آبل تعزز هيمنتها على سوق الحواسيب الذكية بفضل معالج M4 وتقنيات الذكاء الاصطناعي

الثلاثاء، 04 مارس 2025 10:02 ص

 Apple Intelligence

Apple Intelligence

تواصل شركة آبل إحكام قبضتها على سوق الحواسيب الذكية، مدفوعة بتفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي ومعالجاتها المتقدمة، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة كاناليس لتحليل السوق، فقد بلغت نسبة الحواسيب القادرة على تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي 17% من إجمالي الأجهزة المشحونة عالميًا خلال عام 2024، واستحوذت آبل وحدها على أكثر من نصف هذه الشحنات، مما يعزز مكانتها كرائدة في هذا القطاع سريع النمو.

يشير هذا الإنجاز إلى الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الأجهزة الشخصية، حيث باتت هذه التقنية تتغلغل تدريجيًا في الحياة اليومية للمستخدمين، لم يعد الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الهواتف الذكية أو التطبيقات البرمجية، بل أصبح جزءًا أساسيًا من البنية التحتية لأجهزة الحاسوب الحديثة، مما يسمح بتحسين الأداء، وتعزيز الكفاءة، وتقديم تجارب استخدام أكثر ذكاءً وتفاعلية.

آبل تتفوق بفضل Apple Intelligence

التفوق الذي حققته آبل في هذا المجال يعود بشكل أساسي إلى الابتكارات التقنية التي أدخلتها على أجهزتها الحديثة، وعلى رأسها معالج M4، الذي قدم تحسينات كبيرة في الأداء، خاصة فيما يتعلق بمعالجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

تمكنت الشركة من تحقيق هذه القفزة النوعية بفضل تقنية Apple Intelligence، التي تدمج بين التعلم الآلي وقدرات الحوسبة المتقدمة، ما يتيح تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بسلاسة وكفاءة عالية.

لم يكن هذا النجاح وليد اللحظة، بل هو امتداد لاستراتيجية آبل التي بدأت منذ عام 2017 عندما أطلقت معالج A11 Bionic في هواتف آيفون 8 وآيفون X، وهو أول معالج من الشركة يحتوي على وحدة معالجة عصبية مخصصة لدعم مهام الذكاء الاصطناعي. 

اليوم، ومع توسع آبل في هذا المجال، أصبحت أجهزتها، مثل Mac Mini M4، قادرة على تقديم أداء استثنائي في تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سواء في معالجة الصور، أو التعرف على الصوت، أو تنفيذ العمليات الحسابية المعقدة بكفاءة غير مسبوقة.

تراجع ويندوز في سباق الذكاء الاصطناعي

في المقابل، لا تزال الأجهزة العاملة بنظام ويندوز تواجه بعض التحديات في مواكبة هذا التقدم، فرغم الجهود التي تبذلها مايكروسوفت لتعزيز مكانتها في هذا السوق من خلال أجهزة Copilot+، إلا أن المبيعات لم تحقق التوقعات المرجوة. 

ويعود ذلك جزئيًا إلى الجدل الذي أثير حول ميزة Recall، التي تقوم بتسجيل لقطات تلقائية من حالة الجهاز، مما أثار مخاوف الخصوصية بين المستخدمين، وأدى إلى فتور الإقبال على هذه الأجهزة مقارنة بحواسيب آبل الذكية.

كما أن الشركات الأخرى مثل لينوفو وإتش بي حاولت مواكبة الاتجاه الجديد، حيث استحوذ كل منهما على 12% من إجمالي شحنات الحواسيب الذكية في عام 2024، إلا أن الفجوة لا تزال واضحة مقارنة بحصة آبل في السوق.

نمو مستمر لسوق الحواسيب الذكية

شهدت الحواسيب المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي نموًا ملحوظًا بنسبة 18% بين عامي 2023 و2024، مما يؤكد الاتجاه التصاعدي لهذا السوق. 

ومع انخفاض تكلفة المعدات اللازمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن تشهد السنوات القادمة انتشارًا أكبر لهذه الأجهزة، مما قد يعيد تشكيل قطاع الحواسيب الشخصية بشكل جذري.

في ظل هذا التحول، من المتوقع أن تستمر آبل في تعزيز مكانتها الرائدة، خاصة مع تطورات رقائق M القادمة، والتي من المرجح أن تقدم قفزات إضافية في الأداء والقدرة على تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

كما أن تكامل الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق داخل أنظمة التشغيل والأجهزة قد يجعل هذه الحواسيب الخيار الأول للمستخدمين الباحثين عن تجربة سلسة ومتطورة في عالم الحوسبة الحديثة.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأجهزة الشخصية

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد ميزة إضافية، بل أصبح عنصرًا أساسيًا يحدد مستقبل الحواسيب الشخصية، ومع استمرار آبل في تطوير تقنياتها، ستواصل الهيمنة على هذا القطاع، مما يجعلها في طليعة الشركات التي تقود ثورة الحوسبة الذكية. 

ومع المنافسة المتزايدة، سيكون من المثير متابعة كيفية استجابة الشركات الأخرى لهذا التغيير، وما إذا كانت ستتمكن من تقليص الفجوة مع آبل أم ستواصل الأخيرة فرض سيطرتها على السوق.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top