تصعيد جديد في سباق الذكاء الاصطناعي.. OpenAI تطالب بحظر DeepSeek الصينية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الإثنين، 17 مارس 2025 09:20 ص

DeepSeek

DeepSeek

في خطوة تصعيدية تعكس التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، دعت شركة OpenAI الحكومة الأمريكية إلى فرض حظر رسمي على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها شركة DeepSeek الصينية داخل القطاعات الحساسة. 

ووصفت OpenAI منافستها الصينية بأنها مدعومة من الدولة وخاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي الصيني، محذرةً من المخاطر الأمنية التي قد تنجم عن استخدام تقنياتها.

جاءت هذه الدعوة في خطاب رسمي وجهته OpenAI إلى مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ووقعه كريس لاهين، نائب الرئيس للشؤون العالمية في الشركة، حيث شدد على أن نماذج DeepSeek تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي، مطالبًا بحظر استخدامها في المؤسسات الحكومية والعسكرية والاستخباراتية.

النفوذ الصيني في الذكاء الاصطناعي

تضمن خطاب OpenAI توصيات صارمة بشأن التكنولوجيا الصينية، أبرزها حظر المعدات التقنية الصينية مثل رقائق Huawei Ascend، وكذلك أي نماذج ذكاء اصطناعي يُشتبه في انتهاكها لخصوصية المستخدم أو تهديدها للأمن القومي.

وأشار الخطاب إلى أن الولايات المتحدة لا تزال القوة الرائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي، لكنها تواجه منافسة شرسة من الصين، التي تهدف إلى تجاوزها بحلول عام 2030. 

وأضافت OpenAI أن خطة العمل الجديدة التي تتبناها إدارة الرئيس ترامب في هذا المجال قد تساعد في ضمان التفوق الأمريكي، خاصة إذا استمرت النماذج الأمريكية في الالتزام بالمبادئ الديمقراطية، على عكس ما وصفته بـ"النماذج الاستبدادية" التي تعتمدها الصين.

نجاح DeepSeek يثير المخاوف 

تصاعدت المخاوف الأمريكية بشأن التطور السريع لشركة DeepSeek، خاصة بعد إطلاق نموذجها المتطور DeepSeek-R1، الذي أظهر أداءً منافسًا لنماذج ChatGPT في اختبارات الاستدلال، ولكن بتكلفة أقل بكثير، والأمر الأكثر إثارةً للجدل أن DeepSeek-R1 كان متاحًا مجانًا عبر المتصفح، مما أعطى الصين ميزة تنافسية كبيرة في السوق.

وقد أدى هذا التطور إلى انخفاض حاد في أسهم الشركات الأمريكية المستثمرة في الذكاء الاصطناعي، حيث أثار قلق المستثمرين من إمكانية فقدان الولايات المتحدة ريادتها لصالح الشركات الصينية، قبل أن تستعيد السوق توازنها لاحقًا.

ولم تقتصر المخاوف على الأداء التقني فحسب، بل أثيرت تساؤلات حول سرعة تطوير DeepSeek، إذ شكك بعض الخبراء في أنها اعتمدت على منهجيات تدريب مبتكرة، بينما ذهب آخرون إلى أن الشركة ربما "استخلصت" بيانات تدريبية من OpenAI بطريقة غير قانونية، وهو ما يخالف شروط الاستخدام.

OpenAI تحذر

في تحذير صريح، أكدت OpenAI أن بناء البنية التحتية الأمريكية على نماذج ذكاء اصطناعي مثل DeepSeek قد يمثل تهديدًا خطيرًا، مشيرةً إلى احتمال استخدام الحكومة الصينية لهذه النماذج لأغراض التلاعب الرقمي والتجسس والتأثير على الرأي العام.

وفي سياق متصل، شددت OpenAI على أن العالم يقترب من مرحلة الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهي تقنية من المتوقع أن تمتلك قدرات إدراكية شبيهة بالبشر، مؤكدةً ضرورة الحفاظ على حرية تطوير هذه التكنولوجيا بعيدًا عن القيود البيروقراطية والقوانين الصارمة التي قد تبطئ التقدم.

وفي تعليق له على هذا الملف، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI:"نحن على أعتاب قفزة ضخمة نحو عصر جديد من الذكاء، ويجب أن نضمن أن يكون الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام متاحًا للجميع، دون أن تفرض القوى الاستبدادية قيودًا عليه أو تعرقله القوانين المرهِقة."

معركة الذكاء الاصطناعي

يبدو أن المواجهة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي تتخذ أبعادًا سياسية واقتصادية وتقنية متشابكة. وبينما تحاول OpenAI الدفع باتجاه حظر DeepSeek، يبقى السؤال الأهم: هل ستستجيب الحكومة الأمريكية لهذه المطالب؟

وفي حال اتخاذ قرار رسمي بحظر نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية، قد تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، مما قد يؤدي إلى حرب تقنية مفتوحة بين العملاقين، الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل هذه المواجهة.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top