هواوي تواصل التقدم في تصنيع رقاقات الذكاء الاصطناعي رغم العقوبات الأمريكية

على الرغم من العقوبات التجارية الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة على شركات التكنولوجيا الصينية، لا تزال هواوي، عملاقة التكنولوجيا، قادرة على تحقيق تقدم ملحوظ في مجال تصنيع رقاقات الذكاء الاصطناعي، فقد كشفت تقارير حديثة أن الشركة تمتلك القدرة على إنتاج ما يقارب 750 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متطورة، في خطوة تؤكد استمرارها في مواجهة الضغوط الأمريكية وسعيها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع أشباه الموصلات.

تصنيع رقاقات الذكاء الاصطناعي

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت قيودًا مشددة على هواوي منذ عدة سنوات، مستهدفة في البداية قطاع الاتصالات، بدعوى أن معدات الشركة تشكل تهديدًا للبنية التحتية الأمريكية. 

ومع تصاعد المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وسّعت واشنطن نطاق عقوباتها لتشمل منع وصول الشركات الصينية، وعلى رأسها هواوي، إلى أحدث تقنيات تصنيع الرقاقات، في محاولة للحد من قدراتها التكنولوجية.

لكن على الرغم من هذه القيود، تمكنت هواوي من تطوير حلول بديلة والاستمرار في تصنيع الرقاقات المتقدمة، ووفقًا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)، فإن الشركة قادرة على إنتاج ما يصل إلى مليون وحدة من رقاقات الذكاء الاصطناعي Ascend 910C، التي تعتمد على دمج رقاقتين من طراز Ascend 910B باستخدام تقنية تصنيع متقدمة تُعرف باسم “التغليف”، إلا أن نسبة من هذه الرقاقات تتعرض للتلف أثناء العملية، مما يجعل العدد الفعلي للوحدات القابلة للاستخدام يقارب 750 ألف رقاقة، وهو ما يعكس التحديات التقنية التي تواجهها هواوي في ظل القيود المفروضة.

ويرجع هذا الإنجاز جزئيًا إلى التعاون القوي بين هواوي وشركة "SMIC"، التي تُعد المورد الرئيسي لرقاقات "كيرين Kirin" المُستخدمة في هواتف هواوي الذكية، كما أنها تتولى تصنيع رقاقات Ascend الخاصة بالذكاء الاصطناعي. 

ورغم أن قدرات التصنيع لدى SMIC لا تضاهي تلك الخاصة بشركات كبرى مثل "TSMC" التايوانية أو "سامسونج" الكورية، إلا أنها نجحت في تحسين عملياتها باستخدام المعدات المتاحة، مما ساعدها على تحقيق قفزات نوعية في تصنيع الرقاقات المتطورة.

وتعتمد SMIC حاليًا على تقنيات تصنيع بدقة 7 نانومتر، لكنها تواجه تحديات في الانتقال إلى عمليات تصنيع أكثر تقدمًا بسبب عدم قدرتها على الوصول إلى أحدث معدات التصنيع، ولذلك، ركزت الشركة على تحسين تقنياتها الحالية وتطوير أساليب تصنيع بديلة لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة. 

وكانت SMIC قد واجهت صعوبات كبيرة في تحسين عمليات تصنيع الرقاقات بدقة 7 نانومتر، لكنها استطاعت تجاوز هذه العقبة عبر الاستحواذ القانوني على معدات أمريكية متخصصة لم تكن مشمولة بالكامل في العقوبات، ما مكّنها من الاستمرار في تحسين قدراتها الإنتاجية.

ومن المتوقع أن تلعب هذه المعدات الجديدة دورًا محوريًا في تعزيز قدرة SMIC على تصنيع رقاقات متقدمة بكميات أكبر، مما سيسهم في تلبية احتياجات هواوي بشكل خاص، فضلاً عن تعزيز قدرة الصين على تحقيق استقلالها التكنولوجي في مجال أشباه الموصلات. 

وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه الشركات الصينية، بقيادة هواوي، البحث عن حلول بديلة لتجاوز القيود الأمريكية وضمان استمرارها في المنافسة في الأسواق العالمية.

ويعكس نجاح هواوي في تصنيع هذه الرقاقات، رغم العقوبات، قدرتها على التكيف مع التحديات وتعزيز مكانتها في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي يُعد أحد أبرز مجالات التنافس العالمي في العصر الحالي. 

وبينما تحاول الولايات المتحدة فرض المزيد من القيود لكبح تقدم الشركات الصينية، يبدو أن هواوي مصممة على مواصلة مسيرتها الابتكارية، مستندة إلى استراتيجيات محلية تعتمد على تحسين القدرات الداخلية وتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا