واشنطن تفتح تحقيقًا حول تورط سنغافورة في تزويد الصين بشرائح NVIDIA المتقدمة

في إطار جهودها المستمرة لمكافحة تدفق التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، بدأت السلطات الأمريكية تحقيقًا حول ما إذا كانت سنغافورة تشكل محطة انتقالية لشرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة من NVIDIA إلى الصين. 

تأتي هذه التحقيقات في وقت حساس، حيث تواصل الولايات المتحدة تشديد القيود التجارية على صادرات التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، في محاولة لإضعاف قدرات بكين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.

لماذا تثير سنغافورة الشكوك؟

تعتبر سنغافورة نقطة محورية في هذا التحقيق، حيث تشير التقارير إلى زيادة ضخمة في مبيعات NVIDIA إلى الدولة الآسيوية، منذ تأسيس شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek، شهدت مبيعات NVIDIA إلى سنغافورة قفزة بنسبة 740%، هذا الارتفاع الكبير في المبيعات يثير التساؤلات حول ما إذا كانت سنغافورة تُستخدم كقاعدة لتوريد الشرائح إلى الصين، على الرغم من القيود المفروضة من قبل واشنطن.

الولايات المتحدة تراقب عن كثب هذا الوضع بسبب موقف سنغافورة غير الواضح في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من أن سنغافورة ليست لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال، إلا أن الزيادة في مبيعات NVIDIA إلى الدولة الصغيرة تعزز فرضية كونها مجرد محطة عبور لشحنات الشرائح إلى السوق الصينية.

شركة NVIDIA تواجه الضغط

NVIDIA نفسها لم تنكر احتمال وجود ثغرات في القيود التجارية الأمريكية، في تصريح رسمي، قالت الشركة إن موقع إصدار الفواتير قد لا يعكس دائمًا الموقع الفعلي للمستخدم النهائي، هذه التصريحات تكشف عن تحديات كبيرة تواجهها NVIDIA في مراقبة تدفق شرائحها إلى أسواق معينة، بما في ذلك الصين.

ورغم القيود المفروضة من قبل الحكومة الأمريكية، استمرت صادرات الشرائح المتقدمة من NVIDIA إلى الصين، مما يشير إلى أن الإجراءات الأمريكية لم تحقق الأهداف المرجوة بشكل كامل، في الوقت ذاته، يزداد القلق بشأن دور سنغافورة في هذا السياق.

المؤشرات تدل على ثغرات في العقوبات

تشير التقارير إلى أن الصين قد استوردت كميات من شرائح H100 المتطورة من سنغافورة تتجاوز ما حصلت عليه من الولايات المتحدة. مع وجود 99 مركز بيانات فقط في سنغافورة، تثير هذه الأرقام الشكوك حول ما إذا كانت هذه الشرائح تُعاد تصديرها إلى الصين، إما مباشرة أو من خلال شركات وسيطة.

تُعتبر شركة DeepSeek الصينية واحدة من أبرز الشركات التي استفادت من هذه الشرائح المتطورة، تمكّنت الشركة من امتلاك أكثر من 10,000 وحدة من شريحة H100 المحظورة، بالإضافة إلى 10,000 وحدة أخرى من شرائح H800 التي تم تصميمها خصيصًا للسوق الصينية،هذا يشير إلى أن الصين لا تزال تتمتع بإمكانية الوصول إلى بعض من أقوى شرائح الذكاء الاصطناعي في العالم، ما يضعف فعالية العقوبات الأمريكية ويقوض الجهود المبذولة لإبطاء تقدم الصين في هذا المجال التكنولوجي المتقدم.

أين تندرج الفلبين في هذه القضية؟

لم تقتصر الشبهات على سنغافورة فقط، الفلبين أيضًا دخلت في دائرة الاتهام كدولة وسيطة محتملة لنقل الشرائح إلى الصين، إذا تم تأكيد هذه الشبهات، فقد يتسبب ذلك في تعقيد الأمور بشكل أكبر بالنسبة للولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى فرض قيود جديدة على صادرات NVIDIA،

عواقب محتملة لشركة NVIDIA

في حال تأكدت التحقيقات من وجود ثغرات في تطبيق العقوبات الأمريكية، قد تواجه NVIDIA تداعيات كبيرة، قد تشمل هذه التداعيات فرض قيود جديدة على تصدير شرائحها المتقدمة، أو حتى تشديد اللوائح ضد الدول التي يشتبه في تورطها في إعادة تصدير هذه التكنولوجيا إلى الصين،هذه الخطوات قد تؤثر بشكل مباشر على NVIDIA، التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات من قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يساهم هذا القطاع بنسبة 20% من إجمالي إيرادات الشركة.

توجهات الصين المستقبلية

من جهة أخرى، إذا استمرت الصين في الحصول على هذه الشرائح المتطورة، قد يؤدي ذلك إلى تسريع جهودها في تطوير أشباه موصلات محلية لتقليل اعتمادها على التقنيات الغربية، قد يكون هذا تطورًا طويل الأمد سيؤثر على سوق التكنولوجيا بشكل عام، ويغير المعادلة العالمية للتكنولوجيا المتقدمة.

التحقيقات وأثرها على مستقبل الصراع التكنولوجي

من الواضح أن هذا الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين بدأ يتخذ أبعادًا معقدة، حيث يُظهر التحقيق الأمريكي أن الإجراءات السابقة قد تكون غير كافية لوقف وصول الصين إلى الشرائح المتقدمة، على الرغم من القيود، يبدو أن الصين تجد طرقًا للتغلب عليها، هل ستنجح الولايات المتحدة في منع الصين من الوصول إلى هذه التكنولوجيا المتطورة، أم أن هذه التحقيقات ليست سوى حلقة جديدة في صراع مستمر؟ ستظل الإجابة على هذا السؤال غامضة، ولكن المؤكد أن التكنولوجيا ستظل أحد الجبهات الحاسمة في هذا الصراع العالمي المستمر.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا