قيود جديدة على موظفي DeepSeek تثير تساؤلات حول سيطرة الصين على شركات الذكاء الاصطناعي

أفادت تقارير صحفية بأن موظفي شركة DeepSeek الصينية، المتخصصة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، باتوا ملزمين بتسليم جوازات سفرهم، ولم يعد بإمكانهم السفر بحرية إلى الخارج، هذه الإجراءات، التي كشف عنها موقع "ذا إنفورميشن" التقني، تطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه القيود قد فرضتها إدارة الشركة نفسها، أم أنها جاءت بتوجيه مباشر من السلطات الصينية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تشديد حكومي واسع على قطاع الذكاء الاصطناعي داخل الصين، مما يعكس رغبة بكين في السيطرة على الشركات الرائدة في هذا المجال، وسط منافسة عالمية متزايدة.

مراقبة مشددة على الموظفين والمستثمرين

ووفقًا للتقارير، فإن الحكومة الصينية في مقاطعة تشجيانغ، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة الأم High-Flyer، بدأت بمراقبة المستثمرين المحتملين قبل السماح لهم بعقد اجتماعات مع إدارة DeepSeek، في خطوة تبدو أنها تهدف إلى منع تسرب البيانات أو حدوث عمليات استحواذ غير مُصرح بها.

ويعتقد محللون أن هذه الإجراءات قد تكون نتيجة تزايد شهرة DeepSeek عالميًا، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته مع نموذج الذكاء الاصطناعي R1، والذي يُقال إنه منافس قوي لنماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية المتقدمة مثل ChatGPT من OpenAI.

وفي هذا السياق، أصبح رئيس الشركة التنفيذي ليانغ وينفنغ شخصية بارزة، حيث تلقى دعوات للقاء كبار القادة في الصين، فيما بدأت الجهات الحكومية الصينية بدمج نماذج DeepSeek المفتوحة المصدر داخل البنية التحتية الرقمية للبلاد، مما يعزز من أهمية الشركة داخل السوق المحلي.

ضبابية حول مصدر القرار

رغم انتشار التقارير حول فرض قيود على سفر موظفي DeepSeek، إلا أن الجهة التي أصدرت القرار لا تزال غير مؤكدة. فحتى الآن، لم تُصدر الشركة أي تعليق رسمي حول الأمر، كما لم يتضح ما إذا كانت هذه السياسة تنطبق على جميع موظفيها أم على فئة معينة فقط من العاملين في المناصب الحساسة.

وتوظف DeepSeek حاليًا نحو 130 شخصًا، بينما يعمل في شركتها الأم High-Flyer ما يقارب 200 موظف، مما يطرح تساؤلات حول حجم التأثير الحقيقي لهذه القيود ومدى تطبيقها داخل المؤسسة.

تصاعد المخاوف

تتزامن هذه التطورات مع إجراءات أوسع تتخذها السلطات الصينية للحد من النفوذ الأجنبي على شركات الذكاء الاصطناعي المحلية،ففي مارس الجاري، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الحكومة الصينية بدأت تحذير كبار رواد الأعمال والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من السفر إلى الولايات المتحدة، مشيرةً إلى مخاوف تتعلق بـ الأمن القومي والاقتصاد الرقمي.

ووفقًا للتقرير، فإن السلطات الصينية تخشى عدة سيناريوهات محتملة، من بينها:

• إمكانية تسريب معلومات حساسة إلى الخارج عبر الباحثين والخبراء.
• استحواذ الشركات الأمريكية على تقنيات الذكاء الاصطناعي الصينية المتقدمة.
• احتجاز بعض التنفيذيين الصينيين في الولايات المتحدة، واستخدامهم كورقة ضغط دبلوماسية في النزاع المتصاعد بين البلدين.

مستقبل الشركات الصينية في ظل هذه القيود

يُشكل الذكاء الاصطناعي أحد أهم ساحات المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى بكين إلى تحقيق تفوق تكنولوجي عالمي، بينما تحاول واشنطن الحد من التوسع الصيني في هذا القطاع الحساس.

ومع فرض مثل هذه القيود على الشركات والعاملين في المجال، يرى البعض أن الصين تحاول تعزيز أمنها التكنولوجي الداخلي، إلا أن هذه الاستراتيجية قد تؤثر على قدرة الشركات الصينية على التعاون عالميًا، مما قد يُضعف قدرتها على مواكبة الابتكارات في هذا المجال المتسارع التطور.

وفي ظل هذه التوجهات، يبدو أن DeepSeek وغيرها من شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تواجه مستقبلًا غير مؤكد، حيث تتزايد القيود التنظيمية في الداخل، فيما تستمر الضغوط الأمريكية لمنع انتشار التكنولوجيا الصينية في الأسواق العالمية.

لمتابعة صفحة موبايل نيوز على فيسبوك اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا