إنستجرام يسعى للاستحواذ على جمهور تيك توك بعد الحظر في أمريكا

أدى قرار حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة إلى تغيير كبير في سوق تطبيقات مشاركة الفيديو، حيث بدأت العديد من المنصات في محاولة جذب المستخدمين الذين فقدوا منصتهم المفضلة. 

كان إنستجرام من بين أبرز المنافسين، حيث أطلق ميزة جديدة تهدف إلى تعزيز التفاعل بين المستخدمين، على أمل أن يتمكن من تعويض الفراغ الذي خلفه تيك توك، لكن هل يستطيع إنستجرام حقًا أن يكون البديل الفعلي لهذا التطبيق الصيني؟

محاولات إنستجرام لجذب جمهور تيك توك

أعلنت منصة إنستجرام عن تحديث جديد يتيح للمستخدمين رؤية مقاطع الفيديو التي أعجب بها أصدقاؤهم أو علقوا عليها، مما يسهل بدء المحادثات والتفاعل حول المحتوى المشترك. 

آدم موسيري، رئيس إنستجرام، أكد أن هذه الميزة تهدف إلى تشجيع المزيد من التفاعل الاجتماعي داخل التطبيق، حيث تأمل الشركة في زيادة مدة استخدام المستخدمين للمنصة عبر تقديم محتوى أكثر ارتباطًا بدائرة معارفهم.

الميزة الجديدة ليست متاحة عالميًا بعد، إذ بدأت ميتا بطرحها في بعض المناطق لاختبار ردود فعل المستخدمين قبل أن تعممها على نطاق أوسع. 

الشركة تأمل أن يساعد هذا التحديث في جعل إنستجرام الخيار الأول لمحبي الفيديوهات القصيرة، خاصة بعد اختفاء تيك توك من السوق الأمريكي.

هل يمكن لإنستجرام أن يكون البديل المثالي؟

تشابه إنستجرام وتيك توك من حيث طبيعة المحتوى، خاصة بعد إطلاق "Reels"، وهي خاصية تتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها بنفس أسلوب تيك توك، مع ذلك، ورغم الجهود المستمرة، لم يتمكن إنستجرام حتى الآن من الاستحواذ على جمهور تيك توك بالكامل.

مستخدمو تيك توك الذين كانوا يبحثون عن بديل لم يلجؤوا جميعًا إلى إنستجرام، بل توجه كثير منهم إلى تطبيقات أخرى، بما في ذلك منصات صينية تقدم خدمات مشابهة، هذا التحول يشير إلى أن مجرد تقليد تجربة تيك توك قد لا يكون كافيًا، وأن الجمهور يبحث عن تجربة مختلفة وليس مجرد نسخة مكررة.

مخاوف بشأن الخصوصية والتفاعل

على الرغم من أن إنستجرام يروج للميزة الجديدة باعتبارها أداة لزيادة التفاعل، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية، مشاركة تاريخ التفاعل العام قد تعني أن المستخدمين يفقدون جزءًا من تحكمهم في المحتوى الذي يستهلكونه، وهو ما قد يدفع البعض إلى تعطيل هذه الميزة أو البحث عن خيارات أكثر أمانًا.

أيضًا، هناك شكوك حول مدى نجاح هذه الاستراتيجية في إقناع المستخدمين بالبقاء داخل النظام البيئي لإنستجرام، العديد من مستخدمي تيك توك انجذبوا إلى التطبيق بسبب خوارزمياته القوية التي تقدم محتوى مخصصًا بدقة، وهو ما لم يتمكن إنستجرام حتى الآن من تحقيقه بنفس الكفاءة.

مستقبل المنافسة بين المنصات

حظر تيك توك في الولايات المتحدة فتح الباب أمام منافسة شرسة بين التطبيقات، لكن إنستجرام ليس الوحيد في هذا السباق، منصات مثل يوتيوب (عبر YouTube Shorts) وسناب شات (من خلال Spotlight) تحاول أيضًا استقطاب المستخدمين الباحثين عن بدائل.

يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان إنستجرام سيحقق النجاح في هذا المجال، أم أن المستخدمين سيظلون يبحثون عن تجارب جديدة تتجاوز مجرد محاكاة تيك توك. 

المستقبل القريب سيحدد إن كانت هذه الميزة الجديدة ستساعد إنستجرام على تحقيق هدفه، أم أنها ستظل مجرد محاولة أخرى لمنافسة تطبيق لم يتمكن أحد حتى الآن من تعويضه بالكامل.