تأثير تيك توك على تصورات النساء عن أجسادهن: دراسة حديثة تحذر من المخاطر

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين حول العالم، وخاصة الشباب، واحدة من هذه المنصات التي اكتسبت شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة هي "تيك توك". 

رغم المتعة التي يوفرها المحتوى الترفيهي الذي يقدمه، إلا أن الدراسات الحديثة بدأت تكشف عن جوانب مظلمة لهذه المنصات. 

إحدى هذه الدراسات ركزت على تأثير تيك توك على تصورات النساء عن أجسادهن، حيث أظهرت نتائجها أن مجرد قضاء 10 دقائق في مشاهدة بعض المحتويات على هذه المنصة يمكن أن يترك أثرًا عميقًا على الصورة الذاتية للمرأة.

تفاصيل الدراسة: منهجية واستنتاجات

الدراسة التي أجريت مؤخرًا شملت 273 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و28 عامًا. تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين رئيسيتين، بهدف دراسة تأثير محتوى تيك توك على تصوراتهن عن أجسادهن. 

المجموعة الأولى تم تعريضها لمقاطع فيديو تروّج لمشاكل الأكل، بما في ذلك محتويات مؤيدة للأنوركسيا، وأخرى تركز على التمارين وطرق فقدان الوزن السريعة. 

في المقابل، شاهدت المجموعة الثانية مقاطع فيديو ذات طابع مختلف تمامًا، مثل مقاطع عن الطبيعة، والكوميديا، والطهي.

النتائج كانت مقلقة للغاية. بعد مشاهدة المحتويات، أظهرت كلا المجموعتين شعورًا بعدم الرضا عن مظهرهن. لكن الأثر كان أشد وضوحًا بين النساء اللواتي تعرضن لمحتويات تؤيد اضطرابات الأكل مثل الأنوركسيا. 

هؤلاء النساء أبلغن عن شعورهن بعدم الرضا بشكل أكبر، كما ارتفعت لديهن المعايير الجمالية غير الواقعية. هذه النتائج تثير القلق بشأن احتمالية تطور اضطرابات الأكل لدى النساء اللواتي يتعرضن لهذا النوع من المحتوى على تيك توك.

تأثيرات أوسع: الصحة النفسية في خطر

تدق هذه الدراسة ناقوس الخطر حول الدور الذي يمكن أن تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل تصورات غير صحية عن الجسد، مما قد يؤدي في النهاية إلى تطور اضطرابات الأكل.

 من المهم أن نفهم أن مثل هذه المحتويات قد تؤدي إلى تبني معايير جمالية غير واقعية، وبالتالي تزيد من خطر تعرض النساء لمشاكل صحية جسدية ونفسية.

رد تيك توك: سياسات وتدابير جديدة

في مواجهة هذه النتائج، صرّح متحدث باسم تيك توك أن المنصة تتخذ خطوات جادة لمكافحة المحتويات الضارة التي تروج لمشاكل الأكل. 

وأكد أن تيك توك لا يسمح بأي محتوى يروج لمثل هذه المشاكل، وأنهم يعملون على إزالة أي محتوى ضار فور اكتشافه. 

بالإضافة إلى ذلك، أشار المتحدث إلى أن المنصة قامت بإزالة هاشتاجات مرتبطة باضطرابات الأكل، وتوفر للمستخدمين خيارات لضبط صفحة ترشيحات المحتوى بحيث تعرض محتوى إيجابيًا يعزز من صورة الجسد.

كما تعمل المنصة على توجيه المستخدمين الذين يبحثون عن مثل هذه المحتويات إلى مؤسسة "The Butterfly Foundation"، وهي مؤسسة خيرية تدعم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تتعلق بصورة أجسادهم.

شهادات حية: تجارب شخصية مع المحتوى الضار

وفي سياق متصل، تحدثت كاتيا ياسكي، فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، عن تجربتها الشخصية مع تيك توك. أشارت كاتيا إلى أنها طورت اضطرابًا في الأكل بعد التعرض لمحتويات على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا النوع من المحتوى يجعل المستخدم يشعر بعدم الأمان حيال مظهره، حيث يبدو أن جميع الفتيات الأخريات أخف وزنًا وأكثر جمالًا.

خاتمة: ضرورة التوعية والتدخل

توضح هذه الدراسة الحاجة الملحة للتوعية بالمخاطر المحتملة التي يمكن أن تنجم عن التعرض المفرط لمحتوى التواصل الاجتماعي غير الصحي. 

يجب أن يكون هناك تدخل من قبل الآباء والمربين، إلى جانب تطوير سياسات أقوى من قبل منصات التواصل الاجتماعي لحماية المستخدمين، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للتأثر، من هذه المخاطر. 

منصات مثل تيك توك يجب أن تتحمل مسؤوليتها في خلق بيئة آمنة تعزز من ثقة المستخدمين بأنفسهم وصورتهم الجسدية.