ميتا تضاعف استثماراتها في تقنيات الواقع الافتراضي والنظارات الذكية

تواصل شركة ميتا تكثيف استثماراتها في قطاع الواقع الافتراضي والواقع المعزز، حيث تخطط لإنفاق ما يصل إلى 100 مليار دولار على تطوير نظاراتها الذكية وتقنيات الواقع المختلط خلال عام 2025، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز. 

هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية ميتا لتوسيع نطاق منتجاتها الرقمية، وسط منافسة متزايدة مع شركات تقنية كبرى مثل آبل وسامسونج وجوجل، التي تعمل على تطوير منتجاتها الخاصة في هذا المجال.

استثمارات ضخمة رغم العوائد المحدودة

بحسب التقارير المالية الأخيرة، أنفقت ميتا خلال عام 2024 ما يقارب 20 مليار دولار على قسم Reality Labs، المسؤول عن تطوير نظارات Ray-Ban الذكية ونظارات Quest VR، ومع أن هذه الاستثمارات لم تحقق أرباحًا كبيرة حتى الآن، إلا أن الشركة ترى فيها رهانًا طويل الأمد على مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء.

ورغم أن سوق النظارات الذكية لا يزال في مراحله الأولى، تمكنت ميتا من بيع أكثر من مليون وحدة من نظارات Ray-Ban الذكية، وهو رقم قد لا يبدو ضخمًا مقارنة بمبيعات الهواتف الذكية، لكنه يشير إلى تزايد الاهتمام بهذه التقنية. 

ترى ميتا أن هذه الأجهزة قد تصبح يومًا ما بديلًا للهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، ما يعزز فرصها في إيجاد مصادر جديدة للإيرادات بعيدًا عن قطاع الإعلانات الرقمية، الذي يشكل حاليًا المصدر الرئيسي لدخلها.

خسائر متزايدة وتحديات مالية

ورغم نجاحها في بيع بعض الوحدات، لا يزال قسم Reality Labs بعيدًا عن تحقيق الأرباح، حيث لم تتجاوز إيراداته في عام 2024 حاجز 2.1 مليار دولار، بينما بلغت خسائره التشغيلية 17.7 مليار دولار، مسجلة زيادة بنسبة 10% مقارنة بعام 2023. 

هذه الأرقام تعكس التحديات التي تواجهها ميتا في تحقيق عوائد مالية مباشرة من استثماراتها في الواقع الافتراضي والواقع المعزز، لكنها لا تزال تراهن على أن هذه التقنيات ستشكل جزءًا أساسيًا من مستقبل التكنولوجيا.

تطوير نماذج جديدة لتعزيز التجربة

تعمل ميتا حاليًا على تطوير ثلاثة نماذج جديدة من النظارات الذكية، من بينها إصدار محدث من نظارات Ray-Ban يحتوي على شاشة مدمجة لعرض المعلومات مباشرة أمام المستخدم، بالإضافة إلى نموذج آخر يستهدف الرياضيين. 

وتأمل الشركة في أن تساهم هذه الإصدارات في زيادة انتشار التكنولوجيا بين المستخدمين وتحفيز مبيعات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.

منافسة قوية في سوق الواقع المعزز

لا تقتصر جهود تطوير نظارات الواقع المعزز على ميتا وحدها، إذ تستثمر شركات تقنية كبرى في هذا المجال،تعمل جوجل على نظام تشغيل جديد يدعى Android XR مخصص لتقنيات الواقع الممتد، بالتعاون مع سامسونج، التي تستعد لإطلاق نظاراتها الأولى المعتمدة على هذا النظام خلال 2025. 

كما دخلت آبل المنافسة بإطلاق نظارتها Vision Pro في عام 2024، لكن التقارير تشير إلى أن مبيعاتها لم ترقَ إلى مستوى التوقعات حتى الآن.

رؤية ميتا لمستقبل التكنولوجيا

يرى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز ستحدث تحولًا جذريًا في طريقة تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا، معتبرًا أن هذه الأجهزة ستصبح منصات أساسية للعمل والترفيه والتواصل الاجتماعي في المستقبل، ويؤكد أن الشركة ملتزمة بتطوير الميتافيرس، رغم التحديات المالية الحالية، باعتباره المرحلة التالية في تطور الإنترنت.

ومع استمرار المنافسة في هذا القطاع، ستواجه ميتا تحديات كبيرة في إثبات جدوى استثماراتها الضخمة، خصوصًا في ظل استمرار خسائر Reality Labs. 

لكن الشركة تراهن على أن هذه التقنيات ستؤتي ثمارها على المدى الطويل، ما قد يجعلها رائدة في مجال الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، الذي لا يزال في طور النمو.