمي قد تكون بمثابة دليل على "الهوس الرقمي" الذي يعيشه الكثيرون، فقد أظهرت الدراسات أن الشعور بالاهتزاز الوهمي يحدث بشكل متكرر بين أولئك الذين يعتمدون بشكل كبير على هواتفهم الذكية للبقاء على اتصال بالعالم من حولهم.

التصدي للأثر النفسي للتكنولوجيا

في ظل هذه الظاهرة الحديثة، يُنصح الخبراء بأخذ فترات راحة من الهواتف الذكية لتحسين الصحة النفسية والعقلية، كما يدعون إلى زيادة الوعي حول التأثيرات السلبية للإفراط في استخدام هذه الأجهزة، من الحلول المقترحة هي تحديد أوقات معينة لاستخدام الهاتف والابتعاد عن التنبيهات المتواصلة التي تشتت الانتباه.

إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بالاهتزاز الوهمي في كثير من الأحيان، فقد لا تكون وحدك، هذا الاضطراب، الذي يعكس علاقة متزايدة بين البشر والتكنولوجيا، يعكس تحولًا ثقافيًا في كيفية ارتباطنا بالعالم الرقمي، ومع تزايد استخدام الهواتف الذكية في حياتنا، يظل السؤال قائمًا: كيف يمكننا الحفاظ على توازن بين الاتصال الرقمي والراحة النفسية؟

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top