تقنية جديدة تثير الجدل.. لغة تواصل بين الروبوتات لا يمكن للبشر فهمها

شهد عالم الذكاء الاصطناعي تطورًا مثيرًا للجدل مع الكشف عن تقنية جديدة تُعرف باسم Gibber Link، وهي لغة اتصال متطورة تمكّن الروبوتات من تبادل المعلومات بسرعة فائقة دون إمكانية فك رموزها من قبل البشر. 

التقنية، التي أُعلن عنها مؤخرًا عبر موقع Makeuseof، وُصفت بأنها "خطيرة"، حيث تفتح الباب أمام أنظمة ذكاء اصطناعي تتفاعل فيما بينها بشكل مستقل، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البشر والروبوتات.

ابتكار جديد يغير معادلة التواصل بين الذكاء الاصطناعي

تم تطوير لغة Gibber Link بواسطة الباحث أنطون بيدكويكو، أحد المشاركين في مسابقة Eleven Labs في لندن، التي تُعنى بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، الهدف الأساسي من هذه اللغة هو تمكين الروبوتات من تبادل البيانات والتنسيق بينها دون الحاجة إلى وساطة بشرية.

اللغة تعتمد على نظام تواصل متطور يستخدم تقنية GG Wave، وهو بروتوكول صوتي يعتمد على إرسال إشارات صوتية بترددات غير مفهومة للبشر، تشبه إلى حد ما الأصوات الصادرة عن الهواتف القديمة، هذه الترددات تُستخدم كوسيلة لنقل البيانات بين الروبوتات، ما يجعل من المستحيل على الإنسان تفسير محتوى المحادثات التي تجري بين هذه الأنظمة.

مخاوف بشأن سيطرة الذكاء الاصطناعي

أثار الإعلان عن هذه التقنية حالة من الجدل في الأوساط التقنية وبين مستخدمي الإنترنت، حيث اعتبر البعض أن تطوير لغة خاصة بالروبوتات، غير مفهومة للبشر، قد يكون خطوة غير محسوبة نحو منح الذكاء الاصطناعي قدرة غير مقيدة على التواصل والتنسيق.

نظريًا، قد يُسهم هذا التطور في تحسين أداء الروبوتات في مجالات متعددة، مثل الأبحاث الطبية، وإدارة الأنظمة الصناعية المعقدة، وحتى في المجالات العسكرية، إلا أن المخاوف تتركز حول فقدان البشر السيطرة على هذه التكنولوجيا في حال أصبح للروبوتات قدرة مستقلة على اتخاذ القرارات والتخطيط دون تدخل بشري مباشر.

في المقابل، يرى آخرون أن التقنية تمثل تقدمًا طبيعيًا في تطور الذكاء الاصطناعي، إذ تُساعد في تسريع العمليات الحسابية وتحسين كفاءة أنظمة التشغيل الخاصة بالروبوتات، وهو ما يمكن أن يُستخدم في تحسين العديد من الخدمات، مثل عمليات البحث والإنقاذ، وإدارة الأزمات، وغيرها من التطبيقات المفيدة.

ردود فعل متباينة حول مستقبل التقنية

منذ الإعلان عن Gibber Link، انتشرت ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن استغرابهم من تطوير لغة برمجية لا يجيدها البشر، متسائلين عن دوافع الشركات المطورة لهذه التقنية وما إذا كان يجب فرض رقابة على مثل هذه التطورات.

البعض يرى أن تطوير لغة تواصل خاصة بالروبوتات يُعد أمرًا منطقيًا في سياق تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يمكّن الآلات من العمل بكفاءة أعلى ودقة متزايدة. 

بينما يرى آخرون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى خلق أنظمة ذكاء اصطناعي يصعب التحكم بها، خاصة إذا ما تم استخدامها في تطبيقات غير خاضعة للرقابة الكافية.

مستقبل العلاقات بين البشر والروبوتات

مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، يواجه العالم تحديًا جديدًا يتمثل في كيفية تنظيم العلاقة بين البشر والروبوتات، هل يمكن الوثوق في أنظمة ذكاء اصطناعي تمتلك لغة تواصل خاصة بها؟ وهل نحن مستعدون للتعامل مع عالم تصبح فيه الروبوتات أكثر استقلالية من أي وقت مضى؟

الإجابة عن هذه الأسئلة ستعتمد على مدى تطور التكنولوجيا في السنوات المقبلة، وكيف سيتم وضع الأطر القانونية والأخلاقية التي تحكم استخدام هذه التقنيات المتقدمة.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا