تيك توك في أزمة.. من سيشتري المنصة في الولايات المتحدة؟

منذ قرار الحكومة الأمريكية الأخير، يواجه تطبيق تيك توك تحديات كبيرة قد تهدد استمراريته في الولايات المتحدة، القانون الذي أقرته الحكومة الأمريكية يفرض على الشركة المالكة للتطبيق، "بايت دانس"، أن تقوم ببيع عمليات التطبيق في أمريكا أو مواجهة حظر كامل، وقد دخل هذا القانون حيز التنفيذ بعد فترة من الجدل حول الأمن السيبراني واتهامات بتأثير الحكومة الصينية على المنصة.

تيك توك في أزمة

الضغوطات على تيك توك أصبحت أكثر حدة في ظل الوضع الحالي، ففي 19 يناير 2025، توقفت المنصة عن العمل في الولايات المتحدة لبعض الوقت نتيجة الحظر المؤقت، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أصدر أمرًا تنفيذيًا يعطي مهلة قدرها 75 يومًا للشركة للبحث عن "حل" يسمح بعمل التطبيق دون الحاجة إلى الإغلاق الكامل.

هذه الأزمة ظهرت في وقت حساس، حيث يلقى تيك توك شعبية هائلة بين الشباب والمراهقين الأمريكيين، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التطبيق. 

السبب الرئيسي الذي دفع لإقرار هذا القانون هو المخاوف المتعلقة بالخصوصية والادعاءات بشأن إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين، رغم أن تيك توك لم تقدم أي دليل يثبت هذه الادعاءات ونفتها بشكل متكرر.

على الرغم من رفض "بايت دانس" في البداية فكرة بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، فقد تغير موقف الشركة مع تصاعد الضغوط القانونية. 

ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، بدأ المسؤولون في الصين في إظهار استعدادهم للنظر في صفقة محتملة، بينما أشار أحد مستثمري "بايت دانس" إلى أن التوصل إلى اتفاق يصب "في مصلحة الجميع".

فيما يخص المفاوضات المحتملة، فإن عددًا من الشركات والمستثمرين عبروا عن رغبتهم في الاستحواذ على تيك توك، الرئيس الأمريكي السابق ترامب كان قد صرح برغبته في "إشعال حرب عروض" بين الشركات من أجل الاستحواذ على المنصة، مشيرًا إلى أن الحكومة الأمريكية يجب أن تكون جزءًا من الصفقة. 

ومع ذلك، لم تتضح ملامح الصفقة النهائية بعد، خاصةً أن الأمر التنفيذي يحدد فترة زمنية ضيقة لتنفيذها، حيث يتعين على "بايت دانس" إتمام أي اتفاق قبل مرور 75 يومًا.

من أبرز الشركات التي تتفاوض على الصفقة هي شركة "أوراكل"، التي كانت قد بدأت محادثات مع إدارة ترامب حول خطة لإنقاذ تيك توك، وفقًا لهذه الخطة، قد تتولى أوراكل إدارة التطبيق على مستوى عالمي بالتعاون مع مستثمرين آخرين، بينما تحتفظ "بايت دانس" بحصة أقلية، أوراكل كانت قد دخلت في شراكة مع تيك توك سابقًا، حيث كانت تستضيف بيانات المستخدمين الأمريكيين في خدماتها السحابية.

شركة مايكروسوفت أيضًا تبرز كأحد الأسماء المحتملة في محادثات الاستحواذ، في عام 2020، كانت مايكروسوفت قد حاولت شراء تيك توك، لكنها فشلت في إتمام الصفقة، ورغم ذلك أظهرت بعض التقارير أن الشركة لا تزال مهتمة بالاستحواذ على التطبيق.

من جهة أخرى، كشفت تقارير عن عرض من شركة الذكاء الاصطناعي Perplexity AI، التي قدمت خطة دمج عمليات تيك توك معها في كيان جديد. 

عرضت الشركة أيضًا على الحكومة الأمريكية إمكانية امتلاك 50% من الكيان الجديد بعد طرحه للاكتتاب العام، في خطوة جريئة تهدف إلى تجنب الحظر وفي نفس الوقت إشراك السلطات الأمريكية في القرار.

المستثمرون الأثرياء أيضًا أصبحوا جزءًا من المشهد، حيث أبدى اليوتيوبر الشهير MrBeast، المعروف باسم جيمي دونالدسون، رغبته في شراء تيك توك. وبعد تصريحاته، تواصل العديد من المستثمرين معه للمشاركة في الصفقة، بما في ذلك مجموعة بقيادة جيسي تينسلي، التي ضمت شخصيات بارزة مثل الرئيس التنفيذي لشركة روبلوكس ديفيد بازوكي، هذا العرض يعكس اهتمامًا كبيرًا بتطبيق تيك توك، حيث جمعت المجموعة أكثر من 20 مليار دولار لتحقيق هذا الهدف.

لكن على الرغم من هذه العروض والمفاوضات، يبقى موقف الحكومة الأمريكية غامضًا، فقد طرح مستثمرون آخرون بقيادة فرانك مكورت وكيفن أوليري فكرة مشروع "ليبرتي"، لكن أوليري أبدى تحفظاته بشأن إدخال الحكومة الأمريكية في الصفقة، معتبرًا أن ذلك قد يتعارض مع القانون الأمريكي.

في ظل هذه المتغيرات، تبقى المستقبلات غير واضحة، تيك توك قد يواجه حظرًا جديدًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في الوقت المحدد. ومع استعداد "بايت دانس" والحكومة الأمريكية للمفاوضات، فإن الأسابيع المقبلة قد تشهد تطورات حاسمة تحدد مصير التطبيق في السوق الأمريكي.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا