ميتا تعلن عن مشروع Waterworth لإنشاء أطول كابل بحري في العالم

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأحد، 16 فبراير 2025 10:18 ص

أطول كابل بحري في العالم

أطول كابل بحري في العالم

أعلنت شركة ميتا رسميًا عن إطلاق مشروع Waterworth، وهو مشروع ضخم يهدف إلى مد أطول كابل بحري في العالم، بطول 50 ألف كيلومتر، ليعزز قدرات الاتصال بالإنترنت عالميًا. 

يهدف هذا المشروع إلى ربط خمس قارات، ما يجعله خطوة استراتيجية لدعم توسع خدمات الشركة، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية.

تعزيز البنية التحتية الرقمية

جاء هذا الإعلان بعد ظهور تقارير سابقة كشفت عن خطط ميتا لاستثمار أكثر من 10 مليارات دولار في تطوير الكابلات البحرية، الهدف الرئيسي هو منح الشركة مزيدًا من الاستقلالية في تشغيل خدماتها، وتقليل اعتمادها على مزودي الخدمات التقليديين، مما يضمن سرعة وكفاءة أعلى في نقل البيانات.

وفقًا لميتا، سيساهم الكابل الجديد في تحسين سرعة الاتصال بالإنترنت في عدة مناطق رئيسية، تشمل الولايات المتحدة، البرازيل، الهند، جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى نقاط توصيل أخرى تمتد عبر المحيطات لتعزيز التغطية الرقمية العالمية.

استخدام تقنيات حديثة لزيادة الكفاءة والمتانة

يعتمد مشروع Waterworth على أحدث تقنيات الكابلات البحرية، حيث يتم تزويده بـ 24 زوجًا من الألياف الضوئية، مما يعزز قدرته على نقل البيانات بمعدلات غير مسبوقة، كما يستخدم تقنيات توجيه متطورة تقلل من فقدان الإشارة حتى عند التشغيل في أعماق تصل إلى 7,000 متر.

ولتقليل احتمالية الأعطال، سيتم تطبيق أساليب دفن متقدمة في المناطق ذات الخطورة العالية، سواء من الناحية الجغرافية أو السياسية، هذا النهج يهدف إلى ضمان استمرارية الخدمة حتى في البيئات البحرية القاسية التي تتعرض فيها الكابلات للتلف بسبب الظروف الطبيعية أو الأنشطة البشرية مثل الصيد العميق والملاحة التجارية.

دور الهند في المشروع والتأثيرات الجيوسياسية

تلعب الهند دورًا رئيسيًا في المشروع، حيث أُعلن عن شراكة بين الولايات المتحدة والهند لدعم تطوير تقنيات الكابلات البحرية، وفي بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التزام البلدين بتوسيع البنية التحتية للاتصالات كجزء من الشراكة الدفاعية بينهما.

ومن المتوقع أن تسهم الهند في تمويل وصيانة وإصلاح أجزاء من الكابل في المحيط الهندي، عبر شركات ومزودي خدمات موثوقين، ما يعزز من نفوذها في قطاع البنية التحتية الرقمية العالمي، كما تستفيد الهند من المشروع في دعم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، حيث تُعد واحدة من أكبر الأسواق الرقمية عالميًا.

أهمية المشروع في دعم الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية

أكدت ميتا أن Waterworth سيكون استثمارًا طويل الأمد، يهدف إلى تحسين موثوقية الإنترنت عالميًا، كما سيخلق المشروع ثلاثة ممرات بحرية جديدة توفر اتصالًا عالي السرعة، وهو ما تحتاجه ميتا لدعم خدماتها في مجالات مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، والتطبيقات المستقبلية التي تتطلب سرعات إنترنت فائقة.

وقال المتحدث الرسمي باسم ميتا:
"يمثل هذا المشروع خطوة حاسمة في بناء بنية تحتية قوية تدعم التطور السريع في الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي على مستوى العالم."

منافسة مباشرة مع جوجل في سوق الكابلات البحرية

رغم أن ميتا تمتلك بالفعل حصصًا في 16 شبكة كابلات بحرية، من بينها مشروع 2Africa الذي يحيط بالقارة الأفريقية، فإن Waterworth سيكون أول مشروع تمتلكه بالكامل، هذا يجعلها في منافسة مباشرة مع جوجل، التي تمتلك 33 شبكة كابلات بحرية، وتتحكم في بعض المسارات الرئيسية بشكل حصري.

ويشير محللون إلى أن امتلاك ميتا لهذا المشروع الضخم قد يغيّر مشهد الاتصالات العالمي، حيث سيمكنها من التحكم بشكل أكبر في حركة البيانات، وتقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل.

موعد التنفيذ والتوقعات المستقبلية

لم تكشف ميتا عن الإطار الزمني الدقيق لإتمام المشروع، لكن من المتوقع أن يتم البدء في مد الكابلات خلال العامين المقبلين، على أن يتم التشغيل التدريجي بين 2027 و2030، هذا المشروع يمثل أحد أضخم الاستثمارات في البنية التحتية للإنترنت، ومن شأنه أن يعيد رسم خريطة الاتصالات العالمية خلال العقد المقبل.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top