ثورة طبية.. تقنية التوأم الرقمي ودورها في تسريع تطوير الأدوية

يشهد مجال الطب تحولًا جذريًا بفضل التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت تقنية التوأم الرقمي من الأدوات التي تغير آلية تطوير الأدوية والأجهزة الطبية. 

توفر هذه التقنية نماذج افتراضية دقيقة للأعضاء البشرية، مما يتيح للباحثين اختبار العلاجات في بيئة تحاكي الجسم البشري بدقة، يساعد ذلك في تقليل المخاطر والتكاليف المرتبطة بالتجارب السريرية التقليدية.

نماذج قلب افتراضية

تسعى شركة أدسيليكو إلى إحداث نقلة نوعية في اختبارات الأجهزة الطبية من خلال تطوير توأم رقمي للقلب، وهو نموذج يحاكي وظيفة القلب الحقيقي بدقة، يتم استخدامه لاختبار أجهزة مثل الصمامات الاصطناعية والدعامات قبل تطبيقها على البشر، مما يضمن سلامتها وكفاءتها.

لم تكتفِ الشركة بإنشاء نموذج واحد، بل أنتجت نماذج متعددة تختلف في العمر، الجنس، الوزن، وحالات مرضية متنوعة، يتيح هذا التنوع إجراء اختبارات دقيقة تغطي فئات سكانية أوسع، وهو ما كان يمثل تحديًا في التجارب التقليدية التي تفتقر إلى التنوع الكافي.

تقليل الأخطاء الطبية
الذكاء الاصطناعي يمكّن التوائم الرقمية من إجراء تجارب غير ممكنة على البشر، مما يسهم في تطوير أجهزة أكثر أمانًا وتجنب الأخطاء الطبية. 

وتؤكد شينا ماكفيرسون، الرئيسة التنفيذية لشركة أدسيليكو، أن هذه التقنية تعزز دقة الاختبارات وتقلل الحاجة إلى التجارب السريرية المكلفة والخطرة.

تحسين الأمان الطبي
التقارير تشير إلى أن الأجهزة الطبية تسببت في وفاة 83,000 شخص وإصابة أكثر من 1.7 مليون آخرين وفقًا لتحقيق أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين. 

وترى الشركات المطورة للتوائم الرقمية أن هذه التقنية يمكن أن تحد من هذه الحوادث من خلال محاكاة سيناريوهات معقدة تساعد على تحسين تصميم الأجهزة الطبية.

محاكاة متطورة
تعتمد شركة سانوفي على التوائم الرقمية لاختبار الأدوية وتطويرها بسرعة أكبر، تهدف إلى تقليل مدة الاختبار بنسبة 20%، مما ينعكس على تقليل التكاليف وزيادة معدل نجاح التجارب، تستخدم الشركة نماذج رقمية لمحاكاة تفاعل الجسم مع الأدوية، مما يسهم في تحسين عملية تطوير العقاقير بشكل دقيق وفعال.

تحديات تقنية
رغم الفوائد الكبيرة، تواجه التوائم الرقمية تحديات تتعلق بجودة البيانات المستخدمة في تدريبها، يحذر خبراء من أن النماذج الرقمية قد تعكس تحيزات في البيانات، مما قد يؤثر على دقة النتائج، تعمل الشركات على تجاوز هذا التحدي عبر جمع بيانات أكثر تنوعًا من السجلات الصحية والبنوك الحيوية لضمان نتائج دقيقة.

مستقبل التوأم الرقمي
يتوقع الخبراء أن تلعب التوائم الرقمية دورًا متزايدًا في مجالات أخرى، مثل محاكاة وظائف الدماغ والكبد والكلى، مما قد يسهم في فهم الأمراض بشكل أعمق وتطوير علاجات أكثر فعالية، مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، تبدو هذه التقنية قادرة على إحداث تغيير جذري في الطب الحديث.