رغم الانتقادات.. آيفون 16e يحقق مبيعات قياسية ويتصدر المشهد

في مفاجأة غير متوقعة، أظهر تقرير حديث نشرته وكالة بلومبرج أن هاتف آيفون 16e استطاع تحقيق مبيعات قياسية، متجاوزًا التوقعات الأولية التي رافقت إطلاقه. 

ووفقًا للأرقام، فقد سجّل الهاتف الجديد ارتفاعًا في المبيعات بنسبة 60% مقارنة بسابقه آيفون SE 2022، وذلك رغم الانتقادات الواسعة التي وُجّهت له فور الكشف عنه، لا سيما بسبب ارتفاع سعره الملحوظ مقارنة بالإصدار السابق.

وقد شكّل هذا النجاح مفاجأة للعديد من المحللين، خاصة وأن الهاتف كان موضع جدل واسع بسبب بعض الاختلافات الجوهرية عن الإصدارات السابقة، والتي اعتبرها البعض تنازلات قد تؤثر على شعبيته، إلا أن الأرقام تؤكد أن المستهلكين لم يتأثروا كثيرًا بهذه العوامل، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع الإقبال الكبير على الهاتف الجديد.

تصميم جديد وسعر مرتفع.. ولكن الطلب قوي

يأتي هاتف آيفون 16e بتصميم أكثر حداثة، حيث حصل على شاشة محسّنة تدعم بعض مزايا الذكاء الاصطناعي التي تقدمها Apple Intelligence، إلا أنه يحتوي على كاميرا واحدة فقط، مما يجعله أقل تطورًا من الإصدارات الأخرى من آيفون، كما أن سعره يُعد أعلى بحوالي 170 دولارًا مقارنة بإصدار SE السابق، وهو فارق كبير، حتى عند أخذ التضخم في الاعتبار.

ورغم أن هذه العوامل قد تكون كافية لإثناء بعض المستخدمين عن شرائه، إلا أن الواقع يشير إلى أن الهاتف لا يزال يحظى بإقبال كبير، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى أنه أصبح الخيار الأرخص ثمنًا بين جميع هواتف آيفون المتاحة حاليًا، خاصة بعد أن أوقفت آبل إنتاج سلسلة iPhone SE. 

ومع عدم وجود بدائل ضمن الفئة الاقتصادية، فإن المستهلكين الراغبين في البقاء داخل نظام iOS لا يجدون أمامهم سوى خيارين: إما شراء آيفون 16e أو التحوّل إلى هاتف يعمل بنظام أندرويد.

طلب متزايد من قطاع الأعمال والمؤسسات

لا يقتصر الإقبال على آيفون 16e على المستخدمين الأفراد فحسب، بل تشير البيانات إلى أن الهاتف أصبح خيارًا جذابًا للشركات والمؤسسات، حيث يُعتبر خيارًا مناسبًا لبرامج تحديث الأجهزة في الشركات التي تعتمد على هواتف آيفون لموظفيها، ومع استمرار الشركات في البحث عن أجهزة موثوقة بتكلفة معقولة، يبدو أن آيفون 16e قد نجح في سد هذه الفجوة.

كما أن دورة ترقية الهواتف لدى العديد من المستخدمين تُعد عاملاً مؤثرًا في نجاح الهاتف، فالمستخدمون الذين لا يقومون بترقية أجهزتهم إلا بعد سنوات من الاستخدام قد لا يجدون فارق السعر عائقًا كبيرًا، خاصة عند الأخذ في الاعتبار الفجوة الزمنية الكبيرة بين الأجيال التي ينتقلون إليها.

هل يكفي هذا النجاح لتعويض تراجع آبل في الصين؟

ورغم النجاح اللافت لآيفون 16e، إلا أن محللين يرون أن هذا النمو في المبيعات لن يكون كافيًا لتعويض الخسائر التي تواجهها آبل في الأسواق الأخرى، وخاصة السوق الصينية، حيث تعاني الشركة من تراجع مستمر في حصتها السوقية.

ففي الأشهر الأخيرة، فقدت آبل جزءًا كبيرًا من حصتها لصالح الشركات الصينية مثل هواوي وشاومي، التي باتت تقدم هواتف متطورة بأسعار تنافسية. 

وتواجه آبل ضغوطًا متزايدة في ظل المنافسة الشرسة، خاصة مع القيود الحكومية في الصين التي تؤثر على تواجد الشركات الأمريكية في السوق المحلية.

ومع ذلك، يبقى النجاح الذي حققه آيفون 16e مؤشرًا على أن الطلب على هواتف آيفون لا يزال قويًا، حتى مع بعض التعديلات التي قد لا تلقى استحسان الجميع. 

ومع استمرار توجه آبل نحو تقديم هواتف جديدة تلبي احتياجات مختلف شرائح المستخدمين، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن آبل من الحفاظ على زخم مبيعاتها في ظل التحديات المتزايدة؟