"ديب سيك".. الذكاء الاصطناعي الصيني الذي يغير قواعد اللعبة
شهد قطاع الذكاء الاصطناعي تطورًا هائلًا خلال السنوات الأخيرة، لكن القفزة الكبيرة التي حققتها شركة "ديب سيك" الصينية أثارت دهشة العالم. فقد تمكنت الشركة الناشئة من تطوير نموذج لغوي كبير ينافس "تشات جي بي تي" بتكلفة أقل بكثير، مما أحدث زلزالًا في سوق التكنولوجيا، وأثر بشكل مباشر على شركات ضخمة مثل "إن فيديا". فكيف تمكنت "ديب سيك" من تحقيق هذا الإنجاز؟ وما تداعياته على مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
تقول "ديب سيك" إنها استطاعت خفض تكلفة تدريب نموذجها "آر1" بشكل كبير بفضل استراتيجيات تقنية متقدمة، أدت إلى تقليل الوقت الحسابي المطلوب والذاكرة اللازمة لتشغيله. ووفقًا للتقارير، فقد استغرق تدريب الإصدار الثالث من النموذج حوالي 2.788 مليون ساعة تشغيل باستخدام وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، بتكلفة لم تتجاوز 6 ملايين دولار، مقارنة بأكثر من 100 مليون دولار تكبدتها "أوبن إيه آي" لتدريب "جي بي تي-4".
رغم أن "ديب سيك" اعتمدت على نحو ألفي وحدة معالجة رسوميات من "إن فيديا إتش800" لتدريب نموذجها، إلا أن نجاحها أدى إلى خسارة فادحة لشركة "إن فيديا"، حيث فقدت الأخيرة حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد. ويرجح أن تكون القيود الأمريكية على تصدير الرقائق للصين قد دفعت "ديب سيك" إلى ابتكار طرق أكثر كفاءة للاستفادة من الموارد المتاحة.
يستهلك تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الكهرباء والمياه، مما يثير مخاوف بيئية متزايدة. وتقدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن تشغيل "تشات جي بي تي" وحده بحوالي 260 طنًا شهريًا، أي ما يعادل 260 رحلة جوية بين لندن ونيويورك. لذا، فإن تقليل استهلاك الطاقة في تدريب وتشغيل النماذج قد يكون خطوة إيجابية نحو تطوير ذكاء اصطناعي أكثر استدامة.
ما يميز "ديب سيك" أيضًا هو شفافيتها النسبية، حيث نشرت الأوزان الرقمية لنموذجها، إضافة إلى ورقة بحثية تشرح عملية تطويره، مما يتيح للباحثين حول العالم دراسته وتطويره. على العكس من ذلك، تلتزم "أوبن إيه آي" بسياسة الغموض حول نماذجها مثل "O1" و"O3"، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الانفتاح في هذا المجال.
يثبت نجاح "ديب سيك" أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لا يتطلب بالضرورة موارد ضخمة، وهو ما قد يدفع الشركات الأخرى إلى التركيز على تحسين كفاءة النماذج بدلاً من الاعتماد فقط على القوة الحاسوبية. كما أن ظهور منافسين جدد قد يغير موازين القوى، ويدفع الشركات الكبرى لإعادة التفكير في استراتيجياتها.
حتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصف صعود "ديب سيك" بأنه "دعوة للاستيقاظ" لقطاع التكنولوجيا الأمريكي. فهل سنشهد في المستقبل القريب تحولًا في قيادة الذكاء الاصطناعي من الغرب إلى الشرق؟
الأربعاء، 05 فبراير 2025 10:45 ص
الأربعاء، 05 فبراير 2025 10:45 ص
الأربعاء، 05 فبراير 2025 09:51 ص
الأربعاء، 05 فبراير 2025 09:45 ص
الأحد، 02 فبراير 2025 02:56 م
الأحد، 02 فبراير 2025 02:56 م
الجمعة، 31 يناير 2025 11:04 ص
الجمعة، 31 يناير 2025 09:33 ص
ابحث عن مواصفات هاتفك
ماركات الموبايلات
أضغط هنا لمشاهدة كل الماركاتأحدث الموبايلات
Apple iPhone 13 Pro Max
Xiaomi Redmi Note 11
Samsung Galaxy A52s
OPPO Reno6 Pro 5G
realme GT2 Pro
vivo Y19
Honor 50 Pro
Huawei Nova 9
Nokia 8.3 5G
Back Top