تيليجرام تتجاوز مليار مستخدم شهريًا.. ورئيسها التنفيذي يهاجم واتساب

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الثلاثاء، 25 مارس 2025 12:50 م

تيليجرام

تيليجرام

شهدت منصة المراسلة الفورية "تيليجرام" علامة فارقة جديدة في تاريخها الرقمي، حيث أعلنت عن تجاوزها حاجز المليار مستخدم نشط شهريًا. 

يأتي هذا الإنجاز المذهل بعد أكثر من عقد من الزمان منذ إطلاق المنصة لأول مرة في عام 2013 على يد الأخوين بافيل ونيكولاي دوروف. 

وفي خطوة غير مفاجئة، استغل بافيل دوروف، الرئيس التنفيذي للمنصة، هذه المناسبة لتوجيه انتقاد لاذع إلى تطبيق "واتساب"، الذي تملكه شركة ميتا، حيث وصفه بأنه "نسخة رديئة" من تيليجرام، مشيرًا إلى محاولات واتساب المتكررة لتقليد ابتكارات تيليجرام على مدار السنوات الماضية.

دوروف ينتقد واتساب ويكشف عن أرباح تيليجرام

في تصريحات مثيرة، قال دوروف: "إن واتساب يقف أمامنا، نسخة رديئة مخففة من تيليجرام، لقد حاولوا لسنوات نسخ ابتكاراتنا، وأنفقوا مليارات الدولارات على حملات الضغط والعلاقات العامة لإبطائنا، لكنهم فشلوا". 

وأضاف بأن تيليجرام قد نما وأصبح مربحًا على الرغم من هذه الضغوط، مع الحفاظ على استقلاليته التامة، وهو ما اعتبره ميزة رئيسية تميز تيليجرام عن منافسيه. 

وأشار دوروف إلى أن الشركة حققت أرباحًا بلغت 547 مليون دولار في عام 2024، مما يعكس قوة النموذج الاقتصادي للمنصة.

وفي الوقت نفسه، رد متحدث باسم واتساب على انتقادات دوروف، مؤكدًا أن تطبيق واتساب كان أول من ركز على الخصوصية، حيث تم إطلاقه مع التركيز على حماية خصوصية المستخدمين قبل ظهور تيليجرام. 

وأضاف المتحدث أن تيليجرام لا يوفر تشفيرًا محكمًا للمحادثات الجماعية، حيث يُفضل تخزين البيانات على خوادمه الخاصة، وهي نقطة انتقاد لاذعة من وجهة نظرهم في عالم التطبيقات الموجهة للخصوصية.

التحقيقات القانونية تؤثر على مسار دوروف وتيليجرام

تأتي تصريحات دوروف القوية بعد فترة من الاضطرابات القانونية التي مر بها، ففي أغسطس 2024، تم اعتقال دوروف في فرنسا إثر اتهامات تتعلق بتواطؤه في نشر مواد استغلال الأطفال والمساعدة في تهريب المخدرات عبر منصة تيليجرام، وواجه دوروف أيضًا رفضًا قاطعًا للتعاون مع السلطات الفرنسية في التحقيقات التي كانت تجري بشأن هذه القضايا. 

ومنذ تلك الفترة، كانت تيليجرام في صدارة الأخبار بسبب هذه القضايا القانونية التي أثرت على صورتها العامة، لكن الإدارة عملت بجد لمواجهة هذه الانتقادات.

وفي إطار الإجراءات القانونية، تم إخلاء سبيل دوروف بكفالة قدرها 5.6 ملايين دولار، لكنه مُنع في البداية من مغادرة فرنسا. 

وأكد مكتب المدعي العام في باريس مؤخرًا رفع القيود المفروضة عليه مؤقتًا حتى السابع من أبريل المقبل، مما يعكس بعض التقدم في هذا الملف المعقد، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول شروط الإفراج، أو ما إذا كان سيتعين عليه العودة إلى فرنسا لاحقًا.

تيليجرام: الابتكار والخصوصية في قلب المنصة

منذ انطلاق تيليجرام، كانت الخصوصية في صميم فلسفة العمل لدى الشركة، عملت المنصة منذ البداية على توفير حلول تشفير متقدمة لمكالمات الفيديو والدردشات السرية، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة في البلدان التي تفرض قيودًا على حرية التعبير أو الرقابة على الإنترنت. 

وتعد هذه المزايا الأمنية التي يقدمها تيليجرام من العوامل الرئيسية التي ساعدت في زيادة قاعدة مستخدميه في مختلف أنحاء العالم.

وفي مواجهة الانتقادات المتعلقة بالمحتوى غير القانوني على المنصة، اتخذت تيليجرام إجراءات جادة لتحسين صورتها العامة، فقد انضمت إلى مؤسسة مراقبة الإنترنت "IWF" لمساعدتها في تحديد وإزالة المحتوى غير القانوني. 

كما بدأت في نشر تقارير شفافية توضح بشكل دوري حجم المحتوى المحذوف، وهو ما يعتبره البعض خطوة هامة نحو مزيد من المسؤولية الرقمية.

التغييرات في سياسة البيانات والمستقبل المجهول

في خطوة أخرى مهمة، أعلنت تيليجرام في سبتمبر 2024 عن تغيير في سياساتها بشأن التعامل مع البيانات، فقد أكدت الشركة أنها ستبدأ في مشاركة بيانات تخص المخالفين مع السلطات القانونية عند الطلب، مما يعكس تحولًا في سياستها التي كانت في السابق أكثر تحفظًا بشأن تبادل المعلومات، هذا التحول في سياسة البيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين تيليجرام والهيئات القانونية في مختلف أنحاء العالم.

تستمر تيليجرام في مسيرتها نحو تحقيق مزيد من النجاح والنمو، متفوقة على منافسيها في العديد من الجوانب التكنولوجية. ولكن مع هذا النجاح، تواجه المنصة تحديات كبيرة على الصعيدين القانوني والأمني. 

ستظل الرقابة على المحتوى وحماية خصوصية المستخدمين من أهم النقاط التي سيتعين على تيليجرام التعامل معها في المستقبل، كما أن صراعها المستمر مع تطبيقات أخرى مثل واتساب سيظل يشكل جزءًا من المنافسة في سوق التطبيقات الاجتماعية والمراسلة.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top