ميتا تتوسع في تطوير الروبوتات البشرية لتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأحد، 16 فبراير 2025 10:18 ص

روبوتات بشرية الشكل

تخطط شركة ميتا لتوسيع استثماراتها في مجال الروبوتات البشرية، حيث تعمل حاليًا على تطوير عتاد وبرمجيات متقدمة لدعم هذا المجال، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة.

المشروع الجديد الذي يأتي ضمن Reality Labs، القسم المسؤول عن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في ميتا، يهدف إلى إنتاج روبوتات ذكية قادرة على تنفيذ مهام متعددة، مع التركيز في البداية على الوظائف المنزلية والمساعدة اليومية.

تطوير تقنيات أساسية

بحسب التقارير، فإن ميتا لا تخطط لإطلاق روبوت يحمل علامتها التجارية في الوقت الحالي، بل تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، والمستشعرات، والبرمجيات الأساسية التي يمكن أن تستخدمها شركات أخرى لإنتاج الروبوتات وطرحها في الأسواق، هذا النهج يتيح لميتا تحقيق انتشار أوسع في هذا المجال، مع تقليل المخاطر المالية المرتبطة بتطوير منتج مستقل.

تواصل الشركة مناقشاتها مع عدد من الشركات المتخصصة في صناعة الروبوتات، من بينها Unitree Robotics وFigure AI، وذلك بهدف دراسة أفضل السبل للاستفادة من التقنيات المتقدمة التي طورتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.

تصريحات الإدارة التنفيذية حول المشروع

في مذكرة داخلية اطلعت عليها بلومبرغ، أشار أندرو بوسورث، المدير التقني في ميتا، إلى أن الشركة ترى في الروبوتات امتدادًا طبيعيًا لاستثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

وأضاف:"إن التقنيات الأساسية التي استثمرنا فيها وطوّرناها في قسمي Reality Labs والذكاء الاصطناعي تكمل جهودنا في مجال الروبوتات. إننا نؤمن بأن توسيع محفظتنا الاستثمارية في هذا المجال سيعزز قيمة Meta AI وبرامجنا للواقع المختلط والمعزز."

المنافسة المتزايدة في سوق الروبوتات البشرية

لا تعد ميتا الشركة الوحيدة التي تستكشف هذا المجال، إذ تعمل تسلا بالفعل على تطوير روبوتات بشرية قادرة على تنفيذ مهام متعددة، بينما أشارت تقارير حديثة إلى أن آبل تستكشف تقنيات جديدة في الروبوتات الذكية، بما في ذلك مصباح ذكي متفاعل يعتمد على الأوامر الصوتية والإيماءات، مستوحى من تصميم شعار شركة Pixar.

كما صرّح المحلل مينغ تشي كو بأن آبل بدأت دراسة إمكانيات تطوير روبوتات بشرية وغير بشرية لدعم منظومتها الذكية المنزلية، بدورها، تمتلك إنفيديا طموحات كبيرة في هذا القطاع، وتسعى إلى تعزيز تقنياتها لدعم تطوير الروبوتات المستقبلية.

قيادة المشروع وخطط التوسع

سيتولى إدارة المشروع الجديد في ميتا مارك ويتن، الذي شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة Cruise التابعة لجنرال موتورز، وهي الشركة التي طورت سيارات ذاتية القيادة قبل أن يتم إيقاف المشروع، كما يمتلك ويتن خبرات تنفيذية في شركات تقنية كبرى مثل مايكروسوفت، سونوس، يونيتي، وأمازون.

الاستثمار الضخم في الذكاء الاصطناعي

تواصل ميتا توسيع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، حيث خصصت 65 مليار دولار لهذا المجال خلال العام الجاري. إلى جانب ذلك، تكثف الشركة جهودها لتسويق نظاراتها الذكية، والتي تعتبر أحد المشاريع الاستراتيجية لتعزيز تواجدها في سوق الأجهزة الذكية المستقبلية.

تحديات وفرص مستقبلية

مع دخول ميتا سوق الروبوتات البشرية، تواجه الشركة تحديات كبيرة في تطوير تقنيات ذكية تتفاعل بفعالية مع البيئة البشرية، فضلًا عن التكاليف المرتفعة للبحث والتطوير.

ومع ذلك، فإن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات يوفر فرصًا غير محدودة في قطاعات مختلفة، مثل الرعاية الصحية، والمساعدة المنزلية، وحتى التصنيع.

يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت ميتا ستتمكن من تحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع، أم أن التحديات التقنية والمالية ستؤثر على خططها طويلة المدى.