دراسة تكشف تأثير روبوتات الدردشة على العلاقات الاجتماعية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

الأربعاء، 26 مارس 2025 01:10 م

روبوتات الدردشة

كشفت دراسة حديثة، أجرتها شركة OpenAI بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أن الاستخدام المُكثّف لروبوتات الدردشة مثل ChatGPT قد يكون مرتبطًا بزيادة الشعور بالوحدة وتقليل التفاعل الاجتماعي المباشر بين الأفراد.

البحث، الذي نُشر مؤخرًا، يشير إلى أن الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة يوميًا في التواصل مع الذكاء الاصطناعي قد يصبحون أكثر اعتمادًا عليه عاطفيًا.

كما أظهرت النتائج أن الإفراط في استخدام هذه التقنية قد يؤدي إلى تراجع العلاقات الاجتماعية، خاصة لدى المستخدمين الذين يعانون من العزلة مسبقًا.

تطور الذكاء الاصطناعي وتزايد التفاعل البشري معه

منذ إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022، شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي انتشارًا واسعًا، حيث باتت تُستخدم في مجالات متعددة، مثل الكتابة، البرمجة، والمحادثات المشابهة للجلسات العلاجية.

ومع تطور هذه التقنيات، وإضافة ميزات صوتية تعزز من تفاعلها مع المستخدمين، ازدادت احتمالية نشوء علاقات شبه اجتماعية مع روبوتات الدردشة.

في الأشهر الأخيرة، تصاعدت المخاوف بشأن التأثيرات النفسية لهذه التقنيات، لا سيما بين المراهقين والأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية، أحد الأمثلة البارزة على ذلك قضية رفعتها عائلة ضد شركة Character Technologies Inc، بعد أن تسببت محادثات أجراها روبوت دردشة مع مراهق في تعزيز أفكار انتحارية لديه، مما أدى إلى وفاته.

تفاصيل الدراسة وأساليب البحث

هدفت الدراسة إلى تحليل سلوك المستخدمين عند التفاعل مع ChatGPT، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات مختلفة، شارك حوالي 1000 شخص في التجربة على مدار شهر، حيث طُلب من بعضهم استخدام الإصدار النصي فقط، بينما طُلب من آخرين تجربة إصدارات صوتية للروبوت بخصائص مختلفة، كان على المشاركين قضاء خمس دقائق يوميًا على الأقل في التفاعل مع ChatGPT، مع توجيه البعض لإجراء محادثات مفتوحة، بينما خُصص آخرون لمواضيع ذات طابع شخصي.

أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يميلون إلى تكوين ارتباطات عاطفية بسهولة كانوا أكثر عرضة للشعور بالوحدة وزيادة الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، لم تجد الدراسة فروقًا واضحة بين المستخدمين الذين اعتمدوا على التفاعل الصوتي وأولئك الذين استخدموا النصوص فقط.

في تجربة أخرى، حلل الباحثون بيانات أكثر من 3 ملايين محادثة أجراها المستخدمون مع ChatGPT، إلى جانب استطلاعات رأي لقياس طبيعة التفاعل مع الروبوت.

النتائج كشفت أن عددًا قليلًا من المستخدمين يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لغرض الدعم العاطفي، بينما يتركز معظم التفاعل على المهام العملية والمعلوماتية.

لا دليل قاطع على العلاقة بين الوحدة والذكاء الاصطناعي

رغم أن الدراسة تسلط الضوء على العلاقة المحتملة بين الاستخدام المكثف لروبوتات الدردشة وزيادة مشاعر الوحدة، إلا أنها لا تقدم دليلًا قاطعًا على أن الذكاء الاصطناعي هو السبب المباشر.

كاثي مينجينغ فانغ، الباحثة المشاركة في الدراسة وطالبة الدراسات العليا في MIT، حذّرت من التسرع في الاستنتاجات، مشيرةً إلى أن البحث لم يقارن بين مستخدمي الذكاء الاصطناعي وأشخاص لا يستخدمونه، ولم يأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية الأخرى التي قد تؤثر في مستويات الشعور بالوحدة.

يأمل الباحثون أن تمهّد هذه الدراسة الطريق لمزيد من الأبحاث حول تأثير الذكاء الاصطناعي في حياة البشر، بات باتارانوتابورن، الباحث المشارك في الدراسة في MIT، أوضح أن التركيز على الذكاء الاصطناعي مهم، لكن الأهم هو فهم انعكاساته على المستخدمين، خصوصًا مع الانتشار السريع لهذه التقنيات في مختلف مجالات الحياة.