زوكربيرج يعلن خطة لإعادة إحياء فيسبوك والعودة إلى جذوره الأصلية

كشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، عن خطة لإعادة إحياء فيسبوك عبر العودة إلى ما وصفه بـ "OG Facebook"، وهو المفهوم الذي يهدف إلى استعادة التأثير الثقافي للموقع وتعزيز دوره في التواصل الاجتماعي. 

تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه المنافسة بين منصات التواصل المختلفة، مثل "Threads" و"Instagram"، والتي أصبحت تحظى باهتمام أكبر من المستخدمين، ما جعل فيسبوك يبدو وكأنه منصة ثانوية في نظر البعض.

عودة إلى الأساسيات

وفقًا لتقرير نشره موقع "9to5Mac" المتخصص في الأخبار التكنولوجية، لا يزال فيسبوك يمثل ركيزة أساسية لنجاح شركة "ميتا"، حيث يضم أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا. 

ورغم هذا العدد الهائل، فإن تأثير المنصة في المشهد الثقافي أصبح أقل مما كان عليه في السابق، وهو ما دفع زوكربيرج إلى التركيز على إعادة إحيائها خلال هذا العام.

وخلال المكالمة الهاتفية الخاصة بإعلان أرباح "ميتا"، أعرب زوكربيرج عن حماسه لإعادة فيسبوك إلى جذوره، قائلًا: "أنا متحمس هذا العام للعودة إلى بعض صفحات فيسبوك الأصلية".

وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو استعادة التأثير الثقافي للمنصة، موضحًا أن هناك العديد من الفرص لجعل فيسبوك أكثر تأثيرًا مما هو عليه اليوم، وأضاف: "أعتقد أن هذا هدف ممتع ومثير، سيقودنا إلى تطوير منتجاتنا في اتجاهات لم نركز عليها بشكل كافٍ خلال السنوات الماضية".

التغييرات القادمة في فيسبوك

لم يكشف زوكربيرج بشكل مفصل عن طبيعة التغييرات القادمة، لكنه أوضح أن الشركة مستعدة لاتخاذ قرارات قد تؤثر على العائدات المالية قصيرة المدى، وذلك بهدف تحسين تجربة المستخدم وإعادة بناء المنصة على أسس أقوى.

وقال في تصريحاته: "قد يعني هذا أنه في الأمد القريب، سنقدم بعض التنازلات المالية من أجل التركيز على تطوير المنتجات التي تؤثر على تجربة المستخدم، قبل أن نضع العائدات في الاعتبار".

ويعكس هذا التوجه رغبة "ميتا" في إعادة فيسبوك إلى طليعة منصات التواصل الاجتماعي، من خلال تقديم ميزات جديدة أو تحسين تجربة المستخدم بناءً على الأسس التي جعلت المنصة ناجحة منذ البداية.

فيسبوك بين الماضي والمستقبل

منذ إطلاقه في عام 2004، شهد فيسبوك تحولات كبيرة، حيث انتقل من كونه شبكة اجتماعية بسيطة لطلاب الجامعات إلى أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم، ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تراجع اهتمام المستخدمين بفيسبوك مقارنة بمنصات مثل "تيك توك" و"إنستجرام"، خاصة بين فئة الشباب.

ولمواجهة هذا التحدي، اعتمدت "ميتا" على الذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات العرض وتحسين تجربة التفاعل، بالإضافة إلى التركيز على الميتافيرس باعتباره مستقبل التواصل الرقمي، ومع ذلك، يبدو أن زوكربيرج يرى أن العودة إلى الأساسيات قد تكون الخطوة الأكثر أهمية في الوقت الحالي.

ما المتوقع من "OG Facebook"؟

رغم عدم الإعلان عن تفاصيل دقيقة، فإن المحللين يتوقعون أن تشمل تغييرات "OG Facebook" ما يلي:

تحسين تجربة التفاعل بين المستخدمين، مما يعزز دور فيسبوك كمنصة اجتماعية حقيقية وليس مجرد مكان لمشاركة المحتوى.

إعادة التركيز على المجموعات والمجتمعات، وهي إحدى الميزات التي عززت شعبية المنصة في الماضي.

تطوير ميزة الخوارزميات بحيث تعرض محتوى أكثر صلة واهتمامًا للمستخدمين، بدلًا من التركيز على المحتوى الممول.

تحسين أدوات النشر والمشاركة لتسهيل التعبير عن الآراء ومشاركة اللحظات اليومية بشكل أكثر واقعية.

زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المحتوى وتقديم تجربة أكثر تخصيصًا لكل مستخدم.

يبدو أن زوكربيرج يسعى لإعادة إحياء فيسبوك عبر العودة إلى جوهر المنصة، في خطوة قد تعيد تعريف دورها في المشهد الرقمي الحالي. 

وبينما لم يتم تحديد موعد رسمي لهذه التغييرات، فإن إعلان "ميتا" عن التركيز على "OG Facebook" يعكس إدراكها لأهمية تطوير المنصة بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين المتغيرة. 

الأيام المقبلة قد تكشف المزيد عن طبيعة هذه التعديلات، وما إذا كانت ستنجح في استعادة فيسبوك لمكانته كأهم منصة تواصل اجتماعي عالميًا.