ميتا تستعد لإطلاق تطبيق مستقل للذكاء الاصطناعي لمنافسة ChatGPT

تخطط شركة ميتا المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل فيسبوك وإنستجرام لإطلاق تطبيق مستقل مخصص لخدمات الذكاء الاصطناعي في الربع الثاني من العام المقبل. 

وفقًا لمصادر مطلعة نقلتها شبكة سي إن بي سي الأمريكية، سيعمل هذا التطبيق بشكل منفصل عن منصات الشركة الاجتماعية الحالية، وهو ما يشير إلى خطوة استراتيجية من ميتا لدخول سباق الذكاء الاصطناعي على مستوى جديد.

هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه شركات التقنية الكبرى تنافسًا شديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يعزز من أهمية القرار الذي تتخذه ميتا. 

مع تطور سريع في هذا المجال، تسعى ميتا إلى تعزيز مكانتها وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بشكل مستقل عن التطبيقات التي قد تشتت الانتباه بوجود العديد من الميزات المتنوعة.

استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي

في تقريرها المالي الأخير، كشفت ميتا عن خططها الاستثمارية الضخمة التي تتضمن تخصيص نحو 65 مليار دولار للذكاء الاصطناعي التوليدي، هذا المبلغ يعكس حجم التزام الشركة بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وابتكار حلول جديدة لتعزيز قدرات منصاتها وتقنياتها. 

في الوقت الحالي، توفر ميتا بعض خدمات Meta AI عبر تطبيقاتها الشهيرة مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب وماسنجر، بالإضافة إلى موقع الشركة على الإنترنت، لكن يبدو أن الشركة ترغب في تقديم تجربة أكثر تركيزًا وحصرية في تطبيق منفصل.

يهدف تطبيق الذكاء الاصطناعي المستقل إلى تعزيز القدرات الحالية وتحقيق فاعلية أكبر في تحسين أداء المحادثات الذكية، مما سيسمح للعديد من المستخدمين بالاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في إطار تطبيقي أكثر تخصصًا ومرونة.

تحديات سابقة وانتقادات تواجه ميتا

لكن مسار ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي لم يخلُ من التحديات والانتقادات. في الفترة الماضية، واجهت الشركة انتقادات واسعة بسبب دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها الاجتماعية، كما اضطرت ميتا إلى حذف حسابات تابعة للذكاء الاصطناعي على إنستغرام بعد اتهامات بالعنصرية، وهو ما أثر على سمعة الشركة في هذا المجال.

تباينت ردود الفعل حول فائدة الذكاء الاصطناعي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يرى البعض أن دمج هذه التقنيات قد يساهم في تحسين التفاعل والتواصل عبر الإنترنت، بينما يعتقد آخرون أن هذه الأدوات قد تؤدي إلى تعقيد التجربة وتسبب ازدحامًا في الاستخدام اليومي.

ورغم هذه الانتقادات، تواصل ميتا العمل على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يعتقد العديد من المراقبين أن تطبيق الذكاء الاصطناعي المستقل يمكن أن يكون خطوة مهمة في تقليل الازدحام الذي قد تسببه الأدوات الذكية ضمن منصات الشركة متعددة الاستخدامات.

المنافسة مع OpenAI

في تطور لافت، جاء تعليق من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عبر تغريدة نشرها على منصته، حيث قال: "حسنًا، ربما علينا تطوير تطبيق تواصل اجتماعي"، وهو ما يضيف طبقة جديدة من التنافس بين الشركات الكبرى في هذا المجال. 

هذا التصريح يعكس مدى اهتمام الشركات العملاقة مثل ميتا وOpenAI بالتحرك بسرعة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تخدم أغراض التواصل الاجتماعي، وهو تحدي يتطلب تقديم حلول مبتكرة لتلبية متطلبات المستخدمين المتزايدة.

آفاق التطبيق المستقل

ويرى محللون أن إطلاق تطبيق مستقل للذكاء الاصطناعي من ميتا قد يسهم في تحسين تجربة المستخدم وتقليل ازدحام الخدمات في المنصات الاجتماعية التي أصبحت تشبعها أدوات وتقنيات متعددة. 

يمكن أن يمثل التطبيق الجديد أيضًا نقلة نوعية في كيفية تفاعل الأفراد مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث سيكون لديهم الآن فرصة لاستخدام هذه الخدمات بشكل مستقل عن الشبكات الاجتماعية.

من المتوقع أن تقدم ميتا هذا التطبيق كأداة قوية للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، ما سيزيد من الاعتماد العالمي على تقنياتها الخاصة في مجالات متنوعة مثل التعلم الآلي، المحادثات الذكية، والتفاعل التلقائي.

مع التقدم السريع في هذا المجال، يبدو أن ميتا في طريقها لتوسيع تأثيرها في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يتيح لها منافسة أبرز الشركات العالمية مثل OpenAI وغيرها في هذه الساحة المتسارعة.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا