عاجل| الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الاموات

بعد اثارة جدل مدونة صوتية (بودكاست) التي أنتجت بالذكاء الاصطناعي، والتي تحاكي صوت الفكاهي الأميركي الشهير جورج كارلين الذي توفي عام 2008، تم التوصل إلى اتفاق ودي مع ورثة الكوميدي الراحل. وأدى هذا الاتفاق إلى سحب الحلقة المثيرة للجدل من المنصات التي تم طرحها عليها، حيث تم احترام رغبة ورثته في احترام ذكرى وتاريخ جورج كارلين دون تشويهها أو استخدام صوته بطرق قد تكون مسيئة.

أعلن أفراد من عائلة جورج كارلين أنهم قدموا شكوى ضد القائمين على بودكاست "دوديزي" ("Dudesy") بعدما نشروا حلقة "استضافوا" فيها الفكاهي الكوميدي الراحل، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد صوته وأسلوب نكاته.

البودكاست أثار الجدل بشكل كبير، خاصة بعد الإضراب الذي شلّ هوليوود لأشهر طويلة العام الماضي، مما ألقى الضوء على إمكانيات التهديد التي يشكلها الذكاء الاصطناعي للصناعات الإبداعية.

وقالت كيلي كارلين أبن الفكهاي المعروف ، "أنها سعيدة لأن هذا الأمر حُل بسرعة وبشكل ودي"، معبرة عن "الامتنان" لمقدمي البودكاست "لتصرفهما بمسؤولية من خلال إزالة الفيديو الذي صنعاه بسرعة". ولم يُكشف عن شروط الاتفاق.

وأضافت كارلين: "آمل أن تكون هذه القضية بمثابة تحذير بشأن المخاطر التي تشكلها تقنيات الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى توفير الحماية المناسبة، ليس فقط للفنانين وصنّاع المحتوى، ولكن لجميع البشر على هذا الكوكب".

ويُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في صناعة الترفيه لإنتاج المحتوى، مما يجعل هذه الحالات تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحديد الأطر والسياسات التي تحمي الحقوق والسلامة، سواء كان ذلك في مجال الفنون أو في مجتمعنا بشكل عام.

وتثير هذه التكنولوجيا الكثير من القلق، لأنها تعتمد في بعض الأحيان على أعمال الفنانين من دون موافقتهم وبلا مقابل لهم. كما أنها تطرح مشاكل أخلاقية بسبب قدرتها على تقليد الموتى.

وشدد محامي ورثة الفكاهي، جوش شيلر، على أن "هذه ليست مشكلة ستختفي من تلقاء نفسها"، مذكرا بأنّ الذكاء الاصطناعي أتاح تقليد صوت الرئيس جو بايدن في حملة ترويج انتخابية زائفة عبر الهاتف، أو توليد صور عارية مزيفة لمشاهير.

تلك الحالات تبرز الضرورة الملحة لوضع قوانين وسياسات تحمي حقوق الفنانين وتضمن تحديد المعايير الأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا، حيث يجب أن تتواجد آليات رقابية وقوانين تضمن عدم سوء استخدام الذكاء الاصطناعي واحترام حقوق الملكية الفكرية والخصوصية.