آبل تواصل تطوير مودماتها الخاصة مع بدء اختبارات C2 استعدادًا للأجيال القادمة من آيفون

تواصل آبل العمل على تقليل اعتمادها على الموردين الخارجيين، حيث بدأت الشركة في اختبار مودم C2، الذي يمثل الجيل الجديد من شرائح الاتصال المطورة داخليًا، وذلك بعد إطلاق أول مودم لها، C1، مع هاتف آيفون 16e. 

يعكس هذا التوجه الاستراتيجي رغبة الشركة في تحقيق استقلالية تقنية أكبر، وتقليل اعتمادها على كوالكوم، التي كانت المورد الرئيسي لمودمات هواتف آيفون لسنوات.

اختبار مبكر لمودم C2

وفقًا لتقارير مسربة، يحمل المودم الجديد الرقم التعريفي C4020، وقد بدأت آبل بالفعل في اختباره داخليًا، رغم عدم توفر تفاصيل تقنية دقيقة حول إمكانياته، فإن بدء الاختبارات في هذه المرحلة المبكرة يشير إلى أن الشركة تعمل بوتيرة متسارعة لتطوير تقنياتها الخاصة، بهدف منافسة الشركات الرائدة في هذا المجال.

مستقبل مودم C2 مع سلسلة آيفون 17

رغم التقدم الذي تحرزه آبل في تطوير مودماتها، من غير المتوقع أن يكون C2 جاهزًا لاستخدامه في سلسلة آيفون 17 المقرر إطلاقها في عام 2025.

من المحتمل أن تواصل الشركة الاعتماد على مودمات كوالكوم لمعظم الطرازات القادمة، باستثناء آيفون 17 Air، الذي قد يستخدم مودم C1 بدلاً من ذلك.

تُظهر هذه الاستراتيجية أن آبل تتبنى نهجًا تدريجيًا في إدخال مودماتها إلى السوق، حيث تختبر C1 حاليًا في نطاق محدود، بينما تسعى لتحسين الأداء مع C2 قبل تعميمه على جميع طرازات الآيفون المستقبلية.

التحديات التقنية التي تواجه آبل

على الرغم من أن مودم C1 يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في تصنيع المكونات الداخلية، إلا أنه لا يزال يواجه بعض التحديات التقنية. 

أبرز هذه التحديات هو عدم دعمه لتقنية mmWave، التي تُعد جزءًا أساسيًا من شبكات الجيل الخامس 5G، خاصة في الأسواق التي تعتمد على هذه التقنية لتوفير سرعات اتصال فائقة.

في المقابل، تواصل كوالكوم تطوير مودماتها مع دعم كامل لهذه التقنية، مما يجعلها خيارًا أكثر موثوقية في الوقت الحالي، ومن المرجح أن تعمل آبل على معالجة هذه المشكلة في C2، لضمان تقديم أداء ينافس مودمات كوالكوم ويُلبي معايير الشبكات الحديثة.

تصريحات جوني سروجي حول مستقبل المودمات

في حديث أدلى به لوكالة رويترز، أكد جوني سروجي، رئيس قسم الشرائح في آبل، أن C1 هو مجرد البداية، مما يشير إلى التزام الشركة بتطوير تقنيات اتصال متقدمة تلبي احتياجات أجهزتها المستقبلية.

وأضاف أن آبل تعمل على تحسين الأداء وتقليل استهلاك الطاقة مع الجيل الجديد من المودمات، لكن الوصول إلى مستوى ينافس كوالكوم يتطلب سنوات من البحث والتطوير.

هل ستواصل آبل شراكتها مع كوالكوم بعد 2026؟

إذا لم تتمكن آبل من تطوير C2 بالمستوى المطلوب خلال العامين المقبلين، فقد تجد نفسها مضطرة إلى تمديد شراكتها مع كوالكوم إلى ما بعد عام 2026. 

رغم أن الشركة تستهدف تقليل اعتمادها على الموردين الخارجيين، إلا أن تلبية متطلبات الاتصال الحديثة على نطاق واسع يتطلب اختبارات مكثفة وتطويرًا مستمرًا لضمان الأداء والاستقرار.

اتجاه آبل نحو الاستقلالية التقنية

تعكس جهود آبل في تطوير C1 وC2 استراتيجيتها في تعزيز الاكتفاء الذاتي، خاصة فيما يتعلق بالمكونات الرئيسية لهواتفها، بعد نجاحها في تطوير معالجات Apple Silicon لأجهزة ماك وآيباد، تسعى الشركة الآن إلى تحقيق الإنجاز نفسه في قطاع مودمات الاتصالات، رغم أن هذا المجال أكثر تعقيدًا نظرًا لارتباطه بالبنية التحتية لشبكات الاتصال العالمية.

المنافسة مع كوالكوم وسامسونج

في حال تمكنت آبل من تطوير مودمات قوية تنافس تلك التي تقدمها كوالكوم وسامسونج، فقد تتمكن من توفير أداء أفضل ومتكامل مع معالجاتها الخاصة، مما يتيح لها تحسين تجربة المستخدم وتقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير.

ماذا يعني ذلك للمستخدمين؟

بالنسبة لمستخدمي هواتف آيفون، قد لا يكون هناك تغيير مباشر على المدى القريب، إذ ستظل مودمات كوالكوم حاضرة في معظم الطرازات خلال العامين المقبلين، لكن على المدى الطويل، قد تساهم هذه التطورات في تحسين أداء الشبكات، وخفض استهلاك البطارية، وتقديم تقنيات اتصال أكثر تكاملًا مع نظام iOS.

رغم التحديات التي تواجهها آبل في تطوير مودماتها الخاصة، إلا أن C2 يمثل خطوة إضافية نحو تحقيق الاستقلالية التقنية،بينما تواصل الشركة اختبار هذه التكنولوجيا، سيظل نجاحها في هذا المجال مرتبطًا بقدرتها على تقديم أداء منافس لمودمات كوالكوم، مع تحسين دعمها لشبكات الجيل الخامس والتقنيات المستقبلية.

لمتابعة المزيد من الأخبار اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا