الرئيس التنفيذي لشركة Arm يحذر من احتمال حظر DeepSeek في الولايات المتحدة

يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي تنافسًا حادًا بين الشركات العالمية، حيث تبرز المنصات الصينية بقوة في هذا المجال، ومن بين الأسماء الصاعدة، جاء تطبيق DeepSeek ليحقق شعبية واسعة بفضل تقنياته المتقدمة واعتماد شركات كبرى مثل Huawei وHonor وMicrosoft عليه في منتجاتها وخدماتها، كما وجدت بعض شركات تصنيع السيارات في نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص به، والمعروف بـ R1، أداة فعالة لتحسين تقنياتها.

لكن هذه النجاحات الكبيرة لم تمر دون إثارة الجدل والمخاوف، حيث أعرب رينيه هاس، الرئيس التنفيذي لشركة Arm، عن قلقه بشأن مستقبل DeepSeek في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التطبيق قد يواجه حظرًا بسبب العوامل الجيوسياسية والتوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين.

صعود سريع 

خلال فترة قصيرة جدًا، حقق DeepSeek انتشارًا واسعًا في الولايات المتحدة، حيث تصدر قائمة أكثر التطبيقات تنزيلًا على متاجر التطبيقات، مما يعكس الطلب الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بغض النظر عن مصدرها.

لكن وفقًا لتصريحات هاس خلال مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، فإن هذه الشعبية قد لا تستمر طويلًا، حيث يتوقع أن تتخذ الحكومة الأمريكية إجراءات صارمة ضد التطبيق، مبررًا ذلك باعتبارات الأمن القومي والسياسة الخارجية.

استشهد الرئيس التنفيذي لـ Arm بحالة TikTok كمثال واضح، حيث تواجه المنصة الصينية تهديدًا مباشرًا بفرض قيود صارمة أو إجبارها على الانفصال عن شركتها الأم Bytedance، كما أشار إلى أن تطبيقات ومنصات أخرى ذات صلة بالصين قد تواجه مصيرًا مشابهًا في المستقبل القريب، بما في ذلك DeepSeek.

التحديات القانونية وصعوبة حظر التطبيق بالكامل

على الرغم من هذه التوقعات القاتمة، هناك عقبات تقنية وقانونية قد تحد من قدرة السلطات الأمريكية على فرض حظر شامل على DeepSeek، خاصة وأن التطبيق لا يعتمد على بنية تحتية مباشرة داخل الولايات المتحدة.

يعتمد DeepSeek على نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر، وهو ما يجعله أكثر مرونة في التعامل مع القيود المحتملة، وحتى إذا تم منع الوصول المباشر إلى الخدمة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، فإن المستخدمين سيظلون قادرين على تنزيل النموذج وتشغيله محليًا على أجهزتهم الخاصة، مما قد يبقي التطبيق متاحًا بشكل غير رسمي.

المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة تتصاعد

يأتي الجدل حول DeepSeek في سياق أوسع من المنافسة التكنولوجية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى واشنطن إلى تقليص النفوذ الصيني في قطاع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

تشمل هذه الجهود فرض قيود تجارية على الشركات الصينية، وتقييد تصدير أشباه الموصلات والتقنيات المتقدمة، إضافة إلى تشديد الرقابة على التطبيقات الصينية التي تُستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

مع استمرار هذه التوترات السياسية والتجارية، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن DeepSeek من الصمود أمام الضغوط الأمريكية، أم أنه سيلحق بتطبيقات ومنصات أخرى وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع القيود التنظيمية والسياسية؟

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا