تقنية جديدة تحول الأفكار إلى كلام: أمل جديد لمرضى التصلب الجانبي الضموري

مراجعة : ياسين عبد العزيز

السبت، 24 أغسطس 2024 03:31 م

تقنية جديدة تحول الأفكار إلى كلام

تقنية جديدة تحول الأفكار إلى كلام

أعلنت جامعة كاليفورنيا ديفيس عن تطوير تقنية مبتكرة تمكّن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات في النطق، مثل مرضى التصلب الجانبي الضموري (ALS)، من تحويل أفكارهم إلى كلام. 

هذه التقنية الجديدة، التي نُشرت تفاصيلها في مجلة نيو إنجلاند الطبية هذا الشهر، تقدم الأمل لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يواجهون تحديات كبيرة في التواصل.

الابتكار: نظام “الدماغ إلى الكلام”

التقنية الجديدة، المعروفة باسم نظام “الدماغ إلى الكلام”، تعتمد على زراعة أجهزة دقيقة في الدماغ لتحويل الأفكار مباشرة إلى كلمات منطوقة. 

هذا النظام يتيح للمرضى التواصل بشكل فعال رغم تدهور قدراتهم النطقية. يشمل النظام تقنيات متقدمة لقراءة الإشارات العصبية وتحويلها إلى نصوص يتم نطقها عبر مكبر صوت.

التجربة السريرية: قصة كيسي هاريل

في تجربة أولية، شارك كيسي هاريل، الذي يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري منذ خمس سنوات، في اختبار هذه التقنية الجديدة. 

قبل انضمامه للتجربة، كان هاريل يعاني من صعوبة بالغة في التواصل، حيث انخفض معدل كلامه إلى نحو 5-6 كلمات صحيحة في الدقيقة، مقارنةً بالمتوسط البشري البالغ 160 كلمة في الدقيقة.

 بعد زراعة النظام الجديد في دماغه، شهد هاريل تحسنًا ملحوظًا في قدرته على التواصل، مع دقة عالية في تحويل أفكاره إلى كلام مفهوم.

النتائج: إمكانيات ثورية للمستقبل

أثبتت نتائج الدراسة نجاح التجربة بشكل لافت، مما يشير إلى إمكانيات ثورية لهذه التقنية في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراض تؤثر على قدرتهم على الكلام. 

التقنية لا تقتصر على تحسين جودة التواصل فحسب، بل قد تسهم أيضًا في تحسين جودة حياة المرضى بشكل عام، مما يتيح لهم التفاعل بشكل أفضل مع العالم من حولهم.

تقنية جديدة تحول الأفكار إلى كلام تمنح الأمل لمرضى التصلب الجانبي الضموري

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم أن النتائج الأولية للتجربة مشجعة، إلا أن التقنية ما زالت في مراحلها المبكرة، ومن المتوقع أن تحتاج إلى المزيد من الأبحاث والتطوير قبل أن تصبح متاحة على نطاق أوسع. 

ويعمل الباحثون حاليًا على تحسين النظام لزيادة دقته وفعاليته، مع الأمل في أن يتمكن في المستقبل القريب من تقديم دعم أكبر لمرضى التصلب الجانبي الضموري وأمراض مشابهة.

ما بعد التجربة: التوسع في استخدام التقنية

من المتوقع أن تشهد التقنية الجديدة توسعًا في استخدامها خلال السنوات المقبلة. بينما يُعد كيسي هاريل أول من استفاد من هذه التقنية، فإن النتائج تبشر بمستقبل واعد يمكن أن يشمل العديد من المرضى الآخرين. 

التقدم في هذا المجال يمكن أن يحدث نقلة نوعية في كيفية تعامل الأطباء والباحثين مع إعاقات النطق، ويعزز من قدرة المرضى على المشاركة بشكل أكثر فاعلية في حياتهم اليومية.

الخطوات القادمة: تطوير وتحسين

مع استمرار البحث والتطوير، تسعى جامعة كاليفورنيا ديفيس إلى تحسين النظام وتوسيعه ليشمل فئات أوسع من المرضى. يتم التركيز حاليًا على تحسين التفاعل بين التقنية والدماغ البشري، وتوسيع نطاق استخدامها لتشمل مختلف أنواع الإعاقات النطقية.

ابحث عن مواصفات هاتفك

Back Top