مشروع حكومي بريطاني للتنبؤ بجرائم القتل يثير مخاوف حقوقية

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 12 أبريل 2025 12:45 م

تطوير خوارزمية

تطوير خوارزمية

أثار مشروع حكومي بريطاني جديد لتطوير خوارزمية للتنبؤ بالأشخاص الذين قد يرتكبون جرائم قتل في المستقبل جدلاً واسعًا في الأوساط الحقوقية. 

وتسعى وزارة العدل البريطانية من خلال هذا المشروع إلى استخدام البيانات التي تجمعها الشرطة لتوقع الجرائم المروعة قبل وقوعها. ومع ذلك، لم يمر هذا المشروع دون مخاوف تتعلق بالخصوصية والتمييز ضد فئات معينة من المجتمع.

تفاصيل المشروع

المشروع الذي يُعرف بـ "مشروع التنبؤ بالقتل" يعتمد على مجموعة واسعة من البيانات التي جمعها جهاز الشرطة البريطاني، ويُعتقد أن هذه البيانات لا تشمل المشتبه بهم فقط، بل أيضًا الضحايا والشهود، فضلًا عن معلومات حساسة حول الصحة النفسية والإدمان والانتحار والإعاقة، هذه البيانات ستُستخدم في تطوير خوارزمية قادرة على تحديد الأفراد الذين قد يكونون عرضة لارتكاب جرائم قتل في المستقبل.

ووفقًا لصحيفة الجارديان، حصلت منظمة Statewatch الحقوقية على تفاصيل المشروع عبر طلبات قدمتها بموجب قانون حرية المعلومات. 

تشير تقديرات المنظمة إلى أن البيانات المستخدمة في الخوارزمية تشمل معلومات عن 100 ألف إلى 500 ألف شخص، وقد أعربت المنظمة عن قلقها من أن استخدام هذه البيانات قد يؤدي إلى انتهاك الحقوق الأساسية للأفراد ويزيد من التمييز ضد فئات ضعيفة في المجتمع.

التساؤلات حول الخصوصية والتمييز

من جانبها، أبدت الباحثة في منظمة Statewatch، صوفيا ليال، قلقها الشديد من استخدام الأنظمة الخوارزمية في التنبؤ بالجريمة، مشيرة إلى أن الأبحاث السابقة أظهرت أن هذه الأنظمة غالبًا ما تكون معيبة. 

وقالت ليال: "النظام الأخير الذي يعتمد على بيانات من الشرطة ومنظومة عدلية متهمة بالتمييز المؤسسي يمكن أن يعمق هذا التمييز ويؤثر سلبًا على الفئات المستهدفة".

كما عبر نشطاء حقوقيون عن قلقهم من أن استخدام هذه الخوارزميات قد يؤدي إلى توسيع نطاق الرقابة الحكومية على الأفراد بشكل غير عادل، وطالبوا بأن تتم مراجعة هذه الأنظمة بعناية قبل استخدامها لتجنب الوقوع في فخ التمييز العرقي أو الاجتماعي.

دور وزارة العدل في المشروع

ردت وزارة العدل البريطانية على هذه المخاوف بالقول إن المشروع لا يزال في مرحلة البحث فقط، وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن المشروع "يُجرى لأغراض بحثية فقط"، مشيرة إلى أنه يُستخدم بيانات موجودة بالفعل لدى مصلحة السجون والخدمات الإصلاحية والشرطة لتحديد المخاطر المرتبطة بارتكاب جرائم عنف من قبل الأفراد الذين يخضعون للمراقبة القضائية، لكن هذا التوضيح لم يخفف من المخاوف بشأن تطبيق هذه الأنظمة في المستقبل.

مشاريع أخرى مثيرة للجدل

يُعد هذا المشروع جزءًا من سلسلة من المبادرات المثيرة للجدل في بريطانيا التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني، من بين هذه المشاريع، هناك أدوات لكتابة التقارير التلقائية وتقنيات المراقبة مثل "ShotSpotter" التي تستخدم للكشف عن إطلاق النار في المناطق العامة، وقد تعرضت هذه الأدوات لانتقادات بشأن فعاليتها وأثرها على الخصوصية وحريات الأفراد.

المستقبل المجهول

من غير الواضح بعد ما إذا كان مشروع التنبؤ بالقتل سيحقق النجاح الذي تسعى إليه الحكومة البريطانية أو إذا كان سيواجه مزيدًا من الانتقادات. 

وفي الوقت نفسه، يظل السؤال حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيق القانون بدون إجابة واضحة بشأن التوازن بين الأمان الشخصي وحماية الحقوق الفردية. قد تظل هذه القضية مفتوحة للمناقشة في المستقبل القريب.

Download

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top