أبل تمضي قدمًا في تطوير مودمها الخاص لكن التنفيذ يحتاج إلى سنوات

تواصل شركة أبل العمل على تطوير تقنياتها الداخلية لتعزيز استقلاليتها عن الموردين الخارجيين، أحدث خطوة في هذا الاتجاه جاءت مع إطلاق هاتف iPhone 16E، الذي شهد ظهور مودم C1، وهو أول مودم مخصص من تصميم أبل، ورغم كونه أحد التطورات التقنية المهمة، إلا أن الشركة لا تزال في بداية رحلتها نحو دمج هذا المودم داخل معالجاتها الخاصة، وهي خطوة ستتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة قبل أن تصبح جاهزة للإطلاق التجاري.

مودم C1

يمثل مودم C1 خطوة رئيسية لأبل في سعيها لتطوير مكوناتها الداخلية، حيث تصفه التقارير بأنه الأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة ضمن فئته، ومع ذلك، لا يزال يعمل كمودم خارجي مستقل عن وحدة المعالجة، وهو ما يجعله أقل كفاءة مقارنة بالمودمات المدمجة في الشرائح، حيث يستهلك طاقة أكبر ويزيد من تعقيد إدارة العمليات الداخلية للجهاز.

واحدة من أبرز القيود التي يعاني منها مودم C1 حاليًا هي عدم دعمه لتقنية mmWave 5G، التي توفر سرعات اتصال فائقة وتُعد ميزة أساسية في العديد من الأجهزة الحديثة، غياب هذه التقنية يعني أن المودم الحالي قد لا يكون منافسًا قويًا للحلول المتوفرة في السوق، خاصة مع استمرار الشركات المنافسة في تحسين أدائها في هذا المجال.

خطط أبل لدمج المودم في معالجاتها المستقبلية

تسعى أبل إلى دمج مودمها داخل معالجات Apple Silicon، وهو ما سيعزز من كفاءة الأداء ويقلل استهلاك الطاقة، لكن هذا التحول ليس بسيطًا من الناحية التقنية، حيث يتطلب سنوات من البحث والتطوير للوصول إلى منتج متكامل يلبي معايير أبل الصارمة.

بحسب الصحفي مارك غورمان، تعمل أبل بالفعل على تطوير الجيل الثاني من مودمها، لكن لا يُتوقع أن يكون جاهزًا في المستقبل القريب، عملية الدمج تتطلب التغلب على تحديات هندسية معقدة، تشمل تحسين استهلاك الطاقة، ضمان التوافق مع تقنيات الشبكات المختلفة، وتقديم أداء مستقر ينافس المودمات المتوفرة حاليًا من كوالكوم وغيرها من الشركات.

الاتفاقية مع كوالكوم وتأثيرها على الجدول الزمني

نظرًا لطول مدة تطوير المودم الخاص بها، مددت أبل شراكتها مع كوالكوم لتوريد مودمات 5G حتى عام 2027، مما يعني أن أجهزة آيفون ستستمر في استخدام تقنيات كوالكوم خلال السنوات المقبلة، هذه الاتفاقية توفر لأبل وقتًا إضافيًا لتحسين تقنيتها الخاصة دون الحاجة إلى التعجل في إطلاق منتج غير مكتمل.

ورغم سعي أبل المستمر لتقليل اعتمادها على الموردين الخارجيين، إلا أن تطوير مودم داخلي يمثل تحديًا أكبر من تطوير المعالجات أو وحدات معالجة الرسوميات، نظرًا لتعقيدات الاتصال اللاسلكي ومتطلبات الاعتماد العالمي من مزودي الشبكات.

المستقبل: متى سنرى مودم أبل المتكامل؟

إذا استمرت أبل في مسارها الحالي، فمن غير المتوقع أن يظهر مودمها المتكامل داخل المعالجات قبل عام 2027 أو ما بعده، حتى ذلك الوقت، ستظل الشركة تعتمد على كوالكوم لضمان توافر تقنيات الاتصال المتقدمة في أجهزتها.

ورغم التحديات، فإن نجاح أبل في تطوير مودم خاص بها سيكون إنجازًا كبيرًا، يمنحها سيطرة أكبر على تصميم منتجاتها ويقلل تكاليف الإنتاج على المدى الطويل، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن أبل من تحقيق هذا الهدف في الوقت المناسب، أم أن العقبات التقنية ستجبرها على تأخير المشروع أكثر مما هو متوقع؟

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا