تأجيل إطلاق Siri الذكية حتى iOS 19 بسبب تحديات أمنية وتقنية

يبدو أن مستخدمي أجهزة آبل سيضطرون للانتظار فترة أطول للحصول على الإصدار المتطور من المساعد الذكي Siri، إذ تشير تقارير جديدة إلى أن الميزات الذكية التي كان من المفترض أن تصل مع تحديث iOS 18.4 قد يتم تأجيلها حتى إطلاق iOS 19. 

ويأتي هذا القرار وسط مشكلات برمجية وتعقيدات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إضافةً إلى مخاوف أمنية متزايدة قد تهدد خصوصية المستخدمين.

تأجيل إطلاق Siri الذكية

خلال مؤتمر WWDC 2023، أعلنت آبل عن تطويرات غير مسبوقة في Siri، تتضمن القدرة على فهم سياق المستخدم الشخصي، والتفاعل مع محتوى الشاشة، وتنفيذ الأوامر داخل التطبيقات بطريقة أكثر ذكاءً وسلاسة. 

وكان من المنتظر أن يتم طرح هذه التحسينات مع التحديثات الجديدة لنظام التشغيل، إلا أن التطويرات استغرقت وقتًا أطول من المتوقع، ما أدى إلى قرار تأجيل الإطلاق حتى العام المقبل.

وفقًا لتقرير نشرته Bloomberg، فإن آبل تواجه مشاكل برمجية معقدة تتعلق بدمج الجيل الجديد من Siri مع النسخة التقليدية التي لا تزال مستخدمة على ملايين الأجهزة حول العالم، إذ تعتمد النسخة الجديدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن تشغيلها فوق الإصدار السابق من Siri تسبب في أخطاء برمجية متكررة، وهو ما جعل عملية التطوير أكثر صعوبة مما كان متوقعًا.

إضافة إلى التحديات البرمجية، فإن دمج Siri مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لم يكن سلسًا كما كان مخططًا له، حيث تسعى آبل إلى جعل Siri أكثر قدرة على التفاعل مع الأوامر الصوتية وفهم السياق بذكاء غير مسبوق، إلا أن تطبيق هذه الميزات على نطاق واسع يتطلب تكاملًا دقيقًا بين تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة والبنية التحتية الحالية للمنصة، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للفريق الهندسي في الشركة.

لكن أبرز العوامل التي دفعت آبل إلى تأجيل الإطلاق هو المخاوف الأمنية المتزايدة، فقد سلطت التقارير الضوء على احتمالية تعرض Siri لهجمات إلكترونية متطورة تُعرف باسم "هجمات حقن الأوامر" (Prompt Injection Attacks)، وهي نوع من الهجمات يستهدف أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية عن طريق خداعها لتنفيذ أوامر ضارة دون علم المستخدم.

تكمن خطورة هذه الهجمات في أن Siri ليست مجرد مساعد صوتي مستقل، بل هي متصلة مباشرة ببيانات المستخدم وتطبيقاته، مما يجعل أي ثغرة أمنية ذات تأثير كبير على الخصوصية وأمان المعلومات. 

وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات قد تسمح للجهات الخبيثة بخداع Siri لتنفيذ أوامر غير مرغوب فيها، مثل سرقة المعلومات الشخصية، أو التحكم في التطبيقات، أو تنفيذ إجراءات حساسة دون إذن المستخدم.

وبالمقارنة مع روبوتات الدردشة مثل ChatGPT، فإن التهديدات الأمنية على Siri تُعد أكثر خطورة، نظرًا لأن المساعد الذكي الخاص بآبل مدمج داخل نظام التشغيل نفسه، ويعمل بشكل أعمق في إدارة المهام والتحكم في الأجهزة، هذا يعني أن أي اختراق أمني قد يُمكّن القراصنة من استغلال النظام بطرق تؤثر مباشرة على المستخدمين وحياتهم الرقمية.

في ظل هذه التحديات، لم تقدم آبل موعدًا دقيقًا لإطلاق Siri الذكية، لكنها أكدت أن الميزات الجديدة ستتوفر "في العام المقبل"، ما يترك الباب مفتوحًا لاحتمالين: إما أن تصل التحسينات مع تحديث iOS 18.5 لاحقًا هذا العام، أو أن يتم تأجيلها رسميًا إلى iOS 19 المتوقع صدوره في 2025.

وبينما تواصل آبل العمل على تعزيز قدرات Siri وتأمينها ضد التهديدات الإلكترونية المحتملة، يبقى المستخدمون في انتظار ما ستقدمه الشركة من حلول تضمن تحسين تجربة المساعد الذكي مع الحفاظ على معايير الأمان العالية التي اشتهرت بها. 

ومع تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح التوازن بين الابتكار والأمان تحديًا جوهريًا تواجهه الشركات التقنية الكبرى، حيث لا يكفي تقديم ميزات ذكية فقط، بل يجب ضمان أنها تعمل بأمان وتحمي بيانات المستخدمين بشكل كامل.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا