مايكروسوفت تدخل سباق الذكاء الاصطناعي الطبي بـ"Dragon Copilot" لتخفيف أعباء الأطباء

كشفت مايكروسوفت عن أحدث ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية، وذلك بإطلاق "Dragon Copilot"، وهو مساعد طبي متطور يعتمد على تقنيات التعرف على الصوت والذكاء الاصطناعي التوليدي. 

يهدف النظام الجديد إلى تحسين تجربة الأطباء والمرضى من خلال أتمتة المهام الإدارية وتبسيط عمليات توثيق السجلات الطبية، ما قد يسهم في تقليل الأعباء التي يعاني منها العاملون في القطاع الصحي.

يعتمد "Dragon Copilot" على التكنولوجيا التي طورتها شركة "Nuance"، والتي استحوذت عليها مايكروسوفت عام 2021 في صفقة بلغت قيمتها 16 مليار دولار، مما جعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق تقنيات الإملاء الصوتي الطبي. 

ومنذ ذلك الحين، تعمل مايكروسوفت على دمج هذه التقنيات المتقدمة مع حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يعزز من قدرتها على تقديم منتجات قادرة على تلبية احتياجات الأطباء وتحسين كفاءة العمل داخل المؤسسات الصحية.

تقنية مبتكرة لتخفيف الأعباء الإدارية

يتميز "Dragon Copilot" بقدرته على الاستماع إلى الزيارات الطبية وتدوين الملاحظات السريرية تلقائيًا، ما يتيح للأطباء التركيز بشكل أكبر على مرضاهم بدلاً من الانشغال بالمهام الورقية والإدارية. 

النظام قادر على إنشاء ملاحظات صوتية متعددة اللغات، كما أنه يوفر إمكانية الإملاء باستخدام اللغة الطبيعية، مما يجعله أداة فعالة للأطباء في مختلف أنحاء العالم.

إلى جانب ذلك، يمكن للمساعد الذكي البحث عن معلومات طبية من مصادر موثوقة، مثل الأبحاث والدراسات السريرية، ما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات قائمة على بيانات دقيقة، كما أنه يتيح أتمتة المهام الإدارية مثل إعداد ملخصات الأدلة السريرية، وإرسال التقارير الطبية، وتنظيم المراسلات بعد الزيارات العلاجية، مما يقلل من الوقت الذي يقضيه الأطباء في هذه المهام الروتينية.

جو بيترو، نائب رئيس مايكروسوفت لمنصات الصحة وعلوم الحياة، أشار إلى أن الدراسات التي أُجريت على تقنيات "Nuance" السابقة أظهرت أن الأطباء الذين استخدموا هذه الحلول شعروا بإرهاق أقل، بينما أكد 93% من المرضى أنهم حصلوا على تجربة علاجية أفضل وأكثر تفاعلية مع الأطباء.

إقبال على التجربة وردود فعل إيجابية

تعد شبكة "WellSpan Health"، التي تضم 250 منشأة طبية و9 مستشفيات في ولايتي بنسلفانيا وميريلاند، من بين أولى المؤسسات التي بدأت باختبار "Dragon Copilot". 

وقد أبدى الأطباء الذين استخدموا النظام ردود فعل إيجابية، حيث لاحظوا انخفاضًا في الوقت الذي يقضونه في إدخال البيانات، مما سمح لهم بقضاء وقت أطول مع المرضى وتحسين جودة الرعاية المقدمة.

وتشير دراسة نُشرت في أكتوبر الماضي عن "Google Cloud" إلى أن الأطباء يقضون ما يقرب من 28 ساعة أسبوعيًا في المهام الإدارية، مثل توثيق السجلات الطبية، ما يؤكد الحاجة الملحة لمثل هذه الحلول التي توفر الوقت وتخفف الضغط على العاملين في المجال الصحي.

منافسة متزايدة وتحديات تنظيمية

مايكروسوفت ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على تطوير حلول ذكاء اصطناعي للرعاية الصحية، إذ تتنافس شركات أخرى مثل "Abridge" و"Suki" على تطوير أنظمة مماثلة. 

كما أن جوجل دخلت هذا السباق مؤخرًا بإطلاق مساعد طبي ذكي لتحليل عوامل الخطورة لدى المرضى، إضافةً إلى تطوير تقنيات بحث تعتمد على الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط في منصتها "Vertex AI Search".

من الناحية التنظيمية، نشرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) العام الماضي إرشادات حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الرعاية الصحية، حيث أشارت إلى فوائده المحتملة في تحسين كفاءة العمل الطبي، لكنها في الوقت نفسه حذرت من مخاطر الاعتماد المفرط عليه، خاصة فيما يتعلق بإمكانية اختلاقه معلومات غير دقيقة.

التوسع عالميًا وخطط التسعير

رغم عدم كشف مايكروسوفت عن السعر الرسمي لـ"Dragon Copilot"، إلا أنها أكدت أن هيكل التسعير سيكون تنافسيًا، مما يسهل على العملاء الحاليين الترقية إلى النظام الجديد دون تكاليف باهظة. 

ومن المقرر أن يتوفر المساعد الذكي في الولايات المتحدة وكندا بدءًا من مايو المقبل، مع خطط للتوسع لاحقًا في كل من المملكة المتحدة وهولندا وفرنسا وألمانيا.

مايكروسوفت تؤكد التزامها بمعايير الذكاء الاصطناعي المسؤول، حيث يعتمد "Dragon Copilot" على بنية بيانات آمنة ويحتوي على معايير صارمة لضمان دقة المخرجات في البيئات السريرية. 

ومع استمرار التطور في هذا المجال، يبقى السؤال الأهم: هل تصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي الطبي جزءًا أساسيًا من أنظمة الرعاية الصحية المستقبلية، أم أنها ستواجه تحديات قد تبطئ من انتشارها؟

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا