تيك توك بين الحظر والشائعات: خريطة انتشار القيود حول العالم

في الآونة الأخيرة، انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي حول حظر تطبيق تيك توك في مصر، مما أثار قلق مستخدمي التطبيق في البلاد. 

تزامنت هذه الشائعات مع التقارير الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن اتخاذ خطوات نحو حظر التطبيق بشكل كامل. ولكن، هل هناك أساس لهذه الشائعات؟ وما هو الوضع الحقيقي لتيك توك في مصر وفي دول أخرى حول العالم؟

تيك توك: التطبيق تحت المجهر

منذ انطلاقه، أثار تطبيق تيك توك جدلاً واسعاً حول العالم، خاصةً فيما يتعلق بأمن المعلومات وحماية البيانات الشخصية. وتزداد هذه المخاوف مع تزايد شعبية التطبيق وانتشاره في جميع أنحاء العالم. 

وقد دفع هذا العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد تيك توك، من بينها حظر التطبيق جزئياً أو كلياً على أجهزة العمل الحكومية.

ومع أن الشائعات عن حظر تيك توك في مصر لم تتأكد حتى الآن، فإن القلق من تأثيرات التطبيق الأمنية يتزايد. هذه الشائعات لم تكن لتجد صدى لولا وجود سوابق لحظر التطبيق في دول أخرى. لذلك، دعونا نتعرف على بعض الدول التي اتخذت خطوات فعلية لحظر تيك توك أو تقييده.

الولايات المتحدة الأمريكية: مسار حظر محتمل

تعد الولايات المتحدة من أبرز الدول التي أثارت قلقاً بشأن تيك توك. فقد صادق الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون يهدف إلى حظر التطبيق، وذلك بسبب مخاوف متعلقة بأمن البيانات واحتمالية استغلالها من قبل الحكومة الصينية. 

وإذا تم تفعيل هذا القانون، فسيكون على الشركة المالكة للتطبيق، "بايت دانس"، إما بيع التطبيق لشركة أمريكية أو مواجهة الحظر الكامل.

هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مستمرة من الحكومة الأمريكية لحماية أمنها القومي من أي تهديدات محتملة. ورغم أن تيك توك نفت جمعها لبيانات المستخدمين بشكل أكبر من التطبيقات الأخرى، إلا أن هذه التطمينات لم تقنع السلطات الأمريكية.

أوروبا: حذر متزايد وحظر متنوع

في أوروبا، اتخذت عدة دول ومؤسسات خطوات مشابهة لحظر أو تقييد استخدام تيك توك على الأجهزة الحكومية. ومن بين هذه الدول:

المملكة المتحدة: حظر احترازي

في مارس 2023، أعلن وزير الدولة البريطاني أوليفر دودن حظراً فورياً على استخدام تيك توك على الأجهزة الحكومية. واستند الحظر إلى تقرير صادر عن المركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة، الذي أكد وجود مخاطر محتملة على البيانات الحكومية الحساسة.

مؤسسات الاتحاد الأوروبي: حظر ثلاثي

حظرت مؤسسات الاتحاد الأوروبي الكبرى، بما في ذلك البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، استخدام تيك توك على أجهزة الموظفين. وأشارت المؤسسات إلى مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني كسبب رئيسي وراء هذا القرار.

فرنسا: حظر التطبيقات الترفيهية

في خطوة مشابهة، حظرت الحكومة الفرنسية في مارس 2023 تثبيت واستخدام التطبيقات الترفيهية مثل تيك توك على أجهزة العمل الحكومية. وشمل الحظر تطبيقات أخرى مثل Netflix وInstagram، ولكنه لم يشمل الهواتف الشخصية للموظفين.

آسيا وأوقيانوسيا: تيك توك تحت الرقابة

الهند: الحظر الدائم

الهند كانت من أوائل الدول التي حظرت تيك توك بشكل كامل. ففي عام 2020، فرضت الهند حظراً على التطبيق بعد اشتباك بين القوات الهندية والصينية على الحدود، وهو ما أدى إلى توترات سياسية كبيرة. واستمر الحظر ليصبح دائماً في يناير 2021.

أستراليا: مخاوف أمنية

في أبريل 2023، حظرت أستراليا استخدام تيك توك على جميع الأجهزة الحكومية، مشيرةً إلى مخاوف أمنية تتعلق بجمع البيانات واحتمالية تعرضها لتوجيهات خارجية من حكومة أجنبية.

نيوزيلندا: حظر جزئي

نيوزيلندا اتخذت نهجاً أكثر تقييداً، حيث حظرت استخدام تيك توك على هواتف المشرعين الحكوميين فقط، دون أن يشمل ذلك جميع الموظفين الحكوميين.

الدول الإسكندنافية: تيك توك تحت الرقابة المشددة

النرويج: حظر برلماني

في النرويج، حظر البرلمان استخدام تيك توك على أجهزة العمل بعد تحذيرات من وزارة العدل. وقد تم ربط هذا القرار بتقييمات استخباراتية أشارت إلى أن الصين وروسيا تشكلان تهديدات أمنية للنرويج.

الدنمارك: حظر وزارة الدفاع

وفي الدنمارك، أعلنت وزارة الدفاع حظراً على استخدام تيك توك على الأجهزة الرسمية. وجاء هذا القرار في إطار جهود البلاد لتعزيز أمنها السيبراني.

دول البلطيق: حذر مستمر

إستونيا: حظر تدريجي

في إستونيا، أعلن وزير تكنولوجيا المعلومات والتجارة الخارجية المنتهية ولايته في مارس 2023 عن خطط لحظر تيك توك على الهواتف الحكومية. وتهدف هذه الخطوة إلى حماية البيانات الحساسة من التعرض للاختراق.

تيك توك ومستقبله في مصر والعالم

بين الشائعات والحقائق، يبقى مستقبل تيك توك محط اهتمام وترقب في العديد من الدول. ورغم عدم وجود تأكيدات رسمية حول حظره في مصر حتى الآن، إلا أن التجارب السابقة في دول أخرى قد تدفع السلطات المصرية إلى التفكير في اتخاذ إجراءات مماثلة. 

في الوقت ذاته، يظل تيك توك مصراً على نفي التهم الموجهة إليه، مؤكداً أن قرارات الحظر في الدول الأخرى جاءت بدون أدلة قاطعة.

يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيستمر تيك توك في مواجهة هذه التحديات بنجاح، أم أن المزيد من الدول ستنضم إلى قائمة الحظر؟ فقط الوقت كفيل بالإجابة.