ChatGPT يمهد لعصر جديد.. تشخيص ذاتي وطبيب خاص للمرضى

يمهد الذكاء الاصطناعي من خلال ChatGPT لعصر جديد من التشخيص الذاتي، حيث يعد Chatbot أكثر من مجرد متعة في الاستخدام: فقد يكون المساعد الصحي الجديد لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه في عام 2024 وما بعده.

كانت كاتي سارفيلا تجلس في غرفة نومها في نيككسي، ألاسكا، فوق غطاء سرير على شكل حيوان الموظ والدب، عندما أدخلت بعضًا من أعراضها المبكرة في ChatGPT.

من بين الأشياء التي تتذكر وصفها لروبوت الدردشة، تشعر بنصف وجهها وكأنه مشتعل، ثم تشعر بالخدر أحيانًا، وتشعر بشرتها بالبلل عندما لا تكون مبللة، وتعاني من العمى الليلي.

تشخيص ChatGPT

قالت سارفيلا: "بالطبع أعطاني رسالة: أنا لست طبيباً، ولا أستطيع تشخيص حالتك". ولكن بعد ذلك كتب: هو التصلب المتعدد. أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم الجهاز العصبي المركزي.

بدأت سارفيلا، البالغة من العمر 32 عامًا، تعاني من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد عندما كانت في أوائل العشرينات من عمرها. لقد بدأت تشتبه تدريجيًا في أنها مرض التصلب العصبي المتعدد، لكنها ما زالت بحاجة إلى تصوير بالرنين المغناطيسي لتأكيد ما اشتبهت به هي وطبيبها. على الرغم من أنه لم يكن تشخيصًا، إلا أن الطريقة التي قفز بها ChatGPT إلى الاستنتاج الصحيح أذهلتها هي وطبيب الأعصاب الخاص بها، وفقًا لسارفيلا.

ChatGPT عبارة عن برنامج دردشة آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي يقوم بالبحث في الإنترنت عن معلومات ثم ينظمها بناءً على الأسئلة التي تطرحها، ويتم تقديم كل ذلك بنبرة محادثة. لقد أدى ذلك إلى إطلاق مجموعة كبيرة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية طوال عام 2023، والإصدار المستند إلى نموذج اللغة الكبيرة GPT-3.5 متاح للجميع مجانًا. إن الطريقة التي يمكن بها تجميع المعلومات بسرعة وتخصيص النتائج تثير السابقة التي حددها "دكتور جوجل"، وهو مصطلح الباحث الذي يصف فعل الأشخاص الذين يبحثون عن أعراضهم عبر الإنترنت قبل رؤية الطبيب. في كثير من الأحيان نسميها "التشخيص الذاتي".

بالنسبة لأشخاص مثل سارفيلا، الذين عاشوا لسنوات مع أعراض غامضة قبل الحصول على التشخيص المناسب، فإن إجراء بحث أكثر تخصيصًا لاستنباط الأفكار قد يساعد في توفير الوقت الثمين في نظام الرعاية الصحية حيث أوقات الانتظار الطويلة، والإضاءة الطبية، والتحيزات المحتملة في الرعاية، وفجوات التواصل بين الطبيب والمريض تؤدي إلى سنوات من الإحباط.

لكن منح أي أداة أو كيان إنترنت - بما في ذلك ChatGPT - أي درجة من السلطة على صحتك ينطوي على مخاطر. أحد القيود الكبيرة على ChatGPT هو احتمال أن تكون المعلومات التي يقدمها مختلقة (المصطلح المستخدم في دوائر الذكاء الاصطناعي هو "الهلوسة")، الأمر الذي قد يكون له عواقب خطيرة إذا اعتبرته نصيحة طبية دون استشارة الطبيب.

 ولكن وفقًا للدكتور كريم حنا، رئيس قسم طب الأسرة في مستشفى تامبا العام ومدير برنامج الإقامة في طب الأسرة في جامعة جنوب فلوريدا، لا يوجد منافسة بين قوة ChatGPT وبحث Google عندما يتعلق الأمر بقوة التشخيص. إنه يقوم بتعليم السكان كيفية استخدام ChatGPT كأداة. وعلى الرغم من أنها لن تحل محل الحاجة إلى الأطباء، إلا أنه يعتقد أن روبوتات الدردشة هي شيء يمكن أن يستخدمه المرضى أيضًا.

هل "التشخيص الذاتي" سيء بالفعل؟

هناك قائمة من التحذيرات التي يجب وضعها في الاعتبار عند البحث عبر Google عن ألم أو طفح جلدي أو أعراض أو حالة جديدة رأيتها في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. أو الآن، ظهرت الأعراض في ChatGPT.

الأول هو أن جميع المعلومات الصحية ليست متساوية، فهناك فرق بين المعلومات التي ينشرها مصدر طبي أساسي مثل Johns Hopkins وقناة YouTube الخاصة بشخص ما، على سبيل المثال. والسبب الآخر هو احتمال إصابتك بـ "سايبركوندريا"، أو القلق بشأن العثور على معلومات غير مفيدة، على سبيل المثال تشخيص إصابتك بورم في المخ عندما يكون ألم رأسك أكثر احتمالاً بسبب الجفاف أو الصداع العنقودي.

يمكن القول إن التحذير الأكبر سيكون خطر المعلومات الزائفة التي تطمئن. قد تتجاهل شيئًا خطيرًا لأنك بحثت عبر الإنترنت وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه ليس بالأمر الكبير، دون استشارة طبيب حقيقي. والأهم من ذلك، أن "التشخيص الذاتي" لحالتك الصحية العقلية قد يؤدي إلى المزيد من القيود، نظرًا للصعوبة الكامنة في ترجمة العمليات العقلية أو التجارب الشخصية إلى حالة صحية قابلة للعلاج. كما أن أخذ شيء حساس مثل معلومات الدواء من ChatGPT، مع تحذير روبوتات الدردشة بالهلوسة، قد يكون خطيرًا بشكل خاص.

ولكن مع كل ما قيل، فإن استشارة Dr. Google (أو ChatGPT) للحصول على معلومات عامة ليست بالضرورة أمرًا سيئًا، خاصة عندما ترى أن الحصول على معلومات أفضل عن صحتك هو أمر جيد إلى حد كبير - طالما أنك لا تتوقف في بحث بسيط على الانترنت. في الواقع، وجد باحثون من أوروبا في عام 2017 أن الأشخاص الذين أبلغوا عن البحث عبر الإنترنت قبل موعدهم مع الطبيب، ما زال حوالي نصفهم يذهبون إلى الطبيب. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين لجأوا إلى الإنترنت للحصول على شكاوى محددة، زاد احتمال إبلاغهم عن الطمأنينة.

فعالية ChatGPT: كيف يستخدم الأطباء الذكاء الاصطناعي؟

بحثت الأبحاث المنشورة في مجلة أبحاث الإنترنت الطبية في مدى دقة ChatGPT في "التشخيص الذاتي" لخمسة حالات مختلفة لتقويم العظام (النفق الرسغي وعدد قليل من الحالات الأخرى). ووجدت أن برنامج الدردشة الآلي كان "غير متسق" في تشخيصاته، وعلى مدى خمسة أيام من تفسير الأسئلة التي طرحها الباحثون فيه، تمكن من تشخيص النفق الرسغي بشكل صحيح في كل مرة، ولكن اعتلال النخاع العنقي الأكثر ندرة لم يتجاوز 4٪ من الحالات. كما أنها لم تكن متسقة يومًا بعد يوم مع نفس السؤال، مما يعني أنك تخاطر بالحصول على إجابة مختلفة لنفس المشكلة التي تأتي إلى برنامج الدردشة الآلي بشأنها.

رأى مؤلفو هذه الدراسة أن ChatGPT هو "خطوة أولى محتملة" للرعاية الصحية، ولكن لا يمكن اعتباره مصدرًا موثوقًا للتشخيص الدقيق. وهذا يلخص رأي الأطباء الذين تحدثنا معهم، والذين يرون قيمة ChatGPT كأداة تشخيصية مكملة، وليس بديلاً للأطباء.