كيف ينظر الجيل زد إلى الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل؟

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الجمعة، 14 مارس 2025 10:38 ص

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

يشكل الجيل زد (Generation Z) أول جيل نشأ في بيئة رقمية بالكامل، حيث لعبت التقنيات الحديثة، بما في ذلك الإنترنت والهواتف الذكية، دورًا جوهريًا في تشكيل رؤيتهم للعالم وطريقتهم في التعامل مع المعلومات. 

وبفضل هذا التعرض المبكر للتكنولوجيا، يتمتع أفراد هذا الجيل بقدرة فريدة على استيعاب كميات هائلة من البيانات والتكيف بسرعة مع الأدوات الرقمية الجديدة. 

ومع دخولهم سوق العمل في ظل الثورة التكنولوجية الراهنة، بات فهمهم للذكاء الاصطناعي عاملاً رئيسيًا في تطورهم المهني وتعزيز فرصهم الوظيفية.

الجيل زد والذكاء الاصطناعي

تشير بيانات حديثة إلى أن أصحاب العمل أصبحوا أكثر استعدادًا لتوظيف مرشحين قد لا يمتلكون المؤهلات الأكاديمية التقليدية، لكن لديهم معرفة عملية بالذكاء الاصطناعي. 

ووفقًا لكريستين كروزفيرغارا، كبيرة مسؤولي استراتيجيات التعليم في منصة Handshake، فإن الجيل زد قد يكون هو الفئة التي تقود القوى العاملة نحو فهم أعمق لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث إنهم أكثر انفتاحًا على استخدامه ولا يترددون في التجربة والتعلم منه. 

كما أوضحت أن إعلانات الوظائف التي تتضمن متطلبات تتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي قد زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2023 و2024، على الرغم من أنها لا تزال تمثل نسبة ضئيلة من إجمالي إعلانات الوظائف حتى أوائل عام 2024.

ورغم حماس الجيل زد تجاه الذكاء الاصطناعي، فإنهم يتعاملون معه بحذر، إذ يرون فيه فرصة للنمو المهني، ولكنهم يدركون أيضًا المخاطر المحتملة التي قد تترتب على استخدامه. 

وتبرز بعض النماذج الشبابية التي استفادت من هذه التقنية في بناء مستقبلها المهني، مثل أفالون فينستر، البالغة من العمر 23 عامًا، التي طورت مهاراتها في الذكاء الاصطناعي ذاتيًا وساهمت في توعية زملائها الأكبر سنًا بهذه التقنية. 

وتدير حاليًا منصة "Internship Girl"، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير الموارد المهنية لأكثر من 350 ألف شابة من 100 دولة، مؤكدةً أن هذه التقنية قد تكون وسيلة لتحقيق تكافؤ الفرص في سوق العمل، خاصة للطلاب والباحثين عن وظائف غير الناطقين باللغة الإنجليزية.

وعلى الرغم من هذه الفوائد، يبدي بعض أفراد الجيل زد قلقهم من التأثيرات السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يرون أنه قد يؤثر في مهارات التفكير النقدي، والقدرة على التحليل، والتواصل الفعّال، مما يجعل من الضروري تقديم برامج تدريبية لتعزيز الوعي الرقمي وضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنية. 

ويذهب بعض الشباب إلى أبعد من ذلك، برفضهم الذكاء الاصطناعي لأسباب بيئية، مثل كاتيا دانزيغر، طالبة علوم الحاسوب البالغة من العمر 25 عامًا، التي قررت التوقف عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بسبب استهلاكها الكبير للطاقة، وهو ما أكدته تقارير تفيد بأن استهلاك الكهرباء عند استخدام ChatGPT يتجاوز بكثير استهلاك البحث العادي على محركات البحث التقليدية.

إضافة إلى المخاوف البيئية، يشعر العديد من شباب الجيل زد بالقلق إزاء تأثير الذكاء الاصطناعي في فرص العمل، فقد أظهر استطلاع أجراه مركز Pew للأبحاث أن 35% من العمال الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يعتقدون أن هذه التقنية قد تؤدي إلى تقليل عدد الوظائف المتاحة. 

ورغم هذه المخاوف، ترى كروزفيرغارا أن القلق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل ليس بالضرورة سلبيًا، إذ يمكن أن يكون دافعًا للتكيف مع التغيرات السريعة، والاستفادة من التكنولوجيا بدلاً من مقاومتها.

وفي ظل هذا المشهد المتغير، يبدو أن الجيل زد في موقع فريد للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، مع ضرورة توخي الحذر من تحدياته المحتملة، وبينما تتسارع الشركات لتبني هذه التقنيات، سيظل هذا الجيل لاعبًا أساسيًا في رسم معالم مستقبل العمل، سواء من خلال قيادته لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة أو من خلال المطالبة بممارسات أكثر استدامة ومسؤولية في توظيف هذه التكنولوجيا.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top