أمازون تتخلى عن ميزة Inspire وسط منافسة قوية في مجال التسوق المرئي

أعلنت شركة أمازون إيقاف ميزة Inspire، التي كانت توفر تجربة تسوق مرئي مستوحاة من تطبيق تيك توك، وذلك بعد أقل من عامين على إطلاقها. 

جاء هذا القرار في ظل التطورات المتسارعة في مجال التجارة الإلكترونية، حيث تسعى كبرى المنصات الرقمية إلى تعزيز ميزات التسوق عبر المحتوى التفاعلي، لكن يبدو أن أمازون قررت تغيير استراتيجيتها في هذا المجال.

أسباب القرار

وفقًا لتقرير نشره موقع "تك كرانش"، أكدت المتحدثة باسم أمازون ماكسين تاغاي أن الشركة تراجع باستمرار ميزاتها لضمان توافقها مع احتياجات العملاء، وقالت في بيان رسمي: "إننا نقيّم مختلف المزايا بانتظام لضمان توافقها مع ما يهم عملاءنا أكثر، وكجزءٍ من ذلك، لم تعد ميزة Inspire متاحة".

كانت ميزة Inspire قد أُطلقت لأول مرة عام 2022 داخل تطبيق أمازون للهواتف المحمولة، وهدفت إلى تقديم تجربة تسوق أكثر تفاعلية من خلال عرض صور ومقاطع فيديو قصيرة للمنتجات، ما يتيح للمستخدمين استكشاف السلع بطريقة أكثر تشويقًا قبل اتخاذ قرار الشراء. 

وقد شملت الفئات المدعومة بالميزة منتجات مثل التصميم الداخلي، والعناية بالبشرة، والملابس، والمستلزمات الخاصة بالحيوانات الأليفة، مما أتاح للمستهلكين فرصة تصفح واكتشاف المنتجات بطريقة بصرية مباشرة، تمامًا كما هو الحال في تطبيق تيك توك.

منافسة قوية في سوق التسوق عبر الفيديو

جاءت خطوة أمازون في وقت كانت فيه منصات أخرى مثل تيك توك ويوتيوب تستثمر بقوة في تعزيز ميزات التسوق عبر الفيديوهات القصيرة، حيث اختبرت تيك توك ميزة التسوق داخل التطبيق في الولايات المتحدة بعد نجاحها الباهر في السوق الصينية، بينما أضاف يوتيوب ميزات تسوق إلى مقاطع الفيديو القصيرة ضمن قسم Shorts، مما يشير إلى أن المنافسة في هذا المجال باتت شرسة.

وعلى الرغم من أن أمازون كانت من بين الشركات الرائدة التي حاولت دمج تجربة التسوق مع المحتوى المرئي، فإن النتائج لم تكن كما هو متوقع، حيث واجهت الميزة صعوبة في تحقيق التفاعل المطلوب وجذب المستخدمين بشكل واسع.

انتقادات لسياسة الدفع للمحتوى المرئي

لم تخلُ تجربة Inspire من الجدل، إذ واجهت أمازون انتقادات حادة من صُنّاع المحتوى بشأن سياستها في الدفع مقابل مقاطع الفيديو المنشورة ضمن الميزة، فقد كشف تقرير لموقع بلومبرغ أن أمازون عرضت على المبدعين 25 دولارًا فقط لكل فيديو، وهو مبلغ يُعادل عُشر الأجر الذي يحصل عليه صُنّاع المحتوى على منصات أخرى مثل تيك توك ويوتيوب.

هذا الفارق الكبير في التعويضات جعل المنصة أقل جاذبية للمؤثرين وصناع المحتوى، الذين يُعتبرون العمود الفقري لمثل هذه الميزات، في المقابل، تعتمد تيك توك ويوتيوب على نظام مكافآت أكثر سخاءً، مما يمنح صُنّاع المحتوى حوافز أقوى لنشر محتوى جديد وجذب المزيد من المشاهدات والمبيعات.

أمازون لا تتخلى عن التسوق التفاعلي بالكامل

على الرغم من إيقاف Inspire، لا تزال أمازون تسعى إلى تطوير أدوات تسوق تفاعلية، حيث توفر العديد من الميزات الأخرى التي تساعد العملاء في اكتشاف المنتجات بطرق مبتكرة. 

من بين هذه الميزات:

"التسوق بالاهتمام" (Shop by Interest): وهي خاصية تتيح للمستخدمين تصفح مقاطع فيديو تفاعلية تعرض المنتجات القابلة للشراء، مما يوفر تجربة شبيهة بـ Inspire ولكن بأسلوب مختلف.

أدلة التسوق المدعومة بالذكاء الاصطناعي: تساعد العملاء في العثور على المنتجات المناسبة لهم بناءً على توصيات مخصصة.

ما الذي يعنيه قرار أمازون لمستقبل التجارة الإلكترونية؟

يُشير إيقاف ميزة Inspire إلى أن أمازون ربما تعيد النظر في استراتيجيتها الرقمية فيما يخص التسوق عبر الفيديوهات القصيرة، وربما تبحث عن طرق جديدة لتحسين تجربة المستخدم دون الاعتماد على نموذج تيك توك.

كما يعكس القرار التحديات التي تواجهها المنصات التقليدية عند محاولة تبنّي أساليب جديدة في التسويق الرقمي، خاصة في ظل سيطرة عمالقة مثل تيك توك ويوتيوب على هذا النوع من المحتوى. 

ومن المحتمل أن تتجه أمازون مستقبلًا إلى تطوير تقنيات أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتعزيز تجربة التسوق بطريقة أكثر تطورًا وجاذبية.

مع إيقاف ميزة Inspire، تؤكد أمازون مجددًا أنها شركة ديناميكية لا تتردد في مراجعة وتعديل خدماتها بناءً على ردود فعل المستخدمين وأداء الميزات في السوق. 

وبينما تتنافس المنصات الكبرى على تقديم تجربة تسوق مرئي مبتكرة، يبقى السؤال: ما الخطوة التالية التي ستتخذها أمازون لمواكبة هذا التوجه الرقمي المتسارع؟

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا