سياسة OpenAI تثير الجدل بشأن رسوم جيبلي

واجهت شركة OpenAI موجة من الانتقادات بعد أن اكتشف المستخدمون تناقضًا واضحًا في سياساتها المتعلقة بإنشاء الصور بأسلوب استوديو جيبلي الشهير حيث تمنع النسخة المجانية من ChatGPT التي تعتمد على أداة DALL·E 3 المستخدمين من إنشاء صور مستوحاة من هذا الأسلوب بدعوى حماية حقوق الملكية الفكرية في حين أن النسخة المدفوعة التي تعمل بأداة DALL·E 4o تتيح ذلك دون قيود مما أثار تساؤلات حول ازدواجية المعايير التي تتبعها الشركة.

أثار هذا التباين استغراب العديد من المستخدمين الذين لاحظوا أن النسخة المجانية ترفض بشكل قاطع أي طلب لإنشاء صور بأسلوب جيبلي بحجة أن هذا النمط محمي بموجب حقوق النشر بينما تستجيب النسخة المدفوعة للطلبات ذاتها دون أي رفض مما جعل البعض يتساءل عما إذا كانت OpenAI قد غيرت نهجها بخصوص حقوق الملكية الفكرية أو أنها توصلت إلى اتفاقيات غير معلنة مع الاستوديو الياباني أو أن الأمر لا يتعدى كونه إستراتيجية تسويقية لدفع المستخدمين نحو الاشتراك في الخدمات المدفوعة.

رد الشركة الغامض

عند توجيه الأسئلة إلى OpenAI حول سبب هذا الاختلاف اكتفت بالإشارة إلى تحديث وثيقة "بطاقة النظام" الخاصة بها والتي تنص على أن الأداة ترفض إنشاء الصور بأسلوب "فنانين أحياء" لكنها تسمح بتوليد صور تعتمد على "أنماط الاستوديوهات الفنية الأوسع نطاقًا" غير أن هذا التوضيح لم يفسر السبب وراء استمرار أداة DALL·E 3 في فرض قيود صارمة بينما تتجاوزها DALL·E 4o بكل سهولة.

هذا الرد زاد من حالة الغموض حول سياسات الشركة حيث لم توضح ما إذا كانت هناك اعتبارات قانونية تتعلق بأسلوب جيبلي أو أن الفرق في النتائج بين النسختين يعود إلى تحديثات تقنية في نظام الذكاء الاصطناعي الذي تعتمد عليه الأداة المدفوعة.

حقوق الملكية في خطر
مع تصاعد الجدل يرى بعض الخبراء أن هذه الواقعة تعكس التحديات المتزايدة التي تواجهها تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية إذ باتت الشركات التقنية مضطرة للتعامل مع الإشكاليات القانونية الناجمة عن تدريب نماذجها على أعمال فنية تعود ملكيتها إلى أطراف أخرى مما قد يعرضها لمخاطر الملاحقات القضائية.

في السنوات الأخيرة واجهت OpenAI انتقادات متكررة بسبب استخدامها بيانات محمية بحقوق النشر لتدريب أنظمتها حيث اتهمها العديد من الفنانين بأنها تتيح للذكاء الاصطناعي استنساخ أساليبهم الفنية دون تعويضهم أو الحصول على إذن مسبق وهو ما دفع بعضهم إلى المطالبة بتشريعات جديدة تضمن حماية أعمالهم من الاستخدام غير المشروع في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

موقف جيبلي غير واضح
حتى الآن لم يصدر عن استوديو جيبلي أي تعليق رسمي حول هذه المسألة حيث لم يُعرف ما إذا كان لديهم اتفاق خاص مع OpenAI أو ما إذا كانوا يعتزمون اتخاذ إجراء قانوني ضد استخدام أسلوبهم الفني من قبل الذكاء الاصطناعي خاصة أن الاستوديو الياباني المعروف بأعماله المتميزة لطالما كان حريصًا على حماية هويته البصرية الفريدة.

في حال قرر الاستوديو اتخاذ إجراءات قانونية فإن ذلك قد يشكل سابقة مهمة في القضايا المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية في عالم الذكاء الاصطناعي حيث يمكن أن يدفع الأمر شركات التكنولوجيا إلى إعادة النظر في كيفية تعاملها مع البيانات الفنية التي تستخدمها في تدريب أنظمتها.

مخاوف المستخدمين
بعيدًا عن الجوانب القانونية يشعر بعض المستخدمين بالقلق من أن OpenAI قد تتجه في المستقبل إلى فرض قيود مماثلة على أنماط فنية أخرى أو أن الفجوة بين النسخة المجانية والمدفوعة ستزداد بشكل يجعل بعض الميزات محصورة فقط في الفئة المدفوعة مما يحد من قدرة المستخدمين العاديين على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

يرى البعض أن ما يحدث يعكس تحولًا أوسع في طريقة تعامل شركات الذكاء الاصطناعي مع المستخدمين حيث أصبحت الميزات الأكثر تقدمًا متاحة فقط لأصحاب الاشتراكات المدفوعة بينما تظل النسخ المجانية محدودة بإجراءات صارمة قد لا تكون مبررة دائمًا.

المستقبل الغامض
مع استمرار هذا الجدل يظل السؤال الأهم هو ما إذا كانت OpenAI ستعيد النظر في سياستها أو ستوضح الأسباب الحقيقية وراء الاختلاف بين النسختين خاصة أن مثل هذه القضايا قد تؤثر على سمعة الشركة في المستقبل حيث يراقب المستخدمون والمطورون هذه التطورات عن كثب لمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه تقنيات الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية.