دعوى قضائية تكشف استخدام Meta لمحتوى مقرصن في تدريب الذكاء الاصطناعي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 14 فبراير 2025 12:12 م

Meta

Meta

تواجه شركة Meta اتهامات خطيرة تتعلق باستخدام محتوى مقرصن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وذلك بعد الكشف عن وثائق قضائية تُشير إلى تحميل الشركة ما يقرب من 82 تيرابايت من الكتب والمصادر الأكاديمية غير القانونية، هذه القضية، التي جاءت في سياق دعوى قضائية جماعية، قد تفتح الباب أمام تداعيات قانونية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق النشر والممارسات غير العادلة.

تحميل المحتوى من مصادر غير قانونية

وفقًا للتسريبات التي نشرها حساب vx-underground على منصة X، فقد استخدمت Meta منصات شهيرة بمشاركة الكتب والمقالات العلمية المقرصنة، مثل Z-Library وLibGen وAnna’s Archive، لتحميل كميات ضخمة من المحتوى الأكاديمي، هذه المنصات تُعرف بتوفير آلاف الكتب والبحوث العلمية دون ترخيص، ما يجعل استخدامها لتدريب الذكاء الاصطناعي مسألة حساسة من الناحية القانونية والأخلاقية.

تحذيرات داخلية لم تُؤخذ بعين الاعتبار

الوثائق القانونية كشفت أن بعض باحثي الذكاء الاصطناعي داخل Meta كانوا على دراية بالممارسات غير القانونية التي تجري داخل الشركة،في أكتوبر 2022، حذّر أحد الباحثين قائلاً: "لا أعتقد أننا يجب أن نستخدم مواد مقرصنة، يجب أن أضع حدًا واضحًا هنا"، بينما عبّر باحث آخر عن قلقه قائلاً: "استخدام محتوى مقرصن يجب أن يكون خطًا أحمر على المستوى الأخلاقي".

ورغم هذه التحذيرات، استمرت الشركة في تحميل المحتوى المقرصن واستخدامه في تطوير نماذجها، متجاهلة المخاوف الأخلاقية والقانونية التي أثارها موظفوها.

تنزيل عبر التورنت من أجهزة الشركة

لم يتوقف الأمر عند مجرد تحميل المحتوى، بل كشفت التسريبات أن بعض موظفي Meta استخدموا حواسيب الشركة لتنزيل الملفات عبر تقنية التورنت، مما أثار مخاوف حول إمكانية تتبع هذه الأنشطة. 

في اجتماع حضره مارك زوكربيرغ في يناير 2023، أبدى بعض الموظفين قلقهم بشأن إمكانية كشف عناوين الـ IP التابعة للشركة، والتي قد تدل على استخدامها لتنزيل المحتوى بطريقة غير قانونية.

بعد الاجتماع بثلاثة أشهر، أرسل أحد الموظفين رسالة لزميله مازحًا: "التحميل عبر التورنت من جهاز لابتوب تابع للشركة لا يبدو صحيحًا"، في إشارة واضحة إلى وجود وعي داخلي بالمخاطر المحتملة لهذه الممارسات.

محاولات Meta لإخفاء الأدلة

بحسب الوثائق، اتخذت Meta خطوات لإخفاء أي أثر يدل على تورطها في هذه الأنشطة غير القانونية، حيث قامت بمسح سجلات التنزيل وإخفاء جميع أنشطة التورنت من أجهزة الموظفين، هذه التحركات تهدف إلى تعقيد أي محاولة للتحقيق في مدى استخدام الشركة للبيانات المقرصنة في تطوير الذكاء الاصطناعي.

Meta ليست وحدها في دائرة الاتهام

ما تواجهه Meta ليس حالة استثنائية، بل جزء من نمط أوسع في عالم الذكاء الاصطناعي، شركات أخرى مثل OpenAI وNvidia تورطت في ممارسات مشابهة، حيث واجهت OpenAI دعاوى قضائية من مؤلفين اتهموها باستخدام كتبهم دون إذن. 

صحيفة نيويورك تايمز رفعت دعوى ضد الشركة في ديسمبر الماضي، بينما واجهت Nvidia تدقيقًا شديدًا بعد الكشف عن استخدامها 196,640 كتابًا في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي NeMo، إلى جانب جمع 426,000 ساعة من مقاطع الفيديو يوميًا لأغراض التدريب.

التداعيات المحتملة

القضية المرفوعة ضد Meta لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تستغرق وقتًا طويلاً قبل الوصول إلى حكم نهائي، وحتى إذا تمت إدانة الشركة، فإن مواردها المالية الضخمة وفريقها القانوني القوي يمنحها القدرة على استئناف الحكم وتأجيل أي عواقب محتملة.

تبقى هذه القضية اختبارًا حاسمًا لكيفية تعامل القوانين مع استخدام البيانات في تدريب الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل تزايد المخاوف حول حقوق النشر والملكية الفكرية في العصر الرقمي.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top