ميتا تخطو نحو الاستقلال التقني عبر اختبار أول معالج ذكاء اصطناعي من تصميمها

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأحد، 16 مارس 2025 09:14 ص

ميتا

ميتا

بدأت شركة ميتا تنفيذ اختبارات تجريبية على أول معالج ذكاء اصطناعي من تطويرها الداخلي، في خطوة تعكس توجه الشركة نحو تقليل اعتمادها على الموردين الخارجيين وتعزيز قدراتها التقنية في مجال الحوسبة المتقدمة. 

ووتأتي هذه الاختبارات بعد سنوات من استثمار الشركة في تطوير أشباه الموصلات، بهدف تحسين كفاءة تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي وتقليل التكاليف المرتبطة بشراء المعالجات من الشركات المنافسة.

ميتا تخطو نحو الاستقلال التقني

وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز، فإن ميتا تُجري تجربة محدودة على دفعة أولية من هذه الرقاقات، التي يتم تصنيعها عبر شركة تايوان لأشباه الموصلات (TSMC)، وهي واحدة من أكبر الشركات المصنعة للرقاقات الإلكترونية عالميًا، وفي حال نجاح الاختبار، تخطط ميتا لطلب كميات إضافية من الرقاقات، مما قد يؤسس لمرحلة جديدة في استراتيجيتها التكنولوجية.

يأتي هذا المشروع في إطار سعي ميتا إلى تقليل اعتمادها على إنفيديا، التي تهيمن على سوق معالجات الذكاء الاصطناعي بوحدات GPU القوية. 

وعلى الرغم من أن وحدات إنفيديا تُستخدم على نطاق واسع في تدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن تصميم رقاقة خاصة بميتا يمنحها تحكمًا أكبر في تطوير تقنياتها وتحسين كفاءة الطاقة، وهو أمر ضروري بالنظر إلى النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف خدمات الشركة.

الرقاقة الجديدة مخصصة لمعالجة مهام الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة مقارنة بوحدات المعالجة الرسومية التقليدية. 

ومن المقرر أن يكون الاستخدام الأولي لهذه الرقاقة في تحسين خوارزميات التوصية التي تحدد المحتوى الذي يظهر للمستخدمين على منصات فيسبوك وإنستاجرام. 

ومع نضوج التكنولوجيا، قد تتوسع ميتا في استخدامها لتشغيل تطبيقات أكثر تعقيدًا، مثل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن بينها المساعد الافتراضي "Meta AI".

رغم هذه الخطوة الطموحة، لم تكن تجربة ميتا مع أشباه الموصلات خالية من التحديات، فقد سبق للشركة تطوير رقاقة استدلال (Inference Chip) داخلية، لكنها أُلغيت بعد أن فشلت في تحقيق الأداء المطلوب على نطاق واسع. 

ونتيجة لذلك، اضطرت الشركة إلى شراء كميات ضخمة من معالجات إنفيديا، ما كلفها مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية، إلا أن المشروع الجديد يبدو أكثر نضجًا، إذ اجتاز مرحلة تطوير حاسمة، ما يعزز فرص نجاحه في تقديم أداء مستقر وقابل للاستخدام الفعلي.

الميزة الأساسية للرقاقة تكمن في قدرتها على التعامل مع العمليات الحسابية الكثيفة المطلوبة لنماذج الذكاء الاصطناعي، وتشير التقارير إلى أن تصميمها يعتمد على بنية متقدمة لمعالجة البيانات، ما يجعلها قادرة على التنافس مع حلول الشركات الرائدة في هذا المجال.

ولا تُعد ميتا الشركة الوحيدة التي تسعى إلى تطوير رقاقات ذكاء اصطناعي مخصصة، إذ تعمل OpenAI أيضًا على استكمال تصميم أول معالج خاص بها، والذي من المتوقع أن يعتمد على بنية "Systolic Array" مع ذاكرة عالية النطاق الترددي، شبيهة بتلك المستخدمة في معالجات إنفيديا الحديثة.

تحركات ميتا تأتي في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي سباقًا محمومًا بين الشركات الكبرى لبناء معالجات خاصة بها، فإلى جانب OpenAI، تستثمر كل من أمازون، وجوجل، ومايكروسوفت في تطوير حلول أشباه موصلات مُخصصة، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية لمراكز البيانات الخاصة بها، وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.

مع استمرار الاختبارات على رقاقة ميتا الجديدة، تبقى هناك تساؤلات حول مدى قدرتها على منافسة المعالجات الحالية من إنفيديا، وما إذا كانت ستتمكن من تحقيق أداء مُستدام يلبي احتياجات الذكاء الاصطناعي المتنامية داخل المنصة، لكن في حال نجاحها، قد تُحدث هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في نموذج أعمال ميتا، ما يمنحها استقلالية أكبر في إدارة بنيتها التحتية التقنية.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top